تمنّيتها فى 2019؛ فتحققت فى 2025، وأنا سعيد غاية السعادة بانعقاد الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر على أرض شمال سيناء، وفى مدينة العريش البهية، بكل ما تحمله المناسبة من رسائل ثقافية ووطنية وثيقة الصلة بالزمان والمكان راهنًا، مثلما كانت بالنسبة لى شخصيا قبل ستّ سنوات من الآن.
تشرّفت سابقًا بأن كُنت الأمين العام للدورة الرابعة والثلاثين. وسعيت جاهدًا منذ اللحظة الأولى لأن أُحدث قدرًا من التطور والتغيير فى المحفل العريق، إيمانا بأهمية تثبيت وتعميق إيجابياته العديدة، وطموحًا إلى تلافى ما فيه من قصور أو سلبيات بأثر العتاقة وطول العُمر، بعد ما يزيد على أربعة عقود من انطلاقه رسميا.
اشتغلنا فى الدورة المُشار إليها على محاور عِدّة، تضمّنت المحتوى المعرفى والبحثى المرافق للفعاليات، وآلية المُشاركة وتوسيعها جغرافيا ونوعيا، وإعادة قراءة اللائحة المُنظمة للعمل وتحديث موادّها، والاحتفاء بالراحلين ورفع قيمة المكافآت المادية للتكريم، وإدخال خريطة الأنشطة فى نسيج البيئة المُضيفة، بما لا يُبقيها أسيرة القاعات المُغلقة أو يكتفى ببضع لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات؛ بل أن ننزل بها للشارع وبين الناس. ومع كل ذلك وقبله؛ كان أهم ما ركّزت عليه ألا نكون معزولين عن الجوّ العام، ولا فى غيبة من قضايا البلد وانشغالاتها الكُبرى.
كانت مصر قد عبرت أغلب الرواسب المُتولّدة عن ثورة 30 يونيو، والهجمة العدائية التى شنّها الإخوان عليها لسنوات تالية. انطلقت العملية الشاملة فى سيناء بدءا من فبراير 2018، وفى عضون شهور حققت نجاحات ملموسة، واستعادت الأمن والاستقرار فى البقعة الغالية. وقتها أردت أن نكون شهودًا على اللحظة، وشريكا فى الاحتفال بالإنجاز، وليس أفضل من الذهاب بحدث ثقافى كبير إلى هُناك، لتأكيد أن الأوضاع عادت إلى سيرتها الأولى الطبيعية، وشُكر المُضطلعين بالمهمة ضمنيا على جهودهم. وعليه؛ كان الاقتراح بأن تستضيف العريش دورة المؤتمر فى 2019.
رحّبت وزارة الثقافة بالفكرة، وتلقّينا إفادات إيجابية من أغلب الجهات المعنيّة، ومضت الترتيبات بوتيرة مُطمئنة للغاية؛ لكنها تعطّلت لاحقا لأسباب لوجستية تتّصل بالسعة الفندقية ولا تخص الحالة الأمنية، لا سيما مع حجم المشاركة الذى يُعَدّ بالمئات من الأدباء والباحثين والإعلاميين والفرق الفنية المصاحبة للفعاليات، فوقع الاختيار على بورسعيد بديلاً عن شمال سيناء، لنكون فى أقرب نقطة مُمكنة من هدفنا الأول، وها هو يتحقق مع الدورة التى تنطلق غدا.
وُلِدتُ مع المؤتمر فى سنة واحدة، وواكبته مُبكّرًا منذ أن تفتّح وعيى على الثقافة والكتابة، وكان من أحلامى أن أحل يوما بين المشاركين فيه، إلى أن تحقق ذلك للمرة الأولى فى نسخة «سوهاج 2006»، ثم عدّة دورات تالية، حتى وصلت إلى عضوية أمانته العامة، وإلى الإشراف عليه فى واحدة من أجمل دوراته، سعدت فيها بالعمل مع الفنان الراحل عز الدين نجيب رئيسا، ومع الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة للثقافة، واللواء عادل الغضبان محافظا لبورسعيد وقتها، وأشهد أنه كان مُتعاونًا على أحسن ما يكون التعاون، وأفادنا واستجاب لكل ما طلبناه. سرت والمؤتمر كتفا بكتف؛ حتى افترقنا فى عَدّ السنين مع أحداث يناير، واتّسع الفارق فى جائحة كورونا، وكبرنا فى العُمر معًا؛ لكنه شاخ قبلى رغم أنه ما زال دون الأربعين.
