إسرائيل تواصل بث الفتنة والانقسام بالمنطقة واختراق اتفاق وقف الحرب.. نتنياهو يعترف بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة مقابل تهجير واستقبال سكان غزة.. رفض عربى ودولى للخطة الصهيونية ومقديشو تدعو لاجتماع عربى طارئ

السبت، 27 ديسمبر 2025 05:00 م
إسرائيل تواصل بث الفتنة والانقسام بالمنطقة واختراق اتفاق وقف الحرب.. نتنياهو يعترف بـ«أرض الصومال» دولة مستقلة مقابل تهجير واستقبال سكان غزة.. رفض عربى ودولى للخطة الصهيونية ومقديشو تدعو لاجتماع عربى طارئ نتنياهو وقيادات جيش الاحتلال

كتب عبد الوهاب الجندى

تواصل حكومة الاحتلال الصهيونية، بقيادة بنامين نتنياهو، بث الفتنة والانقسامات في المنطقة، سواء في فلسطين أو سوريا أو لبنان، وصولا إلى القارة الإفريقية من خلال إعلانه الأخير بالاعتراف بما يسمى بـ"أرض الصومال" أو "صومالي لاند"، حيث أثار ذلك ردود فعل وانتقادات إقليمية واسعة ورفض عربي وإقليمي ودولي للخطوة التي وصفت بـ"الخطة الصهيونية" من أجل تهجير سكان قطاع غزة إلى الإقليمي الصومالي.

 

إعلان إسرائيل الاعتراف بـ أرض الصومال

وأثار إعلان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال أو "صومالي لاند" ردود فعل وانتقادات إقليمية واسعة ورفض عربي وإقليمي للخطوة التي تؤجج الانقسامات في القارة الإفريقية، حيث بحث وزير الخارجية المصري، د. بدر عبد العاطي، مع كل من، عبد السلام عبدي علي وزير خارجية جمهورية الصومال، وهاكان فيدان وزير خارجية تركيا، وعبد القادر حسين عمر وزير خارجية جمهورية جيبوتي، تطورات الأوضاع الخطيرة الأخيرة في منطقة القرن الأفريقي.

وتناولت الاتصالات التطورات المرتبطة باعتراف اسرائيل بإقليم صومالي لاند، حيث أكد الوزراء على الرفض التام وإدانة اعتراف اسرائيل بإقليم أرض الصومال، وشددوا على الدعم الكامل لوحدة وسيادة وسلامة الأراضي الصومالية، والرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار في البلاد، وشددوا على دعم مؤسسات الدولة الصومالية الشرعية، ورفض أي محاولات لفرض كيانات موازية تتعارض مع وحدة الدولة الصومالية.

 

رفض عربي وإقليمي إعلان إسرائيل

كما جري خلال الاتصالات التأكيد على أن الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدًا للسلم والأمن الدوليين وللمبادئ المستقرة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأن احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الدول يمثل ركيزة أساسية لاستقرار النظام الدولي، ولا يجوز المساس به أو الالتفاف عليه تحت أي ذريعة، مع التأكيد على رفض أي محاولات لفرض واقع جديد أو إنشاء كيانات موازية تتعارض مع الشرعية الدولية وتقوض فرص تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية، وتم التأكيد على الرفض القاطع لأية مخططات لتهجير أبناء الشعب الفلسطيني خارج أرضه، التي ترفضها الغالبية العظمي لدول العالم شكلاً وموضوعاً وبشكل قاطع.

وأعلن الاتحاد الأفريقي، رفضه التام لأي اعتراف بسيادة "أرض الصومال"، ودعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف في بيان إلى احترام الحدود الأفريقية، قائلا "إن أي محاولة لتقويض وحدة الصومال وسيادته وسلامة أراضيه، تنذر بإرساء سابقة خطيرة تحمل تداعيات بعيدة المدى تهدد السلام والاستقرار في جميع أنحاء القارة".

 

ترامب يعلن عدم الاعتراف الآن

في السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، إن أولويات اللقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستكون بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما أشار إلى أنه لن يعترف بإقليم أرض الصومال الانفصالي في الوقت الحالي، وذلك في أعقاب إعلان تل أبيب الاعتراف به كدولة مستقلة.
وأضاف ترامب في حديث مع صحيفة "نيويورك بوست" أن الاعتراف بإقليم أرض الصومال يحتاج إلى "دراسة" عبر التشاور مع إسرائيل بشأن القرار، متسائلاً: "هل يعرف أحد ما هو إقليم أرض الصومال؟"، وبدا ترامب غير مهتم بعرض إقليم أرض الصومال الانفصالي بتخصيص أرض لقاعدة بحرية أمريكية قرب مدخل البحر الأحمر، لكنه قال: "كل شيء قيد الدراسة.. سندرس هذا العرض.. أنا أدرس الكثير من الأمور ودائماً أتخذ قرارات تكون صحيحة"، وفق الصحيفة.

