فوائد تصل لتعزيز البقاء فى الحياة.. ماذا يقول العلم عن أهمية وجود فتحتين للأنف

مثل كثير من أعضاء الجسم التي تأتي في أزواج، يمتلك الإنسان فتحتي أنف في منتصف الوجه، وعلى عكس العينين أو الأذنين، قد يبدو وجود فتحتين للأنف أمرًا غير ضروري، فهما متقاربتان ولا تمنحان فرقًا واضحًا في الرؤية أو السمع لكن العلم يقول عكس ذلك تمامًا، وفقا لموقع science.

الدورة الأنفية.. تنفس بالتناوب

يوضح أطباء الأنف والأذن أن الإنسان لا يتنفس فعليًا من فتحتي الأنف معًا بالقدر نفسه بل يعمل الجسم بنظام يُعرف باسم الدورة الأنفية، حيث تتولى إحدى الفتحتين مهمة التنفس الأساسية، بينما تدخل الأخرى في حالة "راحة" بسبب احتقان خفيف، ثم يتبادلان الأدوار كل بضع ساعات دون أن يشعر الإنسان بذلك.

هذا التناوب يساعد على:

ـ ترطيب الأغشية المخاطية.

ـ منع جفاف الأنف.

ـ الحفاظ على كفاءة التنفس على المدى الطويل.

وعند الإصابة بنزلات البرد أو انحراف الحاجز الأنفي، يصبح هذا التبديل أكثر وضوحًا وقد يسبب الشعور بانسداد أحد الجانبين.

ماذا يحدث أثناء النوم؟

أثناء النوم، خاصة عند الاستلقاء على أحد الجانبين، تؤدي الجاذبية إلى زيادة احتقان فتحة الأنف السفلية. عادةً لا يمثل هذا مشكلة، لأن الفتحة الأخرى تتولى التنفس لكن إذا جاء دور الفتحة المحتقنة فجأة، قد يستيقظ الشخص وهو يشعر بصعوبة في التنفس.

فتحتا الأنف وحاسة الشم

وجود فتحتين للأنف لا يخدم التنفس فقط، بل يعزز حاسة الشم أيضًا.
فعندما يدخل الهواء ببطء إلى إحدى الفتحتين، تحصل جزيئات الروائح على وقت أطول للذوبان في الغشاء المخاطي، ما يساعد الدماغ على التقاط روائح مختلفة من كل جانب.

وأثبتت دراسات علمية أن الدماغ يستطيع مقارنة الاختلافات الطفيفة بين ما تلتقطه كل فتحة أنف، مما يمكّن الإنسان من:

ـ التمييز بين الروائح.

ـ تحديد مصدر الرائحة.

ـ تتبعها بطريقة تشبه ما تفعله كلاب التعقب.

ـ بل إن تجارب أظهرت قدرة البشر على تحديد موقع رائحة معينة من مسافة تصل إلى 10 أمتار، اعتمادًا على هذا الفرق الدقيق بين فتحتي الأنف.

لماذا لم نخلق بفتحة أنف واحدة؟

يرجع العلماء ذلك إلى سببين رئيسيين:

1. التناظر الثنائي للجسم البشري، وهو نمط تطوري يجعل معظم الأعضاء مزدوجة.

2. الأمان الوظيفي، فوجود فتحتين يضمن استمرار التنفس والشم حتى لو انسدت إحداهما بسبب مرض أو حساسية.

3ـ أما وجود فتحة واحدة كبيرة، فكان سيجعل نزلات البرد أكثر خطورة، ويفقد الإنسان فوائد التنفس الأنفي مثل:

تنقية الهواء من الجراثيم

تدفئته وترطيبه

تنظيم تدفق الهواء والدم

ـ فتحتا الأنف ليستا تفصيلاً شكليًا، بل تصميمًا ذكيًا يخدم التنفس، والشم، والحماية، وحتى البقاء.

ـ كما يقول الأطباء ساخرين: تخيل كم كان سيبدو شكلنا غريبًا لو كانت لدينا فتحة أنف واحدة فقط!