عاش سنواته الأولى تحت لافتة «مؤتمر أدباء مصر فى الأقاليم»؛ لكن جمهوره تمرّدوا عليه، واعتبروا الصفة الإقليمية نقيصة تخصم من ذواتهم، ولم يتوقفوا أمام أنها تمنحه نكهته الخاصة، وتُؤطّر سياقه العام بما يتناسَب فيه الفعل مع الهدف. المهم أنهم حذفوها وصار عموميا لكل أدباء مصر بالمُسمّى، وإقليميا حتى النخاع بالواقع والممارسة.
وحتى تكون الصورة واضحة لمَن لا يعرفون؛ فالحدث ملكية لهيئة قصور الثقافة وتحت ولايتها التنظيمية. والهيئة، التى كانت «الثقافة الجماهيرية» فى نشأتها زمن الستينيات، تُدير وتُشرف على مئات من المواقع المُنتشرة فى أرجاء مصر، بين قصور وبيوت ومكتبات عامة أو للطفل.
ولكل موقع أن يُنشئ أندية نوعية للأنشطة، وفرع الأدب يشترط نصابًا من الأعضاء العاملين ممن لهم كُتب أو مواد منشورة فى الدوريات الثقافية، ينتخبون مجلس إدارة من بينهم، ثم مجلسًا للنادى المركزى المكوّن من الأندية الشبيهة بالمحافظة، ويتفرّع عنهم مؤتمر لليوم الواحد سنويا، ثم مؤتمر لكل إقليم يتشكّل من عدّة محافظات، وأخيرًا المؤتمر العام.
للمؤتمر العام أمانة تُنتَخب من أعضاء الأندية، ويُضاف إليها عدد من المُعيّنين بصفاتهم: نُقاد وإعلاميين. ويُشارك فى الحدث مُرشّح عن كل نادٍ، إضافة إلى أعضاء الأمانة المُنتخبين والمُعينين، والباحثين المشاركين فى الدورة، والمُكرمين، ومَن يرى المُنظمون دعوته من الصحفيين والشخصيات العامة والأدباء، لإثراء الدورة وندواتها المتنوعة.
وعليه؛ فالأوقع أنها مؤتمر أندية الأدب، لا مؤتمر أدباء مصر، ولا حتى أدباء الأقاليم. ذلك أن كثيرين فى المحافظات يبدعون وليسوا أعضاء فى أى نادٍ، وأكثر منهم فى القاهرة وغيرها لا يتقاطعون مع هيئة قصور الثقافة.
والمسألة هُنا ليست خلافا عابرا فى الاسم؛ لأنه تنبنى عليه بقيّة التفاصيل الخاصة بالرؤية والفلسفة وطبيعة الدور والمهام الموكلة إليه، وما يتطلّع المنظّمون لتحقيقه، أو يُفتَرَض أن ينعكس على المشاركين، وكيف يُمكن تقييم كفاءته من عدمها، ومدى الوصول إلى مُستهدفاته الكميّة والنوعية على حدّ سواء.
واختزال الكل فى الجزء لا ينحصر فى محدودية تمثيل أندية الأدب للساحة الثقافية فحسب؛ بل ينعكس على الجزء نفسه، وبعضه مُجرّد تجمّعات ضئيلة من عِدّة أفراد، سقط نصابها القانونى من العضويات المطلوبة بوفاة بعض الأعضاء أو سفرهم، ويحتكر الباقون كل شىء فى الأنشطة ومجلس الإدارة والتمثيل فى المؤتمرات وأماناتها؛ حتى أن الوجه الواحد قد يتكرر لعدّة دورات متوالية تحت صفات شتّى، أو يتبادل موقعه مع شخص أو اثنين بمحاصصة واضحة وأقرب إلى لعبة الكراسى الموسيقية.