وفي مارس الماضي، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن وزير خارجية ما يعرف باسم أرض الصومال، عبد الرحمن ظاهر قوله أن حكومته منفتحة على بحث استقبال أهالي قطاع غزة شريطة "الاعتراف" بشرعية أرض الصومال، وقال ظاهر بحسب ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية "على أي دولة ترغب ببحث قضايا معنا فتح ممثليات دبلوماسية عندنا".

 

الاعتراف مقابل تهجير سكان غزة

من ناحية أخرى، أفادت القناة "14 الإسرائيلية"، بأن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، جاء مقابل استيعاب سكان غزة، وأعلن مكتب نتنياهو، الاعتراف رسميا بجمهورية أرض الصومال في خطوة وصفها بالتاريخية.

ولفتت القناة إلى أن الإعلان، الذي صيغ على نهج اتفاقيات "إبراهيم"، يتضمن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة وتعاون استراتيجي في مختلف المجالات، مشيرة إلى "إن ارض الصومال ستضم سكان غزة مقابل هذا الاعتراف".

ووقع نتنياهو، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس جمهورية أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد اللهي، بيانا مشتركا. هنأ فيه نتنياهو الرئيس عبد اللهي داعيا اياه بأول زيارة رسمية من نوعها إلى إسرائيل.

وقال وزير الخارجية الاسرائيلي جدعون ساعر، الذي تحدث مع الرئيس عبد اللهي، إن العلاقات قد ترسخت خلال العام الماضي من خلال حوار مستمر. وقال ساعر: "وقعنا اتفاقية اعتراف متبادل وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة، تشمل تعيين سفراء وافتتاح سفارات". ووجه الوزير مكتبه بالبدء الفوري في التواصل.
وإلى جانب الجانب الأمني والسياسي، تعتزم إسرائيل توسيع التعاون مع أرض الصومال فورا في مجالات مدنية رئيسية: الزراعة والتكنولوجيا - نقل المعرفة الإسرائيلية وتطوير مشاريع مشتركة - تعزيز أنظمة الرعاية الصحية، وتوسيع التجارة بين البلدين.

 

دعوة صومالية لاجتماعي عربي طارئ

بدوره أعلن السفير علي عبدي أواري سفير جمهورية الصومال الفيدرالية لدى مصر، والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن جمهورية الصومال الفيدرالية تدين وترفض بشكل قاطع التصريحات الصادرة عن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن ما أُعلن عنه من اعتراف مزعوم بما يسمى «جمهورية أرض الصومال المستقلة»، وما تلا ذلك من الإعلان عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة.

وأشار في بيان السبت، إلى أن الصومال تدعو لعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث تداعيات هذه القرارات الخطيرة التي تمس سيادة ووحدة الصومال وإدانة هذا القرار غير المسؤول، ورفضه بشكل واضح وصريح، تضامنًا مع جمهورية الصومال الفيدرالية، ودفاعًا عن مبادئ السيادة الوطنية ووحدة أراضي الدول العربية، ورفضًا لأي محاولات لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وأكد السفير الصومالي أن هذه التصريحات والإجراءات تمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية ووحدة أراضيها، وتخالف بشكل واضح قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقرارات جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، التي تؤكد جميعها على احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

وشدد سفير الصومال في مصر على موقف  حكومة جمهورية الصومال الفيدرالية الثابت على أن إقليم «أرض الصومال» جزء لا يتجزأ من أراضي الدولة الصومالية، وأن أي محاولات للاعتراف به ككيان مستقل تُعد باطلة ولاغية ولا يترتب عليها أي أثر قانوني.
وفي هذا السياق، أكد السفير الصومالي أن الحكومة الصومالية عقدت اجتماعًا عاجلًا لمجلس الوزراء لبحث التداعيات الخطيرة لهذا القرار، وأكد على رفضه التام جملةً وتفصيلًا.

وشدد على تمسك جمهورية الصومال الفيدرالية بحقها المشروع في حماية سيادتها ووحدة أراضيها، واحتفاظها بحق اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة على المستوى الإقليمي والدولي.

 

الاحتلال يواصل اختراق اتفاق وقف الحرب

وفي غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، مع تجدد قصفه الجوي والمدفعي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، وفتحت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها السبت تجاه سواحل غرب مدينة غزة، وبالتزامن مع ذلك، يواصل طيران الاحتلال عمليات نسف مبانٍ شرق حيي الزيتون والتفاح بمدينة غزة، ومخيمي المغازي والنصيرات وسط القطاع.

كما أطلق طيران الاحتلال النار صوب المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوبا، ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي، بلغت حصيلة الشهداء والإصابات 410 شهداء، و1,134 مصابا، وجرى انتشال 649 جثمانا، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.

وأنهى الاتفاق حرب إبادة جماعية بدأتها إسرائيل في 8 أكتوبر 2023، واستمرت عامين، مخلفة نحو 71 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد على 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90% من البنى التحتية المدنية، وتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة