هيثم عمران: الانتخابات تجرى فى سياق إقليمى مضطرب والمشاركة انتقائية عقلانية

أكد الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية، أن انتخابات مجلس النواب 2025 تجري في ظروف دقيقة للغاية، حيث تتقاطع مصالح استقرار الداخل المصري مع التوترات الإقليمية المحيطة، مشيراً إلى أن البرلمان القادم سيحمل طابعاً "خدمياً واقتصادياً" في المقام الأول، مبتعداً عن الشعارات الأيديولوجية.

جاء ذلك خلال تغطية خاصة عبر قناة "cbc"، لفعاليات جولة الإعادة في انتخابات مجلس النواب، والتي تشمل 19 دائرة في 7 محافظات، ويتنافس فيها 70 مرشحاً على 35 مقعداً.

ولخص "عمران" المشهد الانتخابي الحالي في عدة نقاط موجزة، واصفاً إياه بأنه استحقاق دستوري يشهد تنظيماً أمنياً لافتاً مقابل مشاركة يمكن وصفها بـ"المحدودة ولكنها عقلانية".

وأوضح أن المشاركة لم تشهد اندفاعاً جماهيرياً واسعاً ولا عزوفاً كاملاً، بل كانت مشاركة "انتقائية" تعتمد على اختيار المرشح الأقرب للدائرة والمعروف بشخصه وقدرته على تقديم الخدمات.

وحول ظاهرة صعود المستقلين بقوة في هذه الانتخابات، أرجع أستاذ العلوم السياسية السبب إلى تراجع الأحزاب في ترسيخ نفسها كوسيط حقيقي بين الدولة والمواطن.

وقال "عمران": "كثير من المرشحين لجأوا للترشح كمستقلين للتحرر من عبء الخطاب الحزبي، فالمرشح المستقل يمتلك مرونة أكبر في التعامل"، مشيراً إلى أن الأحزاب تتقارب في الأيديولوجيات ولكنها تختلف في التواجد على الأرض، وهو ما صنع الفارق للمستقلين.

وحول ما إذا كان نجاح المستقلين أمام مرشحي الأحزاب يعد "تصويتاً عقابياً"، أوضح "عمران" أن الأمر لا يتعلق بالعقاب بقدر ما يتعلق ببحث الناخب عن "الأكثر قرباً وتواجداً".

وأضاف: "لقد كُسرت القاعدة التي تقول إن المرشح الحزبي هو الأقوى؛ فالناخب في المناطق الريفية والصعيد تحديداً يصوت للعوامل الاجتماعية والثقافية، وللشخص الذي يثق في قدرته على تلبية الخدمات وتوظيف العلاقات، بغض النظر عن انتمائه الحزبي".