طرحنا فى دورة بورسعيد تصوّرًا وافيًا لتعديل اللائحة؛ يبدأ من تشكيل الأندية ونصابها وعضوياتها ومجالسها، وإلى انتخابات الأمانة وتوسيعها لتشمل آخرين من خارج مظلة هيئة قصور الثقافة، ووضع حدود ومُدَد واضحة لعضوية الأمانة، وفواصل زمنية للمشاركة فى المؤتمر؛ بما يسمح بتنويع قوائم المُشاركين، وإفساح الطريق لبُدلاء مِمّن لا يسمح لهم زملاؤهم بالمشاركة، أو للأجيال الجديدة من المواهب والكتاب الشباب.
لم تُعتَمد النسخة الجديدة المُعدّلة، وتسبّبت أزمة كورونا فى تأجيل المؤتمر ثلاث سنوات؛ فحلّت الأمانة التالية بعد إجازة طويلة؛ فنسيت التعديلات أو لم تتمسّك بها، لتعارضها مع مصالح وحسابات البعض. المهم أن المؤتمر ما يزال يعمل بلائحة قديمة، فيما لدى الهيئة مُنتَج أقيم وأحدث منها، وقد يُفيد فى ضبط كثير من التفاصيل، وتحسين آليات العمل ومردودها النوعى على المؤسسة والمشاركين معًا.
تلقّيت دعوة لحضور المؤتمر فى العريش، بالصفة الصحفية لا الأدبية، ووافقت عليها فورًا؛ لأننى كما أسلفت كُنت أحلم بالذهاب إلى هُناك منذ سنوات، وأرى أن الفكرة نفسها ما تزال قائمة، بل ربما ازدادت أهميّتها فى ضوء ما تواتر على المنطقة فى السنتين الأخيرتين، خاصة الأوضاع الصعبة فى نطاقنا الشمالى الشرقى، على خلفية العدوان الإسرائيلى الغاشم ضد المدنيين فى قطاع غزّة.
ستكون شمال سيناء عاصمة للثقافة المصرية طوال العام 2006، بموجب السُنّة الحسنة التى جرى استحداثها بدءًا من دورة المؤتمر فى المنيا بالعام 2016 على ما أذكر، وباتت استضافة الحدث فى آخر شهور العام، مُقدّمة للاحتفاء بالمحافظة كلّها فى العام التالى مباشرة. سواء بإبراز ثقافتها الخاصة، ومُكوّناتها الهوياتية المُميّزة لها عن غيرها، أو بالاتصال العضوى الفاعل والخلاق معها بالأنشطة والفعاليات والقوافل الثقافية على مدار السنة كلها.
والرمزية هنا شديدة البلاغة والأهمية؛ ذلك أن شمال سيناء بقدر ما تُمثّل اليوم خطّ دفاع مُتقدّمًا عن القضية الفلسطينية، لجهة أنها جدار حصين فى وجه مُخططات التهجير، وقاعدة إمداد لوجستية وخدمية للغزّيين، تمارس حياتها الطبيعية فى أجواء مثالية من الأمن والاستقرار، وتفتح أبوابها لأنشطة ذات طبيعة جماهيرية، وتستقبل زوّارها من أنحاء مصر، تزهو معهم بثقافتها الخاصة، وتتحضّر لاحتضان ثقافاتهم وإبداعاتهم على مدار أيام المؤتمر، وطوال اثنى عشر شهرًا مُقبلة.
