في ليلة مصرية استثنائية، امتلأت القلوب بالفرح والمحبة، وتوحدت الأرواح خلف منتخبنا الوطني لكرة القدم، بعد أن حقق فوزًا رائعًا على منتخب زيمبابوي في أولى مبارياته بكأس الأمم الإفريقية المقامة في المغرب، كانت تلك الليلة أكثر من مجرد مباراة، بل كانت فرصة للجميع لاستعادة لحظات السعادة التي تسرقها الحياة من أيديهم بعد يوم طويل من العمل والسعي وراء لقمة العيش.
في كل بيت مصري، وعلى شاشات التلفاز بالمقاهي، عاشت الأسر المصرية لحظات من الفرح الخالص، وكأن الهواء نفسه قد امتلأ بروح المحبة والانتماء للوطن.
برغم برودة ليالي الشتاء، كان دفء المحبة والسعادة يغمر الشوارع والمنازل، ويجعل الجميع ينسى ضغوط الحياة اليومية والهموم العابرة.
ما ميز هذه الليلة أنها جمعت المصريين من كل الانتماءات، حيث وقف الأهلاوية والزملكاوية، ومشجعو الإسماعيلي والمحلة والمصري والاتحاد السكندري، جميعًا خلف قميص المنتخب الوطني، وكأن الفرق بين الأندية لم يعد موجودًا أمام هدف واحد: رؤية العلم المصري يرفرف عاليًا والفوز يتوج جهود اللاعبين.
في القاهرة الكبرى، امتلأت المقاهي وارتفعت الصيحات في كل زاوية عند أهداف محمد صلاح ومرموش، بينما كانت محافظات مصر كلها تتابع بشغف وتهتف مع كل فرصة تهدد شباك المنافس.
الأجواء كانت مزيجًا من المتعة، الحماس، والفخر الوطني، حيث شعر المصريون بالاتحاد الحقيقي، وجدت الروح المصرية الخالصة طريقها إلى كل بيت وشارع.
وفي هذه اللحظات، ارتفعت أحلام المصريين مع كل تمريرة وكل تسديدة، متطلعين إلى أن يعيد هذا الجيل ما حققه جيل المعلم حسن شحاتة بروح مصرية صادقة وإصرار وعزيمة لا تلين، فالمصريون يستحقون الفرح، والمنتخب الوطني يضم عناصر قادرة على تحقيق الإنجازات، وهو أمل الوطن في التمسك بالحلم ومواصلته حتى يتحقق.
ليلة أمس لم تكن مجرد فوز رياضي، بل كانت احتفالًا بالوطن، وبالروح التي تجمعنا جميعًا تحت شعار واحد: الحلم المصري الكبير، الذي لا يموت.