يبقى النجم العالمي محمد صلاح قائد منتخب مصر الوطني مثالًا حيًا على أن القوة الحقيقية تكمن في العزيمة، وأن النجاحات الكبيرة تُصنع بالإصرار والعمل الجماعي، وهو ما شاهدناه مع "الملك"، كما يُلقب، كثيرًا خلال رحلته المليئة بالإنجازات والأرقام القياسية مع عالم الساحرة المستديرة.
محمد صلاح، دائمًا هو المنقذ والورقة الرابحة سواء مع منتخب مصر أو مع ليفربول الإنجليزي، فهو القائد الذي يجعل الحلم ممكنًا، ويحول كل تحدٍ إلى لحظة انتصار محفزة لكل المصريين، ولعل قيادته "الفراعنة" لتحقيق ريمونتادا في الفوز أمام منتخب زيمبابوي 2-1 في ضربة بداية منافسات كأس أمم أفريقيا 2025، آخر مثال على ذلك.
لمتابعة أخبار بطولة كأس أمم أفريقيا 2025 عبر بوابة كأس أمم أفريقيا اضغط هنا
وقف محمد صلاح في ليلة مشحونة بالحماس والإثارة، كرمز للأمل والإصرار، ليقود منتخب مصر إلى بداية مثالية في أمم أفريقيا نسخة المغرب، حيث إن هدف الفوز الذي سجله في الدقيقة الأخيرة أمام منتخب زيمبابوي ليس مجرد هدف أو لمسة فنية، بل كان لحظة تجسد العزيمة والشغف الذي يميز قائد الفراعنة عبر التاريخ.
هنا، من ينس مشهد محمد صلاح في واحدة من أكثر اللحظات العاطفية والتاريخية عند قيادته المنتخب المصري للتأهل في كأس العالم 2018 بروسيا، حيث تقدم للمنتخب أمام الكونغو ثم عاد ليسجل في الوقت القاتل وفي أشد اللحظات توترًا من ركلة جزاء، بعد أن كاد الحلم يتبخر بسبب التعادل وقتها.
لم يُنقل مشهد محمد صلاح في هذه الليلة مباشرة أثناء سير اللقاء، لكن بعد النهاية، بثت القنوات لقطات له عقب تلقي منتخب مصر الهدف المفزع من الكونغو، في لقطة لا يمكن أن تصدر إلا عن أسطورة حقيقية، فقد أظهرته الكاميرات وهو يحث الجماهير على التشجيع ويشد من أزر زملائه بصورة تقشعر لها الأبدان، وذلك بعد ثوانٍ معدودة فقط من تلقي الهدف، مؤكدًا على دوره القيادي في بث روح الانتصار بين زملائه.
أثبت محمد صلاح مجددًا خلال مباراة زيمبابوي أنه حين تتوتر القلوب وتشتد اللحظات الحاسمة، يظهر ليحول التحديات إلى أهداف محققة، فتحركاته الذكية، تمريراته الحاسمة، وروحه القيادية تمنح زملاءه الثقة وتزرع في نفوس الجماهير الأمل، إنه ليس لاعبًا فقط، بل مصدر إلهام لكل لاعب شاب مصري يحلم بمستقبلٍ مشرق في كرة القدم.
لا شك أن خبرات محمد صلاح الكبيرة كلاعب في الدوري الإنجليزي الأقوى عالميًا تمنحه القدرة على التعامل مع الضغوط، لكن تلك اللحظات ونجاحه في قيادة مصر مجددًا للتأهل إلى كأس العالم 2026 تضعه في فئة اللاعبين العظماء الذين حققوا إنجازات خرافية خلال مسيرتهم.
مع استمرار بطولة كأس أمم أفريقيا 2025، نأمل أن يظل محمد صلاح رمز القوة والثقة، وقائد اللحظات الحاسمة مع المنتخب الوطني الذي يجعل كل حلم ممكنًا في كل تحرك له على أرض الملعب، وكل لمسة من قدميه، حتى يمنح زملاءه والجماهير المصرية شعورًا بالثقة والإيمان بأن الانتصار قريب دائمًا، وأنه ليس مجرد لاعب، بل هو المنقذ الدائم الذي يكتب التاريخ في كل مواجهة.
الجميع الآن يقف صفًا واحدًا ويأمل أن يكون فوز مباراة الافتتاح ليس مجرد بداية جيدة، بل رسالة تحفيزية قوية لكل لاعبي المنتخب، ويمنح الفريق روحًا معنوية عالية لمواصلة مشواره في دور المجموعات، لاستعادة أمجاد القارة السمراء عبر حصد اللقب الثامن في تاريخ مصر بالبطولة، وكذلك يضيف محمد صلاح إلى مسيرته المدججة بالإنجازات القطعة الناقصة التي تكمل أسطورته.