والرسالة أنه لا شىء يمنع المصريين من مواصلة طقوسهم المُعتادة، والاحتفاء بأيامهم ومناسباتهم كيفما يتراءى لهم، وعلى أفضل وجه يخدم هُويّتهم ويؤصّل شعورهم بالطمأنينة والثقة، فضلا على ما يُضاف لذلك من معانى مركزية الثقافة فى أية مواجهة وطنية، وأنها فى طليعة الأسلحة المهمة لتأكيد فاعلية الدولة كيانا ناظمًا لمعاش أهلها ومصالحهم العليا، وتُوطيدًا لهم جميعًا على عقيدة واحدة، تعرف كيف تُرتب أولوياتها من دون أن تُسقط شيئا فيها أو تُؤخّره، وتُجيد فى كل جانب منها بكفاءة وإتقان، وتضع فنونها وإبداعاتها فى أبعد نقطة من الخريطة؛ حتى تذوب المسافات بين المتن والهامش/ المركز والأطراف.
أنا ابن للثقافة الجماهيرية/ هيئة قصور الثقافة، أفخر بمؤتمر أدباء مصر وأراه حدثًا كبيرًا وشديد الأهمية؛ لكن الانتماء والفخر لا يمنعان من البحث والتمحيص، والسعى إلى الترقية والتجويد. وأحسب أن التطوير يتطلّب مأسسة المؤتمر، وأن يتّسع ليكون مُعبرًا بالحقيقة عن ثراء الساحة الثقافية المصرية، وأن يشتبك ويتكامل مع غيره من الأنشطة والفعاليات؛ وبحيث تتضافر مكوّنات المنظومة كلّها معًا لتحصيل أفضل أثر ممكن من المنتوجات الإبداعية، وفى إطار فلسفة يتجاور فيها الجمالى والتنويرى مع الاستثمارى والاقتصادى.
فى الوجه البسيط، يُواجه المؤتمر تحديا متكررا مع كل دورة؛ انطلاقا من أنه لا يتوافر على ميزانية خاصة به، وما تُتيحه الهيئة يُوَجّه إلى المطبوعات وبدلات السفر والانتقالات. وعليه؛ فالأمانة تبحث دومًا عن مُحافظة تتكفّل بتكاليف الاستضافة، وهو أمر يُرَدّ فى الغالب إلى هامش الحركة المتاح ماليا للمحافظات، أو ذائقة كل مسؤول وتفضيلاته عن الفعاليات التى يُسبغ رعايته عليها، ومردودها الاقتصادى والإعلامى. والنتيجة مثلا أن المنيا استضافته خمس مرات، وبورسعيد والإسكندرية ثلاثا، ونحو سبع عشرة محافظة بين مرّة أو اثنتين، مقابل ستّ أو سبع محافظات لم يمّر عليها مُطلقًا.
والبداية من تخصيص ميزانية للمؤتمر، تسمح له بإدارة أنشطته كاملة فى ضوء رؤية استباقية واضحة، تكون فيها الفكرة والمحاور والفعاليات وثيقة الصلة بالمحافظة المُختارة، وفى إطار فلسفة تُوزّعه على أرجاء الدولة حسب الظروف والأولويات ومقتضيات العدالة الثقافية. والمسألة ليست صعبة على الإطلاق؛ لا سيما أن الدورة الحالية تكفّلت بها وزارة الثقافة حسبما علمت، لأن شمال سيناء رحّبت بالاستضافة ولم تسمح خططها المالية بتحمّلها، ما يعنى أن الحلول التى توصّل إليها الوزير أحمد هنو اليوم، يُمكن تثبيتها وإدامتها بما يتيح هامشًا واسعا للحركة وحرية الاختيار.
وعلى المنوال نفسه؛ يُمكن النظر فى أن يكون المؤتمر أسبوعًا ثقافيا شاملاً فى المحافظة المُضيفة، تنتقل معه كل قطاعات الوزارة بأنشطة وبرامج نوعية موزّعة على المدن والقرى والتجمعات البيئة المُختلفة، وبعده يعود الأدباء وتستمر خريطة العام الثقافى حتى مُنتهاه. لدى الوزارة 14 قطاعا، يؤدى كل منها دوره فى النطاق المُحدّد؛ لكنها إن تكاملت معًا قد تُحقّق مردودا أكبر، وتُعزّز الأثر المادى والمعنوى، وتفتح مجالا للنظر فى معادلة الجدوى والعائد.
