في حلقة استثنائية من برنامج "البعد الرابع" على قناة "إكسترا نيوز"، اصطحب البرنامج المشاهدين في جولة داخل كنيسة "سان جوزيف" (مار يوسف) العريقة بوسط القاهرة، لتسليط الضوء على قيمتها التاريخية، الفنية، والروحية، بالتزامن مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.
تاريخ يمتد لقرن ومزيج معماري فريد
استعرض الأب ممدوح شهاب، راعي كنيسة سان جوزيف للآباء الفرنسيسكان، تاريخ الكنيسة التي تعود جذورها إلى عهد الخديوي إسماعيل، مشيراً إلى أن الكنيسة الحالية بنيت في أوائل القرن العشرين على الطراز الإيطالي بلمسات المعماري "أريستيد ليونوري". وأوضح الأب شهاب الرمزية العميقة في تصميم الكنيسة، حيث تمثل الأعمدة الـ12 تلاميذ السيد المسيح، بينما يدمج التصميم بين الفكر الكنسي الغربي والشرقي، مما يجعلها تحفة معمارية في قلب القاهرة الخديوية.
الفن كجسر للسلام: كورال سان جوزيف والمركز الكاثوليكي للسينما
من جانبه، تحدث الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، عن الدور المجتمعي والفني للكنيسة، محتفياً باليوبيل الفضي (25 عاماً) لكورال سان جوزيف. وأكد الأب دانيال أن الكورال، الذي يضم 100 مرنم من مختلف فئات المجتمع (أطباء، مهندسين، وطلاب)، يقدم رسائل السلام بسبع لغات عالمية، وقد مثل مصر في محافل دولية بسويسرا وكندا وإيطاليا.
كما تطرق الأب بطرس إلى دور المركز الكاثوليكي للسينما المستمر منذ 74 عاماً في دعم الفن الهادف الذي يرتقي بسلوك المجتمع ويحترم القيم الإنسانية، مشيراً إلى أهمية الأرشيف السينمائي للمركز، وهو الأقدم في الشرق الأوسط، والذي يسعى لرقمنته لخدمة الباحثين.
رسالة "الرجاء" ومواجهة الشائعات
في رسالة موجهة للشباب، شدد الأب بطرس دانيال على ضرورة التمييز والوعي في عصر "الغزو الفكري" ووسائل التواصل الاجتماعي، داعياً رجال الدين لتبني لغة عصرية وجذابة لمخاطبة الأجيال الجديدة. ووصف العام الحالي بأنه "عام الرجاء"، مؤكداً أن البشرية في أمس الحاجة للأمل لمواجهة الحروب والاضطرابات العالمية.
مصر.. حاضنة الأديان والسياحة الدينية
أشار اللقاء إلى أهمية الكنيسة كجزء من مسار السياحة الدينية في مصر، خاصة بعد مباركة البابا فرنسيس لمسار العائلة المقدسة. وأكد الضيفان على روح الإخاء التي تجمع المصريين، مسلمين ومسيحيين، داخل جدران الكنيسة وفي كافة المناسبات الوطنية، مؤكدين أن "الدين لله والوطن للجميع".
اختتم اللقاء بتمنيات الآباء بأن يكون العام الجديد عاماً مليئاً بالحب، الصحة، والسلام لمصر والمنطقة والعالم أجمع، مشددين على أن الإنسان هو من يصنع جمال الأيام بقيمه وأفعاله.