بخسائر 122 مليار دولار.. تقرير دولى يرصد تكلفة أكثر عشرة كوارث مناخية فى 2025.. الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر بحرائق كاليفورنيا بأكثر من 60 مليار دولار والأعاصير والفيضانات فى آسيا 25 مليار

السبت، 27 ديسمبر 2025 06:00 م
بخسائر 122 مليار دولار.. تقرير دولى يرصد تكلفة أكثر عشرة كوارث مناخية فى 2025.. الولايات المتحدة تتحمل العبء الأكبر بحرائق كاليفورنيا بأكثر من 60 مليار دولار والأعاصير والفيضانات فى آسيا 25 مليار تقرير دولى يرصد تكلفة أكثر عشرة كوارث مناخية فى 2025

كتبت: هند المغربي

 

رصد تقرير دولي نشرة موقع مكتب الأمم المتحدة الإنساني " أوتشا " أكثر 10 كوارث مناخية تكلفة وتأثيرا خلال عام 2025 وبحسب التقرير كلفت موجات الحرّ وحرائق الغابات والجفاف والعواصف العالم مايقرب من 122 مليار دولار خلال عام 2025.

وسلط التقرير الضوء على التكلفة المتزايدة لتغيّر المناخ، حيث تلعب شركات الوقود الأحفوري دورًا محوريًا في تفاقم الأزمة وثمن التقاعس عن العمل المناخي، إذ لا تزال المجتمعات تتحمّل وطأة أزمة كان من الممكن تجنّبها باتخاذ إجراءات عاجلة للحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

 

122 مليار تكلفة الكوارث المناخية العشر 

وحدد التقرير أكثر عشرة أحداث مناخية متطرفة تكلفةً خلال العام، والتي تأثرت بأزمة المناخ، حيث تسبب كل منها في أضرار تجاوزت مليار دولار ومن بين هذه الأحداث، وبلغ إجمالي الأضرار مجتمعةً أكثر من 122 مليار دولار. وتستند معظم هذه التقديرات إلى الخسائر المؤمن عليها فقط، ما يعني أن التكاليف المالية الحقيقية قد تكون أعلى من ذلك، في حين أن الخسائر البشرية غالباً ما تُغفل.

وتركز قائمة العشرة الأوائل على التكاليف المالية، والتي عادة ما تكون أعلى في الدول الأكثر ثراءً لأنها تمتلك قيمًا عقارية أعلى ويمكنها تحمل تكاليف التأمين، فإن بعضًا من أكثر أحداث الطقس المتطرفة تدميرًا في عام 2025 ضربت الدول الأفقر، والتي ساهمت بشكل ضئيل في التسبب في أزمة المناخ ولديها أقل الموارد للاستجابة.

 

الولايات المتحدة الامريكيه الأكثر تكلفة بقيمة 60 مليار دولار

ووفق التقرير الدولي أنه تحملت الولايات المتحدة العبء الأكبر، حيث تصدرت حرائق كاليفورنيا القائمة كأكبر كارثة منفردة، إذ بلغت خسائرها 60 مليار دولار وأودت بحياة أكثر من 400 شخص.

وجاءت في المرتبة الثانية الأعاصير والفيضانات التي ضربت جنوب شرق آسيا في نوفمبر، متسببةً بأضرار بلغت 25 مليار دولار ومقتل أكثر من 1750 شخصًا في تايلاند وإندونيسيا وسريلانكا وفيتنام وماليزيا.

وفي المرتبة الثالثة فكانت الفيضانات المدمرة في الصين التي شردت الآلاف، وتسببت بأضرار بلغت 11.7 مليار دولار، وأودت بحياة 30 شخصًا على الأقل.

ووفق التقرير الدولي أنه لم تسلم أي قارة من الكوارث المناخية المدمرة في عام 2025، حيث شهدت كل منطقة من المناطق الست المأهولة بالسكان في العالم كارثة واحدة على الأقل. فقد تسبب الجفاف في البرازيل، والأعاصير التي ضربت أستراليا وجزيرة ريونيون قبالة سواحل أفريقيا في فبراير، وحرائق الغابات الصيفية في إسبانيا والبرتغال، في تضرر جميع أنحاء العالم.

وشهدت آسيا أربعاً من أصل ست كوارث هي الأكثر تكلفة، حيث تسببت الفيضانات في الهند وباكستان في مقتل أكثر من 1860 شخصاً، وبلغت الخسائر ما يصل إلى 6 مليارات دولار، وأثرت على أكثر من 7 ملايين شخص في باكستان وحدها. كما تسببت الأعاصير في الفلبين بأضرار تجاوزت 5 مليارات دولار، ونزوح أكثر من 1.4 مليون شخص.

