أحمد التايب

مشروع قومى للغة العربية

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 02:18 ص


عندما نتحدث عن اللغة العربية، نتذكر دائما شرف الأمة، ومجد الماضى، وفخر الحاضر ونبراس المستقبل، غير أن الحفاظ على اللغة حفاظ على الهوية، لأنها الأداة التي يفكر بها الإنسان والوعاء الذي يحفظ تراثه، لكن من المؤسف أن ما يحدث على أرض الواقع في التعامل مع اللغة بمثابة قتل متعمد برصاص السخافة وسهام الغدر، عند استخدام لهجات عامية وسوقية ولغات شبابية وعصرية تعتريها السطحية وتُغلّفها التفاهة في حياتنا العلمية والمعيشية، والأغرب إدخال لغات أجنبية بهدف التباهى والتفاخر الكاذب والمزيف..!

ليتساءل كل من يعلم قيمة اللغة ودورها.. ألم يحِن الوقت، أن ننتبه إلى هذا الجُرم وتلك الكارثة خاصة أننا – أبناء اللغة العربية– ونحن من نتحمل المسئولية..!.

لذا، في ظل ما يحدث يجب إعادة النظر في أن يكون لدينا مشروع قومى عربى للغة العربية، تشارك فيه كافة الحكومات العربية، يكون قائما على بحث ووضع آليات جديدة لإنقاذ اللغة من هذا الانهيار والتراجع، ولأن هذه المسئولية ليست مسئولية دولة بعينها بقدر ما هي مسئولية العرب والأمة الإسلامية.

نعم مسئولية كل من له صلة باللغة العربية، جامعات وكليات ومؤسسات وجهات رسمية ذات صلة باللغة العربية - كوزارات التعليم، والثقافة، ووسائل الإعلام، والأوقاف – فكلنا أمل أن يزيد الاهتمام بنشر اللغة العربية الفصيحة الميسرة بوصفها عاملا استراتيجيا مهما في توحيد العالم العربي وتطويره، لهذا وجب أن نثمن ما تفعله كلية دار العلوم جامعة القاهرة بقيادة الدكتور أحمد بلبولة للحفاظ على اللغة، حيث نظمت مؤتمر مهما جاء بعنوان "الاستشراق والهوية: مقاربات في اللغة والأدب والتراث العربي"، والتي كان نموذجا رصينا في شرح الأزمة، وتشريحها ووضع لبنات بناء، وأتذكر ما قاله عميدها  "نحن نسعى إلى هوية حية تنمو باللغة، وتسمو بالأدب، وتتجذر بالتراث، وتستعيد السيادة المعرفية دون انغلاق، منفتحة على أدوات العصر دون أن تكون أسيرة لمفاهيمه"، وهذا هو المطلوب فعله وليس سواه..

وأخيرا.. أقول، إن حفاظ الدولة على اللغة العربية يسهم في الحفاظ على صياغة الهوية الوطنية ما يجعلها نماذج يُحتذى بها، ومصادر للفخر الوطني والإلهام للأجيال اللاحقة، مما يعزز التماسك والانتماء القومي، وفي ضوء ذلك، ينبغي لنا في مصر – مهد الحضارة وأصل التاريخ – أن نحافظ على لغتنا ورموزنا التاريخية والوطنية والثقافية، وأن نُبرزها بوعيٍ حضاري يجعلها قدوةً للأجيال القادمة، وخادمةً لأهدافنا القومية.. حفظ الله مصرنا ولغتنا الجميلة..




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة