المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية.. كتاب صنع أسطورة نيوتن

الخميس، 25 ديسمبر 2025 06:00 م
المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية.. كتاب صنع أسطورة نيوتن كتاب المباديء الرياضية

أحمد إبراهيم الشريف

يعد كتاب المبادئ الرياضية أهم مؤلفات العالم الإنجليزي إسحاق نيوتن، وأحد أكثر الكتب تأثيرًا في تاريخ العلم الإنساني، صدر الكتاب لأول مرة عام 1687، ليضع الأسس الرياضية الصارمة لما أصبح يُعرف لاحقًا بـالفيزياء الكلاسيكية، ويغير جذريًا نظرة البشر إلى الحركة والكون.

في هذا العمل، صاغ نيوتن قوانين الحركة الثلاثة وشرح قانون الجذب العام، موضحًا أن الحركة على الأرض وحركة الأجرام السماوية تخضع للقوانين نفسها، بهذا الربط الحاسم، أنهى نيوتن الفصل القديم بين "العالم الأرضي" و"العالم السماوي"، وفتح الطريق أمام تفسير كوني موحّد يعتمد على الرياضيات لا التأمل الفلسفي وحده.

الكتاب لم يكن مجرد تجميع لاكتشافات، بل نموذجًا جديدًا في كتابة العلم: برهان رياضي صارم، وتجارب، وصياغة قوانين قابلة للتعميم، ولهذا السبب ظل "المبادئ الرياضية" مرجعًا أساسيًا لقرون، واعتمد عليه علماء كبار مثل لابلاس ولاجرانج، كما بقي صالحًا لتفسير عدد هائل من الظواهر الفيزيائية حتى مطلع القرن العشرين.

ويرى مؤرخو العلوم أن تأثير الكتاب تجاوز الفيزياء ليطال طريقة التفكير العلمي نفسها؛ إذ رسّخ فكرة أن الطبيعة يمكن فهمها عبر قوانين رياضية دقيقة، وهو ما جعله حجر الأساس لما سُمّي لاحقًا بـ"الثورة العلمية الحديثة"، وحتى مع ظهور النسبية وميكانيكا الكم، ظل كتاب نيوتن علامة فارقة، لا يُذكر تاريخ العلم من دونها.

بهذا المعنى لا يُنظر إلى "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" بوصفه أهم كتاب لنيوتن فحسب، بل باعتباره أحد أعمدة الحضارة العلمية الحديثة، وكتابًا أعاد تعريف علاقة الإنسان بالكون.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة