وسم الإبل بالبحر الأحمر هوية قبلية متجذرة تحافظ على السلالات النادرة من الجمال.. تنظم حركة الرعي والتنقل بين الأودية الجبلية.. تعكس تاريخًا طويلاً من عادات وتقاليد بدوية متوارثة بين قبائل الصحراء الشرقية.. صور

السبت، 27 ديسمبر 2025 02:00 ص
وسم الإبل بالبحر الأحمر هوية قبلية متجذرة تحافظ على السلالات النادرة من الجمال.. تنظم حركة الرعي والتنقل بين الأودية الجبلية.. تعكس تاريخًا طويلاً من عادات وتقاليد بدوية متوارثة بين قبائل الصحراء الشرقية.. صور الجمال فى الصحراء الشرقية

البحر الأحمر – عماد عرفة

تزامناً مع انتشار المراعى فى الصحراء الشرقية بعد سقوط الأمطار فى أغلب الأودية الجبلية جنوب البحر الأحمر وتحديدا بمناطق حلايب وشلاتين ومرسى علم، تعد الجمال من أكثر الحيوانات انتشارًا بعد الأغنام في الصحراء الشرقية، حيث يعتمد عليها أغلب أبناء القبائل في التربية والاتجار، بينما تمثل لبعضهم الرفيق الدائم في التنقل بين أبناء القبائل هناك في أودية حلايب وشلاتين،  ولا تقتصر أهمية الجمال على الغذاء والنقل فقط، بل تتجاوز ذلك لتصبح عنصرًا أصيلًا من الهوية الثقافية والتاريخية للقبائل.

 

رمز الصمود والتراث القبلي

تمثل الجمال جزءًا محوريًا من تراث قبائل حلايب وشلاتين خاصة قبائل البشارية والعبابدة المتجذر في تفاصيل حياتهم اليومية، فهي رمز للثبات في مواجهة الطبيعة القاسية، وكانت قديمًا الوسيلة الأساسية للتنقل والعيش في هذه المناطق، ووتمتد شهرة المنطقة، الواقعة على الساحل الشرقي للبحر الأحمر من شمال مصر إلى جنوبها، بوفرة أعداد الجمال التي ترافق أبناء القبائل في تنقلاتهم بين الأودية الجبلية والصحاري المفتوحة.

 

الوسم.. علامة الهوية والملكية

ويعد “الوسم” من أبرز السمات التي تميز الجمال في الصحراء الشرقية، حيث توضع علامة خاصة على الجمل باستخدام الحديد الساخن لتحديد القبيلة المالكة له، وهذه العلامات ليست عشوائية، بل رموز قديمة متعارف عليها بين القبائل، تستخدم لتمييز الجمال التي ترعى في المساحات الشاسعة الممتدة بين الجبال والصحاري، وتابعيتها للقبائل .

 

وسم الجمل باسبور العبور بين الأودية

قال على أبو الشيخ، ابن قبيلة القزايزة، إن الوسم يعد بمثابة “باسبور” أو بطاقة هوية للجمل، يميزه عن غيره من الجمال المتشابهة في الشكل أو اللون، مؤكدًا أن لكل قبيلة وسمًا خاصًا لا يتداخل مع غيره، ما يسهل التعرف على الجمل ومالكه فورًا.

وأضاف ابن قبيلة القزايزة أن المنطقة الممتدة على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر تضم عدة قبائل بدوية تتوزع في الأودية الجبلية والمناطق الصحراوية، من بينها العبابدة والبشارية والرشايدة في جنوب البحر الأحمر، بينما تنتشر قبائل جهينة والمعادة والقزايزة في شماله، ولكل قبيلة حدود جغرافية واضحة للرعي لا يجوز التعدي عليها، حتى مع ترك الجمال ترعى لشهور دون حراسة.

 

الوسم رخصة مرور وحماية للسلالات

من جانبه، قال الحسن عثمان أبو ابن قبيلة البشارية، أن الوسم يعد بمثابة رخصة مرور للجمال أثناء تنقلها بين المراعي، حيث يوضع في أماكن ظاهرة مثل الفخذ أو الرقبة أو الكتف باستخدام الحديد الساخن، ما يجعل العلامة واضحة ودائمة.

وأشار عثمان إلى أن الوسم تقليد قديم ما زال متبعًا حتى اليوم، إذ كان في الماضي وسيلة ضرورية لتحديد الملكية في المراعي الواسعة التي تختلط فيها الجمال، بينما أصبح حاليًا أداة لحماية السلالات النادرة ومنع سرقة الإبل، مؤكداً أن الجمال المخصصة للبيع لا تُوسم إلا بعد تسلم المشتري لها.

 

علامة نسب وشرف يدوى

واوضح بأن الوسم لا يعكس فقط هوية الجمل ومالكه، بل يجسد نمط الحياة البدوية في صحراء البحر الأحمر، حيث ما زالت هذه التقاليد حاضرة في الوجدان اليومي لأبناء القبائل، باعتبار الجمل رفيق الدرب، والوسم علامة نسب وشرف تربط الجمل بصاحبه وقبيلته.

مراعى الجنوب وتواجد الجمال
مراعى الجنوب وتواجد الجمال

 

علامات تميز ملكية الجمال
علامات تميز ملكية الجمال

 

تعتبر أكثر الحيوانات تبعد الأغنام فى الجنوب
تعتبر أكثر الحيوانات تبعد الأغنام فى الجنوب

 

انتشار،المراعى جنوب البحر الأحمر
انتشار،المراعى جنوب البحر الأحمر

 

الجمال فى المراعى جنوب البحر الأحمر،
الجمال فى المراعى جنوب البحر الأحمر،

 

الجمال فى المراعى بالشلاتين
الجمال فى المراعى بالشلاتين

 

الجمال فى الصحراء الشرقية
الجمال فى الصحراء الشرقية

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة