رأت صحيفة بوليتيكو الأوروبية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمح إلى احتمال القبول بتنازلات إقليمية في إطار خطة سلام محتملة، من بينها تحويل منطقة دونباس في شرق أوكرانيا، التي تسيطر عليها حالياً القوات الروسية، إلى منطقة اقتصادية حرة منزوعة السلاح.
وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير إخباري إنه وفقا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن المسودة الأخيرة لخطة السلام التي اتفق عليها المفاوضون الأمريكيون والأوكرانيون تنص على انسحاب كييف من الأراضي الشرقية التي تطالب بها موسكو.
وأوضح زيلينسكي، خلال إحاطة صحفية في كييف، أن الخطة المُحدثة تتضمن اعتبار منطقة دونباس الشرقية، التي تسيطر عليها حاليًا القوات الروسية، "منطقة اقتصادية حرة" منزوعة السلاح، لا تتواجد فيها أي قوات أوكرانية أو روسية.
وشدد على معارضة أوكرانيا للانسحاب، الذي يُعد أحد أهم مطالب روسيا لكنه أضاف: "هناك خياران: إما استمرار الحرب، أو اتخاذ قرار بشأن جميع المناطق الاقتصادية المحتملة".
وقال زيلينسكي إن النسخة الأخيرة من الخطة - وهي تحديث لمقترح الإدارة الأمريكية الذي رفضته كييف والاتحاد الأوروبي في البداية ووصفتاه بأنه "غير قابل للتطبيق" - تُبقي على الضمانات الأمنية المقترحة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والشركاء الأوروبيين، والتي تُعادل تلك المنصوص عليها في المادة 5 من معاهدة التحالف عبر الأطلسي.
وأضاف: "إذا غزت روسيا أوكرانيا، فبالإضافة إلى رد عسكري منسق، ستُعاد جميع العقوبات الدولية المفروضة على روسيا". وأشار إلى أن هذه الضمانات ستُعتبر لاغية أيضًا إذا اتخذت كييف أي عمل عسكري غير مبرر ضد موسكو. ولفت زيلينسكي إلى أن واشنطن حذفت نصًا من نسخة سابقة من الخطة كان يقترح حصول الولايات المتحدة على تعويضات مقابل هذه الضمانات الأمنية.وتقترح الخطة أيضًا أن تتبنى روسيا قانونيًا استراتيجية عدم الاعتداء على أوكرانيا وأوروبا كما يُقر النص أيضاً بانضمام كييف المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي، ويُسلم بحق البلاد في المطالبة بتعويضات من روسيا، ويؤيد إنشاء هيئات استثمارية مُخصصة لتمويل إعادة إعمار البلاد.
كما يدعو النص المعدل إلى إدارة مشتركة لمحطة زابوروجيا للطاقة النووية من قبل السلطات الأوكرانية والروسية والأمريكية. وتُبدي كييف تحفظاً على السماح لموسكو بإدارة المُجمع، الذي شهد معارك ضارية، لكنها مستعدة للتعاون مع إدارة ترامب في إدارة البنية التحتية التي تعتبرها واشنطن حيوية لعمليات استخراج المعادن المستقبلية في البلاد.
وتابع زيلينسكي إن مدينة إنيرهودار المجاورة، والتي تحتلها روسيا حالياً، ستكون مرشحة للتجريد من السلاح إذا أصرت الولايات المتحدة على تحديد مناطق اقتصادية داخل أوكرانيا. لكنه أضاف أنه لكي تكون هذه الخطوة قانونية، يجب إجراء استفتاء شعبي للموافقة على هذا القرار.
وتدعو الخطة أيضاً أوكرانيا وروسيا إلى إدخال برامج في مناهجهما التعليمية تُعزز التسامح بين الثقافات المُختلفة كما يتوقع من كييف أيضًا تطبيق لوائح الاتحاد الأوروبي لحماية الأقليات الدينية واللغوية.
في حين يُرجح أن تتعارض هذه الإجراءات مع جهود أوكرانيا المستمرة لـ"نزع الطابع الروسي" عن البلاد وبناء هوية وطنية جديدة، صرح زيلينسكي بأن تبني هذه القواعد جزء من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتم التفاوض على مقترح السلام الأصلي لإدارة ترامب من قبل المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف ومسؤولين روس في وقت سابق من هذا الشهر. وقد خضعت تلك الوثيقة المكونة من 28 بندًا، والتي فسر على نطاق واسع بأنها مصاغة وفقا لمطالب موسكو، لمراجعة جوهرية، وكانت موضوع محادثات ثلاثية عقدت في ميامي مطلع الأسبوع الجاري.
قال ترامب الأسبوع الماضي إن اتفاق السلام "أقرب من أي وقت مضى". وصرح زيلينسكي للصحفيين يوم الأربعاء بأنه في حال التوصل إلى اتفاق، سيدخل وقف إطلاق النار الكامل حيز التنفيذ فورًا. ويتطلب إقرار الوثيقة نهائيًا تصديق البرلمان الأوكراني عليها، بالإضافة إلى الموافقة عليها في استفتاء شعبي.