يعد الالتهاب الرئوي من أكثر أنواع التهابات الرئة شيوعًا وخطورة لدى الأطفال، ولا يُدرك العديد من الآباء مدى سرعة تفاقمه، ومع حلول فصل الشتاء وتحول أعراض البرد إلى سعال أو كحة، يحث أطباء الأطفال الآباء على أهمية التعرف على العلامات التحذيرية المبكرة قبل حدوث أي مضاعفات لأطفالهم، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".
يؤثر ذلك الالتهاب على الرئتين، مما يسبب التهابًا وصعوبة في التنفس، لذلك يجب على الآباء ألا يتجاهلوا الأعراض التي تبدو مثل نزلة برد.
يقول أطباء أمراض الرئة لدى الأطفال، إن العوامل المؤدية إلى الالتهاب الرئوي تشمل البكتيريا والفيروسات والفطريات، وهو يصيب الأطفال أكثر من البالغين لأن جهاز المناعة لديهم لا يزال في طور النمو، وتتراوح شدة المرض من خفيفة إلى حادة، خاصةً لدى الأطفال دون سن الخامسة، ويساعد الكشف المبكر والعلاج الفوري على سرعة التعافي، وللحصول على المساعدة في الوقت المناسب، من الضروري الانتباه إلى العلامات والأعراض.
ما تُظهره أحدث الأبحاث حول الالتهاب الرئوي في الطفولة
تشمل أعراض الالتهاب الرئوي عادةً السعال والحمى وصعوبة التنفس، ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2021 في مجلة طبيب الأسرة الأمريكي، تشمل العلامات والأعراض النموذجية.. ما يلى:
سرعة التنفس.
السعال.
الحمى.
فقدان الشهية.
ضيق التنفس.
انكماشات في الصدر.
الخمول
وتُسلط هذه المراجعة الضوء على أن تغيرات التنفس، وليس السعال فقط، تُعد مؤشرات قوية على احتمال الإصابة بالتهاب رئوي، حيث يُعد التنفس السريع أو المجهد وانخفاض الصدر لدى الأطفال الصغار من بين العلامات الكلاسيكية التي يراقبها الأطباء.
تُعدّ العوامل البيئية واللقاحات ذات أهمية بالغة في الوقاية من الالتهاب الرئوي، وقد أكد تحليل نُشر عام 2023 في موقع PubMed على ضرورة الهواء النظيف واللقاحات لحماية رئتي الأطفال، لا سيما في مرحلة نمو جهاز المناعة لديهم، وأشار الباحثون إلى أن العوامل البيئية، مثل تلوث الهواء الداخلي، والازدحام، والتعرض لدخان التبغ، تُشكل عوامل خطر كبيرة للإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال، بينما يلعب التطعيم ضد المستدمية النزلية من النوع ب (Hib) والمكورات الرئوية دورًا حاسمًا في الوقاية.
يزداد خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو لم يتلقوا التطعيمات كاملة، وقد وجدت دراسة حديثة نُشرت هذا العام في المجلة الدولية لطب الأطفال المعاصر أن "نقص الوزن، والتدخين داخل المنزل، وانخفاض معدلات التطعيم، عوامل خطر مستقلة لشدة الالتهاب الرئوي لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد وخمس سنوات"، ويُسلط هذا البحث، الضوء على كيفية زيادة سوء التغذية، والتعرض للدخان، وعدم استكمال التطعيمات بشكل كبير من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي وشدته.
أعراض يجب على الآباء أخذها على محمل الجد
يحدث الالتهاب الرئوي عندما تُسبب العدوى التهابًا في الرئتين، مما يؤدي إلى امتلاء الحويصلات الهوائية بالسوائل أو الصديد، ويجعل التنفس صعبًا، وعند الأطفال، قد تُسببه الفيروسات أو البكتيريا أو حتى الفطريات، ونظرًا لأن أجسامهم لا تزال في طور النمو، لذلك يجب على الآباء الانتباه إلى هذه العلامات التحذيرية:
ـ السعال المستمر: قد يكون السعال أو الكحة الذي يستمر لأيام أو يزداد سوءًا مع مرور الوقت علامة مبكرة على الالتهاب الرئوي، وقد يكون السعال جافًا أو مصحوبًا ببلغم، وذلك بحسب سبب الالتهاب الرئوي.