 

القارة السمراء لم تسلم من الكوارث الطبيعية

وشملت هذه الكوارث الفيضانات التي اجتاحت نيجيريا في مايو وجمهورية الكونغو الديمقراطية في أبريل، والتي أثرت مجتمعةً على آلاف الأشخاص، وبلغ عدد الضحايا في نيجيريا وحدها 700 قتيل. كما يهدد الجفاف المستمر في إيران وغرب آسيا سكان طهران البالغ عددهم 10 ملايين نسمة باحتمالية إجلائهم بسبب أزمة المياه.

تضمنت القائمة الثانية التي تضم عشرة أحداث بعض الأحداث الاستثنائية، مثل موجة الحر القياسية التي أدت إلى حرائق غابات في مرتفعات اسكتلندا، حيث التهمت النيران 47 ألف هكتار. وشهدت اليابان عامًا قاسيًا تخللته عواصف ثلجية عاتية وموجات حر قياسية.

كما سُجلت ظواهر مناخية متطرفة مقلقة في القارة القطبية الجنوبية ومحيطات العالم، حيث سجلت درجات حرارة قياسية للبحار، وشهد غرب أستراليا ابيضاضًا للشعاب المرجانية، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للتنوع البيولوجي.

ووفق باتريك وات، الرئيس التنفيذي للمنظمة الدولية التي أصدرت التقرير لقد أظهر هذا العام مرة أخرى الواقع المرير لانهيار المناخ. فالعواصف العنيفة والفيضانات المدمرة والجفاف الممتد تقلب حياة الناس وسبل عيشهم رأساً على عقب. وتُعد المجتمعات الأشد فقراً أول المتضررين وأكثرهم تضرراً.

وأضاف تُعدّ هذه الكوارث المناخية بمثابة تحذير لما ينتظرنا إذا لم نُسرّع من وتيرة التحوّل بعيداً عن الوقود الأحفوري. كما أنها تُؤكّد على الحاجة المُلِحّة للتكيّف، لا سيما في بلدان الجنوب العالمي، حيث الموارد شحيحة والناس أكثر عُرضةً للصدمات المناخية.

وقالت جوانا هايج، الأستاذة الفخرية لفيزياء الغلاف الجوي في إمبريال كوليدج لندن: يدفع العالم ثمناً باهظاً لأزمة نعرف كيف نحلّها. هذه الكوارث ليست طبيعية، بل هي نتيجة حتمية للتوسع المستمر في استخدام الوقود الأحفوري والتأخير السياسي. وبينما تصل التكاليف إلى مليارات الدولارات، يقع العبء الأكبر على المجتمعات الأقل قدرة على التعافي. ما لم تتحرك الحكومات الآن لخفض الانبعاثات وتمويل تدابير التكيف، فإن هذه المعاناة ستستمر.

قال محمد عدو، مدير مركز أبحاث الطاقة والمناخ في احد المنظمات الدولية: يكشف هذا العام عن الواقع المرير لتغير المناخ. فبينما تحصي الدول الغنية التكاليف المالية للكوارث، يُحصي ملايين الأشخاص في أفريقيا وآسيا ومنطقة البحر الكاريبي أرواحهم ومنازلهم ومستقبلهم المفقود. في عام 2026، يجب على الحكومات أن تتوقف عن تجاهل الواقع وأن تبدأ بالاستجابة بدعم حقيقي للمتضررين، وذلك من خلال زيادة التمويل المخصص للمحتاجين وتسريع وتيرة خفض الانبعاثات."

وقال دافيد فاراندا، مدير الأبحاث في مختبر علوم المناخ والبيئة (LSCE)، معهد بيير سيمون لابلاس فرنسا: إن الأحداث الموثقة في هذا التقرير ليست كوارث معزولة أو ظواهر طبيعية، بل هي نتيجة حتمية لارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والمحيطات، نتيجة عقود من انبعاثات الوقود الأحفوري. يُفاقم تغير المناخ الآن بشكل ملحوظ الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم، مما يزيد من حدتها وتكلفتها من حيث الخسائر في الأرواح، وتدمير سبل العيش، وتضرر الاقتصادات. ما نشهده في عام 2025 ليس تحذيراً من المستقبل، بل هو الواقع الحالي لانهيار المناخ.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة