تنهي أوروبا عام 2025 وهي في حالة توتر استراتيجي غير مسبوقة في علاقاتها مع الولايات المتحدة، بعد سلسلة من المواقف والسياسات التي تبناها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأعادت رسم ملامح العلاقة عبر الأطلسي، فبدلًا من الشراكة التقليدية القائمة على التحالف والتنسيق، باتت بروكسل تواجه خطابًا أمريكيا أكثر حدة، يضع المصالح الأمريكية في المقام الأول حتى على حساب الحلفاء.
جريندلاند أبرز مصادر القلق
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة الباييس الإسبانية، فإن أحد أبرز مصادر القلق الأوروبي تمثل في التهديدات المرتبطة بـ جرينلاند، الإقليم التابع للدنمارك، والتي اعتبرتها مؤسسات الاتحاد الأوروبي مساسًا بسيادة دولة عضو ورسالة سياسية واضحة بأن واشنطن مستعدة للضغط حتى على شركائها المقربين، هذه التطورات أعادت إلى الواجهة تساؤلات قديمة حول حدود الالتزام الأمريكى بأمن أوروبا.
العقوبات الأمريكية
كما أثارت العقوبات الأمريكية، سواء المفروضة أو الملوّح بها ضد شخصيات أوروبية، حالة من الاستياء داخل العواصم الأوروبية، التي رأت في هذه الإجراءات استخدامًا لأدوات الضغط السياسي بطريقة تُضعف الثقة المتبادلة وتكشف هشاشة التوازن داخل التحالف الغربي، وفقا للصحيفة الإسبانية.
كما أن الاستراتيجية الأمنية الجديدة التي أعلنتها واشنطن زادت من حدة المخاوف، إذ أعادت تعريف أولويات الأمن الدولي بطريقة لا تمنح أوروبا الدور المركزي الذي اعتادت عليه، ومع استمرار الحرب في أوكرانيا والتوتر على حدود الاتحاد الشرقية، يزداد القلق من الاعتماد المفرط على المظلة الأمريكية.
ورغم محاولات احتواء التصعيد عبر الحوار، تدرك أوروبا أنها تقف عند مفترق طرق، فبين الدعوات إلى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية والتمسك بالعلاقة التقليدية مع واشنطن، ينتهي عام 2025 بسؤال مفتوح: هل تدخل أوروبا مرحلة جديدة من الاعتماد الحذر، أم بداية انفصال بطيء عن الحليف الأمريكى؟.