صحيفة يونانية تبرز الاكتشافات الأثرية فى 2025.. مصر تتصدر القائمة

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 10:00 ص
صحيفة يونانية تبرز الاكتشافات الأثرية فى 2025.. مصر تتصدر القائمة أحد الاكتشافات الأثرية

كتبت ميرفت رشاد

كان عام 2025 عامًا استثنائيًا من حيث الاكتشافات الأثرية، ففي مختلف أنحاء العالم، كشف الباحثون عن مدن قديمة ومقابر ملكية وآثار تُعيد تشكيل فهمنا للتاريخ، تُقدم بعض هذه الاكتشافات نظرة ثاقبة على حياة الحضارات الماضية، بينما تكشف أخرى عن براعتها وممارساتها الطقوسية وتعبيراتها الرمزية، من مصر إلى الأمريكتين، لا يزال علم الآثار يُلقي الضوء على قصة البشرية المشتركة، وفقا لما نشره موقع صحيفة greekreporter اليونانية.

 

قلعة من عصر الدولة الحديثة في سيناء

في شمال سيناء بمصر، اكتشف فريق من علماء الآثار حصنًا ضخمًا يعود إلى عصر الدولة الحديثة، يعود تاريخه إلى حوالي 3400 عام، ويتميز بجدرانه السميكة وأبراجه وغرفه الداخلية، ويشير الباحثان جيمس ك. هوفماير وستيفن أو. موشير إلى أنه صُمم لحماية طرق التجارة وتأمين الحدود من الغزاة، ويدل حجمه على أن مصر استثمرت بكثافة في البنية التحتية العسكرية خلال ذروة قوة الفراعنة.

داخل القلعة، اكتشف الباحثون نقوشًا وقطعًا أثرية صغيرة، تُقدّم شظايا الفخار لمحاتٍ عن الحياة اليومية للجنود، بينما تُفصّل النصوص الهيروغليفية الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، كاشفةً عن كيفية تنظيم الأنظمة العسكرية والإدارية، كما تُوفّر القلعة سياقًا قيّمًا لفهم الاستراتيجيات السياسية لمصر في المناطق الحدودية.

يُكمّل هذا الاكتشاف الاكتشافات السابقة في سيناء، مُبيّناً شبكة من التحصينات التي حافظت على سيطرة المصريين على طرق التجارة والهجرة، كما يُثري فهمنا للكتابة والإدارة وفن الحكم في الشرق الأدنى القديم.

 

مقبرة الفرعون تحتمس الثاني.. وادي الملوك

كشف وادي الملوك عن مقبرة ملكية جديدة تُنسب إلى الفرعون تحتمس الثاني، وهو أول اكتشاف من نوعه في الوادي منذ عقود، ولا تزال جدارياتها محفوظة بشكل رائع، وتصور طقوس الجنازة والرموز الإلهية وتوفر القطع الأثرية الجنائزية، بما في ذلك المجوهرات والأدوات الاحتفالية، للمؤرخين معلومات قيّمة عن ثروة ومكانة حكام السلالات القديمة.

يُقدّم هذا القبر رؤى جديدة حول ثقافة الدفن المصرية، ويُظهر تصميمه ابتكارات في ممارسات الدفن مقارنةً بالمقابر السابقة واللاحقة، مما يسمح للباحثين بتتبع الروابط بشكل أوضح بين تحتمس الثاني وحتشبسوت وتحتمس الثالث.

تُلقي النقوش الموجودة داخل المقبرة مزيدًا من الضوء على أنظمة الكتابة المصرية في تلك الفترة، تُشكّل هذه الهيروغليفية بعضًا من أغنى الأدلة النصية على الفكر الملكي والإدارة والمعتقدات الدينية،كما تُؤكّد على الدور الدائم للكتابة كأداة للسلطة والطقوس.

تم اكتشاف مثوى الملك تحتمس الثاني، رابع فراعنة الأسرة الثامنة عشرة في مصر، والذي حكم قبل حوالي 3500 عام، في غرب الأقصر، وقد عُثر على المومياء في القرن التاسع عشر الميلادي على مقربة من الموقع.

