منذ أن شاع استخدام الذكاء الاصطناعي في عالم البرمجة، برز اتجاه جديد بين المطورين يُعرف بالبرمجة القائمة على الذكاء الاصطناعي، تقوم هذه الفكرة على وصف المطلوب ببساطة، وترك الذكاء الاصطناعي يتولى بناء البرنامج من البداية إلى النهاية، يرى العديد من مهندسي البرمجيات أن هذا الأسلوب بسيط ومُنتج وفعّال، إذ يُمكنهم توليد أجزاء كبيرة من التعليمات البرمجية دون الحاجة إلى كتابة كل سطر أو مراجعته بدقة.
ومع ذلك، وبغض النظر عن مدى مساعدة الذكاء الاصطناعي في توليد التعليمات البرمجية، فإن الاعتماد الكلي على هذا النهج قد لا يكون فكرة صائبة، هذا ما يحذر منه الرئيس التنفيذي لشركة Cursor، الذي يُشير إلى أن البرمجة القائمة على الذكاء الاصطناعي قد تكون عادة محفوفة بالمخاطر، وقد تُسبب مشاكل خطيرة مع مرور الوقت.
تحذيرات من البرمجة القائمة على AI
وفي حديثه في مؤتمر Fortune Brainstorm AI الذي عُقد في وقت سابق من هذا الشهر، حذر مايكل ترويل، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة Cursor، من أن الإفراط في الاعتماد على التعليمات البرمجية المُولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي يُمكن أن يُضعف أسس مشاريع البرمجيات، وأضاف أنه مع ازدياد حجم الأنظمة وتعقيدها، يُمكن أن تُؤدي نقاط الضعف هذه في النهاية إلى انهيار كل شيء.
وتحدث ترويل عن تطور البرمجة خلال العقد الماضي، وأشار إلى أن المطورين كانوا يقضون معظم وقتهم سابقًا داخل محررات النصوص، يكتبون ويراجعون التعليمات البرمجية سطرًا سطرًا يدويًا، مع ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي، تغيرت هذه العملية، أصبح بإمكان المهندسين الآن التراجع قليلًا وطلب من أدوات الذكاء الاصطناعي التعامل مع مهام كاملة، بدءًا من كتابة الدوال وصولًا إلى إعادة هيكلة أجزاء كبيرة من التعليمات البرمجية، لا شك أن هذا التحول جعل عملية التطوير أسرع وأسهل، خاصةً للمبتدئين.
ومع ذلك، حذر ترويل من أن التراجع كثيرًا يُؤدي إلى إهمال جوانب مهمة، "لو كنت تبرمج بشكل عشوائي، لكنت أغمضت عينيك وطلبت بناء منزل،" قال: "لن تفحص الأساسات، ولن تنظر تحت ألواح الأرضية، ولن تُلقي نظرة على الأسلاك".
الذكاء الاصطناعي والبرمجة.. تحذيرات من "هشاشة" الأنظمة القادمة
وباستخدام تشبيه من مجال البناء، أوضح ترويل أن برمجة الاهتزازات تُشبه بناء منزل دون فحص الأساسات أو الأسلاك أو الدعامات الهيكلية، وأضاف: "إذا أغمضت عينيك ولم تُلقِ نظرة على الكود، وتركت الذكاء الاصطناعي يبني أشياءً ذات أساسات هشة، ومع إضافة طابق تلو الآخر، سيبدأ كل شيء بالانهيار".
وأشار ترويل إلى أن هذا النهج قد يكون مقبولاً للنماذج الأولية الصغيرة، أو المشاريع الشخصية، أو العروض التوضيحية السريعة، لكنه يصبح خطيراً عند تطبيقه على برامج جادة وواسعة النطاق، فمع إضافة ميزات جديدة فوق كود غير مفهوم جيداً، يتضاعف الخطر، فكل طبقة إضافية تزيد من احتمالية ظهور عيوب خفية، مما يؤدي إلى أنظمة هشة يصعب صيانتها أو إصلاحها.
ومن المثير للاهتمام أن تحذير الرئيس التنفيذي لافت للنظر بشكل خاص بالنظر إلى الصعود السريع لشركة كورسور، تأسست في في عام 2022، دمجت منصة Cursor الذكاء الاصطناعي مباشرةً في بيئة التطوير، مما ساعد المهندسين على كتابة التعليمات البرمجية، وتصحيح الأخطاء، والعمل بسرعة أكبر، تُستخدم هذه الأداة الآن من قِبل فرق هندسية محترفة تعمل على مشاريع معقدة وعالية المخاطر، بما في ذلك برامج المؤسسات وأنظمة البنية التحتية، وقد حققت Cursor نموًا سريعًا، حيث وصل عدد مستخدميها اليوميين إلى أكثر من مليون مستخدم، وتوسعت لتصبح شركة بمليارات الدولارات.