ما نزال بعيدين نسبيا عن الاقتصاد البرتقالى، والمفهوم قد لا يكون واضحًا لدى كثيرين. الصناعات الإبداعية يُمكن أن تكون أداة تربوية وتثقيفية شديدة الأهمية، بجانب أثرها الاقتصادى مع تكثيف جهود اكتشاف المواهب وصَقلها، وتنظيم ورش دورية فى الكتابة والتصوير والمسرح والسينما والحرف اليدوية، وتفريعها إلى مُنتديات وأسابيع نوعية تُدرّب النشء وتُحفّزهم على التعبير عن أنفسهم، وتوجيه تلك الطاقة التعبيرية إلى ابتكار أشكال عديدة من المُنتجات والمحتوى القابلة للتسويق وتحقيق عوائد مباشرة.
الثقافة استثمار لا خدمة، والنظر إليها من تلك الزاوية سيُعيد ضبط مُعادلة التكلفة والمردود ووضعها فى نطاقها الصحيح؛ ذلك أن كل أثر تتركه فى نفس طفل، أو معنى تُضفيه على حياته، ينعكس بالضرورة على سواء شخصيته وحضوره تاليًا فى المجال العام، وإن لم نكسب مُبدعًا فى واحد من مجالات الإبداع؛ فلن نخسر إنسانًا سويًّا وقادرا على أن يكون مفيدًا فى أية وجهة أو عمل.
الأدب قيمة معنوية مهمة؛ لكنه سلعة فى الوقت ذاته؛ حتى استهجن البعض تلك الصفة. فاعلية الإبداع لا تتحق إلا بالوصول للمتلقى، وتلك المساحة تملأها حسابات اقتصادية خالصة، من أسعار المُدخلات إلى كُلفة الطباعة والتسويق وهامش الربح، والرواج مطلوب لهدفين لا واحد: إيصال الرسالة وتعميق أثرها، إلى جانب ضمان الجدوى التجارية بما يُضيف للناتج ويضمن الاستدامة. وكذلك الحال فى بقية المجالات؛ وإن كان بعضها أسهل فى حسبته وأفيد فى عوائده، مثل السلع والخدمات المُحققة لمنفعة مباشرة أو فائدة معنوية ممتعة وجذابة، كالفنون البصرية والصوتية والمنتجات الحرفية وغيرها.
وزارة الثقافة قوّة جبارة، ويُمكن أن تكون عمود الخيمة حال تفعيل كل إمكاناتها، مع تطويرها وتشبيكها فى منظومة تُحرّكها رؤية مُكتملة وناضجة. بحيث تتشارك مع التعليم فى مهمة التربية والتنشئة، ومع الأوقاف والإعلام فى التوعية، ومع الشباب والتعليم العالى فى اكتشاف الطاقات الكامنة وتنميتها، تتحرّك قبل الجميع ومعهم، وتسبقهم وتُعقّب على جهودهم.
مؤتمر أدباء مصر بالنسبة لى هُنا مدخل إلى قضايا وموضوعات أكبر، وأنا سعيد بذهابه إلى العريش، وأكثر سعادة بفرصة حضوره هناك، وأتمنّى أن يُنظَر باهتمام فى تطويره وتحديث أبنيته وآليات عمله، وأن تكون تلك الخطوة مُنطلقًا إلى إطلاق طاقات الثقافة والانتفاع بها، وهى إن استشرت فى المجتمع وتغلغلت فى أرجائه؛ فستكون المناعة التى لا يتهدّدها مرض أو وَهن، والمُحفّز الذى لا يُقيّده ظرف أو عائق، وبازدهارها سيزدهر الكثير فى حاضرنا، وفى مستقبل الوطن.