جراحة معجزة تنقذ طفل ألمانى من الشلل بعد كسر الرقبة.. تفاصيل

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 11:25 ص
جراحة معجزة تنقذ طفل ألمانى من الشلل بعد كسر الرقبة.. تفاصيل جراحة نادرة تنقذ طفل ألمانى من الشلل

كتبت: دانه الحديدى

أنقذت عملية جراحية وصفها الخبراء بـ"المعجزة"، طفلا ألمانيا يبلغ من العمر عامين من الشلل، بعد تعرضه لحادث سيارة عنيف مع أسرته، إدى إلى إصابته بكسر في الرقبة وقطع في الحبل الشوكى.

 

انقاذ طفل ألمانى من شلل بجراحة إعجازية
انقاذ طفل ألمانى من شلل بجراحة إعجازية

 

وبحسب موقع "Medical xpress"، كان الطفل الألماني أوليفر ستاوب، البالغ من العمر عامين، يرقد على سرير في مستشفى بمدينة مكسيكو في انتظار الموت، وذلك بعدما اصطدمت سيارة مصفحة تسير بسرعة 70 ميلاً في الساعة، بسيارة عائلته الصغيرة أثناء قضاء عطلة في المكسيك.

 

إصابة قاتلة
 


أدى الاصطدام إلى فصل رأس أوليفر عن عموده الفقري، مما تسبب في قطع الحبل الشوكى، وأخبر الأطباء والديه أن رقبة أوليفر مكسورة، وأنه مصاب بشلل رباعي، وأنه ميت دماغياً، وأنه سيموت في غضون أيام.

بحلول منتصف أكتوبر، كان أوليفر يتحدث ويضحك ويبتسم ويحرك أصابع يديه وقدميه وبدأ يتنفس من تلقاء نفسه، وذلك بفضل عمليات جراحية معجزة أجريت في مستشفى كومر للأطفال التابع لجامعة شيكاغو للطب، حيث أدت هذه العمليات الجراحية إلى دمج رقبة أوليفر المكسورة وإعادة توصيل الحبل الشوكي.

"أن ترى شخصًا ينجو من إصابة كهذه؟ لم يتم الإبلاغ عن شيء كهذا من قبل في جراحة الأعصاب أو إصابات الحبل الشوكي"، هذا ما قاله الدكتور محمد بيدون، رئيس قسم جراحة الأعصاب في جامعة شيكاغو الطبية، مضيفا :"لم نكن نعتقد أنه سيتمكن من الحركة أبداً، والآن يحرك أطرافه الأربعة جميعها، هذه حالة فريدة ومميزة وتفوق توقعاتنا".

 

الأمل في التعافى
 

بينما كان أوليفر يرقد على سريره في مستشفى مكسيكو سيتي بعد الحادث الذي وقع في 17 أبريل، وكان الجميع يتوقعون وفاته الوشيكة، بدأ الصبي بدلاً من ذلك في إظهار علامات التعافي، عندها أدرك والداه، ستيفان ولورا، أن عينيه كانتا تتبعانهما عندما كانا في الغرفة، واتفق أطباؤه على أن هذا كان دليلاً على سلامة وظائف الدماغ، وأبقوا جهاز التنفس الصناعي الذي يدعم حياته قيد التشغيل.

وقالت لورا ستاوب "في تلك اللحظة فكرت، 'لدينا سبب للقتال'. كان ابني هناك"، وبعد أن تعافى قدر المستطاع، نُقل أوليفر إلى منزل جديه الذي يبعد ساعات، بالقرب من موريليا، المكسيك، وكان يرتدي طوقاً للرقبة وسترة لتثبيت رأسه، الذي ظل غير متصل بجسمه عبر العمود الفقري أو الحبل الشوكي، وبالفعل نجا أوليفر لمدة شهرين هناك، حيث كان والداه وممرضة نهارية يعتنون بجهاز التنفس الصناعي الخاص به.

وأوضح بايدون إن هذا أمر مذهل، ومن غير المرجح أن يتمكن شخص مصاب بكسر في الرقبة وقطع في الحبل الشوكي من البقاء على قيد الحياة على الإطلاق، ناهيك عن البقاء على قيد الحياة تحت الرعاية المنزلية من والديه، وقال : "لو ارتكب والدا أوليفر والقائمون على رعايته خطوة خاطئة واحدة خلال هذين الشهرين، لكان ذلك قد أدى إلى وفاته".

بحثاً عن علاجات محتملة لأوليفر، اتصل والداه ببايدون بعد أن علما بأبحاثه الرائدة في مجال العلاج بالخلايا الجذعية ، وأخبرهم معظم الأطباء أن الجراحة والسفر المصاحب لها سيكونان محفوفين بالمخاطر، لكن بايدون قال إن حقيقة بقاء أوليفر على قيد الحياة لهذه المدة الطويلة توفر قدراً من الأمل.

ولتغطية تكاليف السفر والجراحة، تواصلت عائلة ستاوب مع مؤسسة توني كروس الخيرية، التي أسسها لاعب كرة القدم الألماني السابق لمساعدة الأطفال المصابين بأمراض خطيرة، وقد وافقت المؤسسة على تغطية تكاليف الجراحة والسفر، وسرعان ما أصبح أوليفر من أكثر الأخبار تداولاً في ألمانيا، وأقام غرباء من جميع أنحاء العالم حملات لجمع التبرعات ووقفات صلاة، وأرسلوا تبرعات لتغطية نفقاته الطبية وكلمات تشجيع.

 

تفاصيل الجراحات
 

نُقل أوليفر على متن طائرة طبية إلى شيكاغو في يوليو، وبدأ فريق جراحي كان ينتظر وصوله العمل، وأعادت الجراحة الأولى بناء عمود أوليفر الفقري، حيث تم إصلاح الحبل الشوكي واستخدام قضبان ومسامير من التيتانيوم، لإعادة ربط الجزء الخلفي من رأسه بعموده الفقري.

أُجريت جراحة ثانية بعد يومين لتثبيت الجزء الأمامي من الحبل الشوكي وإصلاح فتق الحبل الشوكى، وقال بايدون إن هذه العمليات الجراحية كانت محفوفة بالمخاطر بالنسبة لطفل يبلغ من العمر عامين ، لأنه لا يتحمل فقدان الدم، وبالفعل كانت الأيام القليلة الأولى بعد العمليات الجراحية مروعة، حيث توقف قلبه في مرحلة ما، وكان يعاني من تورم في الدماغ.

لكن في غضون خمسة أيام، ابتسم أوليفر لأول مرة منذ الحادث، وبعد شهر، تمكن من الإمساك بيد والدته، ودفع أحدهم بعيدًا، وإدراك شعوره بالحاجة إلى التبول.

وقال بايدون إن الأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أن أوليفر يستطيع الآن أن يتنفس بمفرده، وهو ما يعنى أن العمود الفقري يتواصل مع الدماغ والجسم مرة أخرى.

غادر أوليفر مستشفى شيكاغو في 15 أغسطس، وتخطط عائلته للانتقال بشكل دائم إلى المكسيك من ألمانيا، للعيش بالقرب من عائلة لورا، كما يتوقع الأطباء أن يتمكن أوليفر من إزالة دعامة رقبته في غضون ستة أشهر.

يخطط آل ستاوب للعودة إلى شيكاغو في ربيع هذا العام، وقد طلب بايدون موافقة خاصة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدام علاجه بالخلايا الجذعية، لتحسين وظائف أوليفر البدنية، وذلك كجزء من التجارب السريرية الجارية.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة