خلال ساعات، من المنتظر أن يصدر قرار من وزارتي الخزانة والخارجية الأمريكيتين بإدراج تنظيم الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب، بحسب ما أكده منير أديب، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن القرار يأتي اتساقًا مع القرار التنفيذي الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 25 نوفمبر الماضي، والقاضي بوضع التنظيم على قوائم الإرهاب.
تفكك الملاذات الآمنة للإخوان
وقال منير أديب، في تصريحات خاصة لـ«اليوم السابع»، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كلّف الوزارتين المعنيتين، الخارجية والخزانة، بدراسة الوضع القانوني لتنظيم الإخوان، ومنحهما مهلة 30 يومًا تنتهي على الأرجح خلال الساعات القليلة المقبلة، تمهيدًا لاتخاذ القرار الرسمي بإدراج التنظيم على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وأوضح الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أن القرار المرتقب لا يقتصر على التنظيم الأم، بل يشمل إدراج المجلس الإسلامي الأمريكي المعروف باسم «كير» (CAIR) على قوائم الإرهاب، إلى جانب وضع فروع التنظيم في القاهرة والأردن ولبنان ضمن الكيانات الإرهابية، لافتًا إلى أنه ووفقًا لما أعلنه الرئيس الأمريكي سابقًا، فإن هناك مهلة إضافية تصل إلى 45 يومًا لتنفيذ القرار الصادر عن وزارتي الخارجية والخزانة.
نهاية الجماعة خلال ثلاث سنوات
وتابع أديب أن إعلان إدراج جماعة الإخوان على قوائم الإرهاب قد يتم خلال الساعات القليلة المقبلة عبر بيان رسمي يصدر عن وزير الخارجية الأمريكي ووزير الخزانة، على أن يبدأ تنفيذ القرار خلال المدد الزمنية المنصوص عليها في القرار التنفيذي للرئيس دونالد ترامب.
وفي السياق ذاته، توقّع منير أديب صدور القرار الأمريكي خلال الساعات المقبلة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل «المسمار الأخير في نعش التنظيم»، رغم أنها جاءت متأخرة، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان تنظيم يقترب عمره من مئة عام، وكان من الأولى إدراجه على قوائم الإرهاب منذ عقود، خاصة في ظل لجوئه إلى العنف واستخدامه كوسيلة لتحقيق أهدافه على مدار سنوات طويلة.
الإخوان بين الامتداد الجغرافي والشيوخ الفكري
وأضاف أن تأخر القرار الأمريكي يرجع في جزء منه إلى اعتبارات سياسية، وربما إلى أن التنظيم كان يُنظر إليه باعتباره أداة وظيفية تخدم المصالح الأمريكية في مراحل سابقة، إلا أنه بات يشكل خطرًا مباشرًا على الأمن القومي الأمريكي وأمن حلفائه خلال الفترة الأخيرة، وهو ما دفع واشنطن إلى اتخاذ قرار إدراجه على قوائم الإرهاب.
وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار جماعة الإخوان خلال السنوات الماضية يتمثل في وجود ملاذات آمنة وفرتها بعض العواصم، إلا أن هذه الملاذات بدأت في التفكك مع اقتراب صدور القرار التنفيذي المرتقب من وزارتي الخارجية والخزانة الأمريكيتين، وهو ما سيؤدي بدوره إلى تفكك التنظيم ذاته، بالتوازي مع انهيار الأفكار المؤسسة له، التي بدأت بالفعل رحلة التراجع والانحسار عبر مسار طويل شهدته عواصم عربية عدة، إلى جانب عواصم أخرى حول العالم.
فصل مؤلم من فصول التطرف الحديث
وأوضح أن التنظيم، وفق تقديره الشخصي، قد يصل إلى نهايته الكاملة خلال ثلاث سنوات على أقصى تقدير، مؤكدًا أن جماعة الإخوان لن تبلغ قرنها الأول، ولن تكتمل المئة عام على تأسيسها، قبل أن تُعلن شهادة وفاتها التنظيمية والفكرية بشكل نهائي. وأضاف أنه في تلك المرحلة سيتحول التنظيم إلى مجرد صفحة من صفحات التاريخ، يُشار إليه كما يُشار إلى فرق إسلامية ضالة تناولها التاريخ الإسلامي، مثل الخوارج، الذين لم يعد لهم وجود فعلي في العصر الحالي سوى في الذكرى والصفات، بينما اختفى أشخاصهم وتنظيمهم.
وتابع قائلًا: «أعتقد أن جماعة الإخوان ستختفي تمامًا من المشهد العربي وغير العربي، فالتنظيم شاخ، وشاخت معه أفكاره، ورغم امتداده في أكثر من 85 دولة، فإنه بات جسدًا مترهلًا يعيش فقط على أجهزة التنفس الاصطناعي داخل غرف الإنعاش». وأكد أن الباحثين المختصين والمراقبين يتوقعون أن هذا الجسد قد يلفظ أنفاسه الأخيرة خلال أقل من ثلاث سنوات، ليُغلق بذلك فصلًا مؤلمًا من فصول التنظيمات الدينية المتطرفة التي أرست أسس العنف في العصر الحديث.