 

قارب مصري قديم بالإسكندرية

اكتشف علماء الآثار البحرية، بقيادة المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء (IEASM) تحت إشراف فرانك غوديو، قاربًا ترفيهيًا قديمًا قبالة سواحل الإسكندرية، يبلغ طوله 35 مترًا، ويُرجّح أنه كان ملكًا لنخبة المصريين خلال الحكم الروماني، تشير النقوش اليونانية على القارب إلى تبادل ثقافي بين المصريين واليونانيين.

وقال غوديو إنه على الرغم من أن البحث لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن حطام السفينة يُبشّر بالكشف عن معلومات جديدة حول الحياة والدين والرفاهية والمتعة على الممرات المائية في مصر خلال الفترة الرومانية المبكرة.

وتُبرز النقوش اليونانية الموجودة على القارب التبادل الثقافي بين المصريين واليونانيين.

يشير تصميم القارب إلى استخدامه في طقوس احتفالية على طول النيل بدلاً من كونه وسيلة نقل عملية. وتقترح إحدى النظريات أنه ربما كان بمثابة مركب مقدس خلال طقوس نافيغيوم إيسيديس.

وقد أشار غوديو إلى أن السفينة المزخرفة بزخارف غنية ربما كانت ترمز إلى مركب إيزيس الشمسي، سيدة البحر.

 

مقبرة تي كاب تشاك الماياوية

في بليز، كشف علماء الآثار بقيادة ديان تشيس عن قبر تي كاب تشاك، أحد حكام المايا الأوائل، يعود تاريخ القبر إلى حوالي عام 350 ميلادي، ويحتوي على حلي من اليشم وأقنعة احتفالية وشظايا من الأصداف، مما يوفر رؤى قيّمة حول الممارسات الدينية والسياسية للمايا الأوائل.

وتشير القطع الأثرية مثل شفرات حجر السبج الأخضر ورأس رمي الرمح إلى اتصال مبكر مع تيوتيهواكان، وهي مدينة ضخمة تقع في وسط المكسيك على بعد حوالي 750 ميلاً.

"هذا الاكتشاف غير مسبوق" هكذا صرّحت ميليسا باديلو، مديرة معهد الآثار في بليز، إننا بصدد اكتشاف مؤسس أو حاكم مبكر، يعود تاريخه إلى زمن بعيد للغاية، ومحفوظ بشكل رائع، لا سيما بالنظر إلى مناخ المنطقة الرطب، وتعتزم السلطات عرض مجموعة مختارة من القطع الأثرية من مقبرة كاراكول، التي أصبح الوصول إليها أسهل بفضل التحسينات الأخيرة في البنية التحتية.

 

مدينة عمرها 3500 عام في بيرو

اكتشف علماء الآثار بقيادة روث شادي مدينةً عمرها 3500 عام في بارانكا، بيرو ، ما يجعلها واحدة من أقدم المراكز الحضرية المعروفة في أمريكا الجنوبية، ويكشف هذا الاكتشاف، الذي تم عام 2025، عن مناطق سكنية ومساحات عامة ومراكز تجارية ربطت المجتمعات الساحلية والداخلية.

كشفت الحفريات أيضاً عن منحوتات طينية لأشخاص وحيوانات، وقطع أثرية احتفالية، وقلائد مصنوعة من الخرز والأصداف البحرية. تشير هذه الاكتشافات إلى مجتمع غني بالممارسات الروحية والثقافية ومن المرجح أن المدينة كانت مركزاً تجارياً واحتفالياً في آن واحد.

بشكل عام، توضح مستوطنة بارانكا كيف استخدم البشر الرموز والأشياء والفضاءات المنظمة للتواصل وتنظيم المجتمع، كما تُظهر أن التحضر والإدارة والثقافة الرمزية تطورت في وقت واحد عبر مناطق متنوعة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة