فيسبوك
واتساب
في إنجاز علمي جديد يضاف لسجل العلماء المصريين بالخارج، كشف العالم المصري الدكتور نبيل صيدح، مدير وحدة أبحاث الغدد الصماء بمعهد الأبحاث السريرية في مونتريال بكندا، عن تفاصيل اكتشافه الطبي المذهل الذي قاده للفوز بجائزة "نوابغ العرب" لعام 2025، والذي أحدث ثورة في علاج الكوليسترول والأمراض القلبية.
اكتشاف الـ "PCSK9".. ثورة طبية
وأوضح الدكتور نبيل صيدح، خلال لقاء عبر زووم ببرنامج كلمة اخيرة، مع الاعلامي احمد سالم، أن اكتشافه يتمحور حول بروتين يُسمى (PCSK9)، وأشار إلى أن الأبحاث أثبتت أن إزالة هذا البروتين أو تثبيطه تؤدي إلى خفض نسبة الكوليسترول الضار في الدم بنسبة تصل إلى 70%، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الطب، حيث لم تكن العلاجات السابقة قادرة على الوصول لهذه النتيجة.
وأكد "صيدح" أن هذا الاكتشاف لا يقتصر تأثيره على خفض الكوليسترول فحسب، بل يمتد ليحمي من الجلطات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى تأثيراته الإيجابية في مكافحة السرطان والأمراض المناعية.
من المختبر إلى الصيدليات في 70 دولة
وحول الرحلة من الاكتشاف إلى الدواء، صرح العالم المصري أن اكتشاف البروتين تم عام 2003، واستغرق الأمر نحو 12 عاماً لتحويل هذا الاكتشاف العلمي إلى دواء معتمد. واليوم، يتوفر الدواء القائم على هذا الاكتشاف في أكثر من 70 دولة حول العالم، بما في ذلك الدول العربية ومصر، مما يجعله متاحاً لإنقاذ حياة ملايين المرضى.
وعن بداياته، روى الدكتور نبيل صيدح قصته الملهمة، مشيراً إلى أنه تخرج في كلية العلوم بمصر عام 1969، ثم سافر إلى الولايات المتحدة حيث حصل على الدكتوراه في علوم الفضاء والغلاف الجوي. إلا أنه قرر تغيير مساره العلمي جذرياً عند انتقاله إلى كندا، ليتجه إلى دراسة علوم الأعصاب (Neuroscience).
وأشار إلى أن بداية الخيط كانت البحث عن علاج للصداع والألم عبر دراسة مادة "بيتا إندورفين"، ومن هنا بدأت رحلة بحث استمرت 25 عاماً للبحث عن "الإنزيمات" المسؤولة عن العمليات الحيوية في الجسم، وقد تكللت هذه الجهود باكتشاف 9 إنزيمات حيوية، كان آخرها وأهمها هو إنزيم (PCSK9) الذي يعد اليوم حجر الزاوية في علاجات الكوليسترول الحديثة.
واختتم اللقاء بالإشادة بجينات النبوغ لدى المصريين وقدرتهم على التميز في مختلف المجالات العلمية حول العالم، حيث يمثل الدكتور نبيل صيدح نموذجاً حياً للإصرار والقدرة على تغيير المسار لتحقيق إنجازات تخدم البشرية جمعاء.
