أحيانًا، يعاني الناس من ارتعاشات عضلية عشوائية تعيق أنشطتهم اليومية المعتادة، وعادةً ما تكون هذه الارتعاشات غير ضارة، ولكنها قد تسبب بعض الانزعاج، وقد تحدث لأسباب متنوعة، منها قلة النوم، والإفراط في تناول الكافيين، ونقص التغذية، وغيرها حسبما أفاد تقرير موقع "تايمز أوف انديا".
ما هو ارتعاش العضلات؟
هو عبارة عن انقباضات عضلية قصيرة لا إرادية، تؤثر على مناطق عضلية صغيرة تقع تحت الجلد، ويحدث هذا الإحساس على شكل حركة صغيرة، يصفها الناس بأنها قفزة أو رفرفة أو تموج، وتؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم، بما في ذلك الجفن والساق والإبهام والذراع والساق واللسان.
يُطلق الأطباء على هذه الحركات اسم "الارتعاشات العضلية"، لأنها تحدث عندما تنشط ألياف عصبية فردية، تتحكم في مجموعات عضلية صغيرة، بشكل مستقل لإنتاج انقباضات عضلية قصيرة، ويشعر الجسم بهذه الانقباضات العضلية كحركات طبيعية لا تدل على أي مرض.
أسباب شائعة وغير ضارة للارتعاش في جميع أنحاء الجسم
تخلق العديد من العناصر الشائعة في الحياة اليومية ظروفاً تجعل الأعصاب أكثر حساسية، مما يؤدي إلى ارتعاش العضلات العشوائي في جميع أنحاء الجسم.
التوتر والقلق
يُعد التوتر والقلق من أكثر العوامل المحفزة شيوعًا، مما يؤدي إلى ارتعاش العضلات الذي يصيب العديد من الأشخاص، حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر التي تشمل الأدرينالين لتنشيط حساسية الأعصاب وارتعاش العضلات أثناء المواقف المجهدة، ويميل الأشخاص القلقون إلى الشعور بتشنجات في الجفون والوجه والذراعين والساقين، والتي تختفي عند انخفاض مستويات التوتر لديهم، وتُسبب هذه التشنجات الجسدية قلقًا إضافيًا، مما قد يكون مزعجاً.
الإفراط في تناول الكافيين أو المنبهات
يُصبح الجهاز العصبي مفرط النشاط عند تناول كميات كبيرة من القهوة والشاي ومشروبات الطاقة، مما يؤدي إلى ارتعاشات في جميع أنحاء الجسم، ويتخلص الجسم من أعراض الارتعاش عند تقليل استهلاك الكافيين، وتستغرق هذه العملية ثلاثة أيام.
قلة النوم والإرهاق
يُصاب الجسم بتشنجات عضلية عندما لا يحصل على قسط كافٍ من الراحة، أو عندما يُصاب بإرهاق شديد، وخاصة في الساقين والذراعين والوجه، حيث تتعطل عملية تعافي الأعصاب والعضلات بسبب قلة النوم، مما يجعل الأشخاص أكثر عرضة للتشنجات العضلية المفاجئة.
الإفراط في التمارين الرياضية يرهق العضلات
يُسبب النشاط البدني عالي الكثافة ارتعاش العضلات نتيجة لإجهادها وتراكم حمض اللاكتيك وتلف طفيف في الأعصاب، وتؤثر هذه الحالة على عضلات الساقين والفخذين والذراعين، قبل أن تختفي عند إراحة العضلات واتباع إجراءات التعافي.
الجفاف واختلال توازن الكهارل (المعادن)
يُعاني الجسم من نقص المعادن عندما لا يشرب الشخص كمية كافية من الماء، ويفقد سوائل الجسم عن طريق التعرق، وعندما يُصاب بالقيء والإسهال، ويؤدي هذا الخلل إلى ارتعاش العضلات وتشنجها، مما يؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم.
نقص العناصر الغذائية
يعاني الجسم من ارتعاش العضلات لأنه لا يحتوي على كمية كافية من المغنيسيوم أو الكالسيوم، أو لأنه يفتقر إلى فيتامين د أو فيتامين ب12
متلازمة ارتعاش العضلات الحميد (BFS)
يعاني بعض الأشخاص من ارتعاشات عضلية متكررة وعشوائية في جميع أنحاء الجسم لأسابيع أو شهور، حتى في حال عدم شعورهم بالتوتر أو التعب، ويُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم متلازمة الارتعاش العضلي الحميد (BFS)، وفي هذه المتلازمة، تنتقل الارتعاشات في أنحاء الجسم (على سبيل المثال، من ربلة الساق إلى الذراع إلى البطن)، وهي غير مرتبطة بأي مرض عصبي خطير، وتُظهر الفحوصات الطبية أن مرضى متلازمة الارتعاش العضلي الحميد يعانون من تشنجات عضلية طفيفة وضعف وتنميل، لكن قوة عضلاتهم تبقى ضمن الحدود الطبيعية، ولا يشكل مرض BFS أي خطر على الصحة، ولكنه يخلق ضائقة كبيرة تؤدي إلى الإصابة بقلق صحي بشأن الإصابة بمرض التصلب الجانبي الضموري.
علامات الإنذار المبكر
معظم ارتعاشات العضلات غير ضارة، ولكن في حالات نادرة، قد تكون علامة مبكرة على اضطراب عصبي أو عضلي.. وتشمل المؤشرات الرئيسية التي تدل على مشكلات محتملة ما يلي:
ـ تظهر منطقة العضلات المصابة ضعفًا، مما يتسبب في معاناة المرضى من ضعف في الساق، وصعوبات في صعود الدرج، وضعف في الذراع أثناء أنشطة الرفع.
ـ تتعرض العضلة للانكماش، مما يؤدي إلى انخفاض حجمها (تبدو العضلة أصغر من حجمها الأصلي).
ـ ارتعاش يحدث في منطقة واحدة فقط ويستمر في التفاقم، بدلاً من أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم.
ـ ارتعاش في اللسان جديد ومستمر (وهذا نادرًا ما يكون حميدًا ويجب فحصه).
ـ لا تستجيب أعراض الارتعاش للراحة والنوم وتقليل الكافيين، وتستمر في التوسع والتفاقم على مدى أسابيع وأشهر متعددة.
يحدث اجتماع الارتعاش مع ضعف العضلات نتيجة لثلاث حالات طبية تشمل التصلب الجانبي الضموري (مرض لو جيريج) ونوعين من الاعتلال العصبي (تلف الأعصاب)، بالإضافة إلى العديد من أمراض العضلات النادرة، ويُعد الإجهاد والتعب ومتلازمة الارتعاش الحميد أكثر شيوعًا من هذه الحالات.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يحتاج المريض إلى استشارة طبيب أو أخصائي أعصاب إذا استمر الارتعاش في التسبب بضعف العضلات، حيث سيبدأ الطبيب بإجراء فحص سريري، يليه تحاليل لمستويات المعادن والفيتامينات في الدم، قبل أن يقرر إجراء تخطيط كهربية العضل (EMG) لتقييم وظائف الأعصاب والعضلات.