حذر الدكتور صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، من المخطط الإسرائيلي المتسارع الذي يهدف لضم الضفة الغربية بالكامل وتحويلها إلى مناطق معزولة، مؤكداً أن ما يجري ليس مجرد انتهاكات عشوائية، بل "حرب منظمة" تقودها الحكومة الإسرائيلية وميليشيات المستوطنين.
وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة "إكسترا لايف"، كشف "عبد العاطي" عن أرقام صادمة تعكس واقع الضفة الغربية خلال عام 2025، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال تسابق الزمن للقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
تبادل أدوار بين الجيش والمستوطنين
وأكد عبد العاطي أن المستوطنين لم يعودوا مجرد مدنيين مسلحين، بل باتوا يعملون كـ "جيش رديف" تحت غطاء وحماية رسمية من قوات الاحتلال، في عملية تبادل أدوار واضحة.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية مثل "فتية التلال" و"لاهافا" ومؤخراً "فتيات التلال"، تم تسليحها وتشارك فعلياً في عمليات القتل وحرق القرى وقطع الطرق.
وأشار إلى أن الهدف الاستراتيجي هو السيطرة على المناطق المصنفة "ج"، التي تشكل 60% من مساحة الضفة، عبر طرد السكان، واقتلاع الوجود البدوي، وتدمير المحاصيل الزراعية خاصة في موسم الزيتون.
واستعرض "عبد العاطي" إحصائيات مقلقة للعام الجاري، موضحاً:
ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية إلى أكثر من 24 ألف معتقل منذ السابع من أكتوبر.
استشهاد ما يقارب 63 فلسطينياً برصاص المستوطنين خلال عام 2025.
الإعلان عن بناء 61 مستوطنة جديدة خلال العام الجاري.
اقتراب عدد المستوطنين في الضفة من حاجز المليون مستوطن، موزعين على 147 مستوطنة و242 بؤرة استيطانية.
ولفت عبد العاطي إلى تحول خطير وغير مسبوق في تاريخ الاحتلال، يتمثل في منح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش صلاحيات "وزير ثانٍ" في وزارة الجيش، مما يجعله المسؤول الفعلي عن الإدارة المدنية، ويمنحه حق رسم الميزانيات والمخططات الاستيطانية منفرداً، وهو ما يعني عملياً فرض السيادة الإسرائيلية والقانون الإسرائيلي على الضفة الغربية وإنهاء الحكم العسكري "المؤقت".