أكد الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، أن ما يُعرف بـ "الخط الأصفر" هو المخطط الذي تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي لفرضه كحدود دائمة جديدة لقطاع غزة، مشيراً إلى أن هذا الخط يستهدف السيطرة على نحو 52% إلى 54% من إجمالي مساحة القطاع.
سياسة الأرض المحروقة
وأوضح د. عمر، في لقاء خاص ببرنامج "إسرائيل من الداخل" على قناة "إكسترا نيوز"، أن قوات الاحتلال تنفذ عمليات تدمير ممنهجة وشاملة لعشرات الآلاف من المنازل والمنشآت في المناطق الواقعة خلف هذا الخط، بهدف تحويلها إلى منطقة "خالية تماماً وغير قابلة للحياة"، لضمان عدم عودة الفلسطينيين إليها حتى في حال حدوث انسحاب جزئي مستقبلي.
أطماع استراتيجية واقتصادية
وكشف المحلل السياسي أن المخطط الإسرائيلي، المدعوم برؤى من الإدارة الأمريكية، يتجاوز الجوانب الأمنية ليشمل أطماعاً اقتصادية وسياحية؛ حيث تسعى إسرائيل لإعادة رسم جغرافيا وديموغرافيا القطاع بما يخدم مصالحها العسكرية، مع احتمالية إقامة منشآت تجارية وسياحية على طول المنطقة الساحلية التي سيتم عزلها.
نتنياهو والمماطلة السياسية
وحول الجهة المسؤولة عن تحديد هذه الخطوط والمساحات، أكد الدكتور عماد عمر أن بنيامين نتنياهو هو المحرك الأساسي لهذه السياسة، حيث يفصل هذه الحدود وفقاً لأهوائه السياسية والشخصية، وأضاف: "نتنياهو يريد إبقاء جبهة غزة مفتوحة ومستمرة، لأنه يعلم يقيناً أن إغلاقها والانتقال لمراحل سياسية يعني مواجهته ملاحقات قضائية وقانونية، وقد يؤدي به إلى انتخابات مبكرة تنهي مستقبله السياسي".
شروط تعجيزية للإدارة
ولفت د.عمر إلى أن إسرائيل تضع شروطاً تعجيزية لإدارة القطاع مستقبلاً، حيث ترفض وجود أي جهة فلسطينية (سواء حماس أو السلطة الفلسطينية) في إدارة المناطق "خلف الخط الأصفر"، وتصر على فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة أو الاستعانة بقوات دولية، مما يؤكد نية الاحتلال تكريس واقع استعماري جديد في قطاع غزة.