فيسبوك
واتساب
نعى المخرج الكبير مجدي أحمد علي، ببالغ الحزن والأسى، رحيل المخرج المبدع داوود عبد السيد، واصفاً وفاته بأنها "خسارة فادحة" للفن المصري والعربي، ومؤكداً أن سينما داوود عبد السيد ليست مجرد أفلام، بل هي تاريخ حي ووجدان مرتبط بروح الإنسان المصري الأصيل.
وأكد مجدي أحمد علي، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن داوود عبد السيد لن يصبح "ماضياً" أبداً، لأن أعماله السينمائية ستبقى حاضرة في واقعنا، مشيراً إلى أن الراحل نجح في خلق حالة فنية فريدة جعلته علامة طريق للأجيال اللاحقة، حيث كان بمثابة المعلم والقدوة دون أن يمارس "الأستاذية" بمعناها التقليدي.
سينما خارج حسابات المهرجانات
وأوضح المخرج مجدي أحمد علي أن ميزة داوود عبد السيد الكبرى تمثلت في انحيازه للناس والشارع؛ فلم يكن يسعى لصناعة أفلام من أجل المهرجانات، بل كان يغوص في أعماق الشخصيات المصرية النادرة ويضعها في أطر فنية مذهلة. وأضاف أن قوة أفلامه تكمن في قدرتها على جذب الجمهور بمرور الزمن، مستشهداً بفيلم "أرض الخوف" الذي زادت جماهيريته بشكل كبير بعد سنوات من عرضه، وفيلم "مواطن ومخبر وحرامي".
تشريح للواقع الثقافي والاجتماعي
ولفت مجدي أحمد علي إلى قدرة الراحل على تشريح الأفكار المعقدة في المجتمع، سواء فيما يتعلق بالجماعات المتطرفة أو علاقة المثقفين بالواقع الثقافي المصري، كما في فيلم "البحث عن سيد مرزوق"، مؤكداً أن داوود عبد السيد كان يبتعد عن النقد المباشر، لكنه كان "يوقظنا" على حقائق نعيشها ولا نشعر بها بعمق.
واختتم مجدي أحمد علي تصريحاته بالتأكيد على أن مدرسة داوود عبد السيد ستظل تلهم صناع السينما، لقدرتها الفائقة على نقل نبض الشارع المصري ومشاعر الناس بشكل حقيقي وصادق، مما جعل منه أيقونة فنية لن تتكرر.
