الحفريات فى قبرص تكشف عن هياكل دفاعية عمرها 2000 عام

الجمعة، 26 ديسمبر 2025 04:00 ص
الحفريات فى قبرص تكشف عن هياكل دفاعية عمرها 2000 عام اكتشافات أثرية فى قبرص

كتبت ميرفت رشاد

أعلن علماء الآثار في قبرص عن اكتشاف هام عقب عمليات تنقيب واسعة النطاق في تحصينات نادرة في مدينة باليبافوس القديمة، أحد أهم المراكز التاريخية القديمة في الجزيرة، وكشفت أعمال التنقيب، التي نُفذت في منطقتي كوكليا-خاتزيافتولّا ولاونا، عن هياكل دفاعية وإدارية نادرة صمدت دون تغيير يُذكر لأكثر من ألفي عام، قادت عملية التنقيب الأستاذة الفخرية ماريا ياكوفو من جامعة قبرص، بالتعاون مع إدارة الآثار التابعة لوزارة الثقافة، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

 

كشفت الحفريات عن نظام تحصين ضخم

كشف الباحثون عن أبراج ضخمة تقع بين تل لاونا وهضبة خاتزيافتولّا، ويبدو أن هذه الأبراج تنتمي إلى سور تحصيني ضخم كان يحمي أكروبوليس مدينة بافوس القديمة خلال العصر الكلاسيكي القبرصي في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد.

جرت عمليات التنقيب على مرحلتين، وانتهت في أكتوبر 2025، وقال علماء الآثار إن الاكتشاف يؤكد أن مدينة بافوس القديمة كانت مدينة قوية ومنظمة تنظيماً جيداً ذات دفاعات قوية وهياكل عسكرية مخططة.

 

تدابير الحماية التي تضمن سلامة المناظر الطبيعية التاريخية

في الفترة نفسها أنجزت دائرة الآثار القبرصية إنشاء سياج حماية موحد حول المناطق المصادرة، للحفاظ على النسيج العمراني للمدينة القديمة، ويهدف هذا السياج إلى حماية الآثار ودعم البحوث طويلة الأمد.

داخل المنطقة المحمية، يواصل علماء الآثار التحقيق في المواقع الرئيسية، بما في ذلك مجمع القصر في خاتزيافتوللا، ومجمع صناعي إلى الغرب منه، وتلة لاونا، وهي "نصب تذكاري زائف" فريد من نوعه، وجدار لاونا الضخم، الذي يبلغ عرضه حوالي خمسة أمتار، والذي تم الحفاظ عليه مع وجود سلالم أسفل جانبيه الشمالي والشرقي.

كما شكلت شبكة من الأبراج جزءًا من سور الأكروبوليس، لحماية القصر وتحديد الحدود بين المركز الإداري والمقبرة المجاورة.

 

تُظهر الهندسة المعمارية المهارة والحجم والطموح

تُظهر الهياكل الدفاعية المكتشفة حديثًا مهارةً فنيةً عالية، بُنيت الأبراج وأجزاء الجدران المكشوفة من كتل حجرية منحوتة، ولا تزال محفوظةً بارتفاع يصل إلى مترين، برج لاونا شبه مربع، إذ يبلغ قياسه حوالي تسعة أمتار في 8.8 متر (28.8 قدمًا)، ولا تزال جدرانه محفوظةً بارتفاع يصل إلى مترين (6.5 قدمًا).

في الداخل، عثر علماء الآثار على درج واسع يؤدي إلى قمة البرج، محاط بسور حجري ومبني بدرجات من الطوب اللبن، مما يسلط الضوء على الهندسة العملية والمتقدمة.

 

حالة نادرة من حالات الحفاظ على الآثار القديمة

يصف الخبراء الموقع بأنه حالة نادرة من حالات النجاة في علم الآثار المتوسطية، لم تُبنَ أي هياكل ضخمة جديدة فوقه بعد عام 300 قبل الميلاد، ونتيجة لذلك ظل القصر والمنطقة الصناعية والأبراج والجدران مخفية تحت حوالي نصف متر فقط من التربة في حقول كوكليا لقرون.

ويعتقد الباحثون أن التل ربما اكتمل بناؤه في القرن الثالث قبل الميلاد، بعد انتقال الإدارة إلى نيا بافوس. ولا تزال أجزاء من الجدار القديم قائمة أسفل قمته، بارتفاع يزيد عن أربعة أمتار (13 قدمًا).

من المتوقع أن توفر الدراسة الجارية نظرة أعمق على التاريخ السياسي والاقتصاد والحياة اليومية لمدينة بافوس القديمة، مما يعزز دورها كواحدة من أهم المواقع الأثرية في قبرص.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة