فيسبوك
واتساب
اكتشف علماء الآثار ورشة فخارية عمرها 3000 عام في شمال العراق، تُلقي الضوء على كيفية إنتاج المجتمعات للخزف وتنظيم الحياة الحضرية خلال العصر الحديدي، يقع الموقع، المعروف باسم مجمع دينكا الاستيطاني، في سهل بيشدار ضمن إقليم كردستان العراق، ويعود تاريخه إلى ما بين 1200 و800 قبل الميلاد، وفقا لما نشره موقع greekreporter.
حدد الباحثون فرنَين يعملان بالتيار الصاعد، وأدوات، ومساحات إنتاج داخل البلدة السفلى للمستوطنة في موقع يُسمى جيرد-إي بازار، وتشير النتائج إلى أن صناعة الخزف لم تكن نشاطًا منزليًا، بل كانت جزءًا من نظام مُنسق يشمل ورش عمل مُخصصة.
نظرة علمية على إنتاج السيراميك في العصر الحديدي
نُشرت الدراسة، التي قادتها سيلفيا أميكون من جامعة توبنجن في ألمانيا، في مجلة العلوم الأثرية، وهي تقدم واحدة من أكثر الدراسات العلمية شمولاً حول إنتاج الفخار القديم من خلال تحليل كل من الأواني والأفران التي كانت تُستخدم في حرقها .
كشفت الاختبارات العلمية أن معظم الأواني الفخارية كانت تُحرق في درجات حرارة أقل من 900 درجة مئوية، وكانت تُصنع في ظروف مؤكسدة، وغالبًا ما تظهر عليها درجات لونية حمراء.
أظهر الفحص المجهري الإلكتروني والتحليل الطيفي مستويات منخفضة من التزجيج، مما يشير إلى استخدام حرارة منخفضة ومضبوطة نسبيًا، وقال الباحثون إن الأواني الفخارية تم حرقها ببطء وبشكل متساوٍ، على الأرجح في نفس الأفران، بغض النظر عن شكلها أو استخدامها.
تصميم ورشة العمل في العراق خلال العصر الحديدي
صُنعت الأفران من الطين المحلي الممزوج بمواد عضوية لتحسين العزل، احتوى كل هيكل على غرفة احتراق غائرة وقسم علوي مفصول بأرضية مثقبة، مما يسمح للحرارة بالصعود عبر حمولة الفخار.
اتبعت هذه الأفران تصميمًا شائعًا في جميع أنحاء بلاد ما بين النهرين منذ الألفية السابعة قبل الميلاد، مما يدل على ارتباط الموقع بالتقاليد الإقليمية العريقة.
وتشير الأدلة من منطقة الورشة إلى بيئة إنتاج منظمة، فقد عُثر على أدوات تشكيل وتشطيب الفخار مجمعة في مواقع محددة، مما يوحي بوجود مناطق متخصصة لمراحل العمل المختلفة.
تعتقد أميكون وفريقها أن هذا النمط يشير إلى نشاط جماعي يتجاوز نطاق الأسر الفردية.
يكشف هجر الأفران عن أدلة حول استخدامها
أظهر تحليل الأفران بعد استخدامها أنها هُجرت تدريجيًا، لا أنها دُمرت، وتشير الدراسة المجهرية لحشوة الفرن إلى تعرضها للماء وتحللها الطبيعي بمرور الوقت، لم يعثر الباحثون على آثار واضحة لروث الحيوانات كوقود، لكن بقايا النباتات تشير إلى الاستخدام المحتمل للخشب.
تسلط الدراسة الضوء على كيف يمكن لنهج متكامل، يدرس كلاً من صناعة الفخار ومنشآت الإنتاج، أن يوفر نظرة ثاقبة حول كيفية إدارة مجتمعات العصر الحديدي للموارد والعمالة والحرف في البيئات الحضرية المنظمة.
