ميناء عيذاب التاريخى على سواحل البحر الأحمر.. أول ميناء بحرى لبلاد الحرمين ومحطة رئيسية للحجاج والتجار.. لعب دورا محوريا فى ربط مصر بأفريقيا والهند.. وشكل أحد أهم شرايين التجارة والحج فى التاريخ الإسلامى.. صور

الأربعاء، 24 ديسمبر 2025 05:00 ص
ميناء عيذاب التاريخى على سواحل البحر الأحمر.. أول ميناء بحرى لبلاد الحرمين ومحطة رئيسية للحجاج والتجار.. لعب دورا محوريا فى ربط مصر بأفريقيا والهند.. وشكل أحد أهم شرايين التجارة والحج فى التاريخ الإسلامى.. صور بقايا خزان مياه عيذاب

البحر الأحمر – عماد عرفة

تعد الموانئ البحرية المنتشرة على سواحل البحر الأحمر شاهدًا حيًا على تاريخ طويل وعريق، حيث لعبت دورًا محوريًا عبر العصور المختلفة، بداية من الحضارة الفرعونية مرورًا بالرومانية ثم الإسلامية، لتظل هذه الموانئ محطات استراتيجية تأثرت بها حضارات عديدة اعتمدت على الممرات البحرية في التجارة والتنقل.

 

ميناء عيذاب.. الأقدم على ساحل البحر الأحمر

ويأتي ميناء عيذاب التاريخي في صدارة هذه الموانئ العريقة، حيث يعد أول ميناء بحري على البحر الأحمر، ويمثل أحد أبرز الشواهد التاريخية على النشاط التجاري والديني في المنطقة، لما له من مكانة كبيرة عبر فترات زمنية ممتدة.

 

شهادات أثرية على أهمية الميناء

من جانبه قال محمد أبو الوفا، مدير الوعى الأثرى بآثار البحر الأحمر، إن ميناء عيذاب شهد العديد من الأحداث التاريخية المهمة، ليبقى شاهدًا حيًا على الروابط التجارية والثقافية التي ربطت بين مناطق مختلفة من العالم القديم.

 

الموقع الجغرافي ودوره التجاري

وأضاف مدير الوعى الأثرى، أن ميناء عيذاب يعد من أقدم الموانئ البحرية على سواحل البحر الأحمر، وقد لعب دورًا كبيرًا في حركة التجارة والرحلات البحرية، مشيرًا إلى أن موقعه يقع في منطقة مثلث حلايب وشلاتين بالقرب من أبو رماد، في أقصى جنوب مدينة الشلاتين.

 

نقطة التقاء الطرق والقوافل

وأوضح أن الموقع الجغرافي المتميز للميناء جعله نقطة التقاء لعدد كبير من الطرق التجارية التي تربط بين القارات، كما أصبح نقطة انطلاق رئيسية للحجاج والمسافرين، فضلًا عن أهميته خلال خلافة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب.

 

ميناء الحجاج الأول لبلاد الحرمين

وتابع أن ميناء عيذاب كان من أهم الموانئ التي سلكها المسلمون في رحلاتهم إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، ويُعد أول طريق بحري لبلاد الحرمين، ومع مرور الزمن تحول إلى شريان رئيسي لحركة الحجاج على امتداد البحر الأحمر.

 

المقريزي يوثق ازدهار عيذاب

من حانبه كشف وصفى تمير المهتم بتراث مدينة القصير  أن المؤرخ العربي المقريزي أشار إلى أهمية ميناء عيذاب كأحد الموانئ المزدهرة في تلك الحقبة، حيث كان يربط البحر الأحمر بموانئ اليمن والهند، ويعد جسرًا بحريًا يصل هذه المناطق بالبحر الأبيض المتوسط، ما منحه مكانة استراتيجية في حركة التجارة العابرة للقارات.

 

إغلاق الطرق البرية وصعود الدور البحري

كما أن من أبرز أدوار ميناء عيذاب نقله للحجاج إلى مكة المكرمة خلال الفترة من القرن العاشر وحتى القرن الرابع عشر الميلادي، خاصة بعد إغلاق الصليبيين للطريق البري المؤدي إلى الشام، ليصبح طريق البحر الأحمر عبر عيذاب الخيار الوحيد للحجاج.

 

جذور التأسيس وتسمية الميناء

ويرجع تأسيس ميناء عيذاب إلى قبائل البجة التي سكنت صحراء عيذاب قديمًا، حيث دفعهم دخول الرومان وتضييق سبل الرزق إلى البحث عن مصدر بديل للدخل، فتم إنشاء الميناء لتعويض الخسائر التجارية، وسُمي نسبة إلى صحراء عيذاب التي شهدت هذه الأحداث.

 

تطور وسائل الملاحة البحرية

وأكد وصفى تمير  أن المراكب الأولى المستخدمة بالميناء كانت بدائية، مصنوعة من جذوع نخيل الدوم المربوطة بحبال التيل، إلا أن الميناء تطور مع الزمن ليصبح حلقة وصل رئيسية بين البحر الأحمر والجزيرة العربية، ثم توسع دوره ليشمل الربط مع اليمن والهند.

 

عبور الرحالة والشخصيات التاريخية

ومر عبر ميناء عيذاب عدد من أشهر الرحالة في التاريخ، من بينهم ابن بطوطة في القرن الرابع عشر، إضافة إلى ابن جبير والتجيبي، حيث مثل الميناء محطة أساسية في رحلاتهم التجارية والدينية.

ميناء عيذاب علي الخريطة
ميناء عيذاب علي الخريطة

 

مخربشات على الصخور بالقرب من ميناء عيذاب
مخربشات على الصخور بالقرب من ميناء عيذاب

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة