حين يتحول اليخت إلى لوحة.. شاليمار شربتلى والموفينج آرت فى دبى

في تجربة فنية تتجاوز حدود العرض التقليدي تحتضن دبي تظاهرة تفاعلية للرسم الحي على اليخوت، تقدّمها الفنانة التشكيلية السعودية شاليمار شربتلي خلال الفترة من 5 إلى 10 فبراير، حيث يتحول اليخت من وسيلة فاخرة إلى مساحة تعبير بصري، ومن منتج استهلاكي إلى كيان فني نابض بالحركة.

التجربة تنطلق من منهج الموفينج آرت الذي ابتكرته شربتلي، ويقوم على كسر ثبات اللوحة الكلاسيكية، وإعادة الفن إلى فضائه المفتوح، ليصبح في تماس مباشر مع الجمهور، ومع الزمن، ومع الحركة ذاتها. فالرسم هنا لا يُقدَّم كمنتج نهائي معزول، بل كفعل إبداعي حيّ يُنجز أمام المتلقي ويشاركه لحظة التكون.

من جانبها قالت سماح أبو عوف، المديرة التنفيذية للحدث إن هذه التظاهرة تمثل نموذجا متقدما لتكامل الفن مع أسلوب الحياة العصري في دبي، حيث لا ينظر إلى الفن بوصفه ترفا بصريا، بل باعتباره جزءا من المشهد الحضري والهوية الثقافية للمدينة. وتؤكد أن الفعالية تعكس دعم دبي المستمر للتجارب الفنية غير التقليدية، واحتضانها للأفكار التي تعيد تعريف العلاقة بين الفن والجمهور.

وتُعد شاليمار شربتلي من الأسماء العربية القليلة التي استطاعت أن تفرض مشروعًا فنيًا ذا هوية خاصة على الساحة الدولية. فمنذ معرضها الأول في القاهرة عام 1988، وهي في السادسة عشرة من عمرها، اتجهت إلى بناء شخصية بصرية تجمع بين روح المدرسة السريالية والتجريدية، مع ميل واضح إلى توسيع حدود الخامة والسطح، حيث تجاوزت بفعل الرسم ما تعارف عليه من مواد وخامات ووسائط.

وقد لفت ابتكارها لـ«الموفينج آرت» أنظار مؤسسات فنية كبرى، من بينها متحف اللوفر الفرنسي، الذي احتفى بتجربتها واختار نماذج مستوحاة من أعمالها للعرض. كما امتد مشروعها إلى الرسم على السيارات، حيث شاركت بأعمالها في «فورمولا 1 – موناكو»، في مزج لافت بين الفن والسرعة والتكنولوجيا. واستضافها فندق «نِغريسكو» الفرنسي العريق، لتعرض أعمالها في بهوه الرئيسي إلى جانب روائع لفنانين عالميين، كما احتفت بها جامعة أكسفورد بعرض إحدى لوحاتها في بهوها الرئيسي.