ـ مشكلات التنفس: تعد شائعة لدى الأطفال المصابين بالالتهاب الرئوي، حيث يجدون صعوبة في التنفس، لذلك بجب على الآباء طلب العناية الطبية فورًا.
ـ الحمى والقشعريرة: الحمى التي لا تزول، إلى جانب القشعريرة أو التعرق، يمكن أن تشير إلى وجود عدوى في الرئتين بسبب الالتهاب الرئوي.
ـ الضعف والتعب: قد يكون الطفل الذي يشعر بالتعب أو الانفعال أو قلة النشاط يعاني من عدوى داخلية مثل الالتهاب الرئوي.
ـ ازرقاق الشفاه أو أطراف الأصابع: هذا يعني أن الطفل مصاب بالتهاب رئوي ويحتاج إلى تدخل فوري، ويجب على الوالدين عدم تأخير العلاج.
ـ فقدان الشهية أو القيء: قد يعجز الأطفال المصابون بالالتهاب الرئوي عن تناول الطعام أو قد يتقيأون بشكل متكرر بسبب السعال.
من الأفضل استشارة طبيب مختص لتشخيص السبب الكامن وراء هذه الأعراض، حيث تتفق هذه الأعراض مع المؤشرات السريرية المعروفة وقد تتطلب تقييمًا فوريًا من قبل طبيب أطفال.
كيفية حماية رئتي طفلك
الوقاية لا تقل أهمية عن الكشف المبكر، وإليكم توصيات منظمات الصحة العالمية:
أثبتت اللقاحات فعاليتها في الوقاية من الالتهاب الرئوي
تؤكد المنظمات الصحية أن التطعيم من أكثر الوسائل فعالية لحماية الأطفال من الالتهاب الرئوي، وتشير منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إلى أن اللقاحات ضد المستدمية النزلية من النوع ب (Hib) والمكورات الرئوية (PCV) والحصبة والسعال الديكي تقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالتهاب رئوي حاد لدى الأطفال الصغار، ويعزز التطعيم مناعة الأطفال قبل تعرضهم للجراثيم التنفسية الخطيرة، مما يقلل من معدل الإصابة وشدتها، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن الوقاية من الالتهاب الرئوي الذي تسببه البكتيريا باستخدام لقاحات مثل لقاح المستدمية النزلية من النوع ب (Hib) ولقاحات المكورات الرئوية المقترنة.
وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن لقاحات الطفولة (بما في ذلك لقاحات المستدمية النزلية من النوع ب، والمكورات الرئوية، والإنفلونزا) تساعد في الوقاية من العدوى التي قد تؤدي إلى الالتهاب الرئوي.
خطوات النظافة الجيدة تُحدث فرقًا كبيرًا
يُعد غسل اليدين المتكرر والنظافة الشخصية من التوصيات الأساسية لوكالات الصحة العالمية، حيث يُزيل غسل اليدين بانتظام بالصابون مسببات الأمراض التي تُسبب التهابات الجهاز التنفسي، مما يُقلل من فرصة دخول الجراثيم إلى الرئتين، وتُؤكد خطة اليونيسف العالمية المتكاملة لمكافحة الالتهاب الرئوي، وغيرها من برامج الصحة العامة، على نظافة اليدين كحجر زاوية للوقاية من الالتهاب الرئوي لدى الأطفال.
ووفقًا لإطار العمل العالمي لليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، تُعد ممارسات النظافة الجيدة، مثل غسل اليدين، من التدابير الوقائية القياسية للحد من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، وبحسب دليل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بشأن الالتهاب الرئوي لدى الأطفال، يُمكن لغسل اليدين بالصابون أن يُقلل من خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.
الهواء النظيف والحد من التلوث والتعرض للدخان
تُسلط كلًا من منظمة الصحة العالمية واليونيسف الضوء على المخاطر البيئية، مثل تلوث الهواء الداخلي والتدخين السلبي، باعتبارها عوامل رئيسية تُسهم في الإصابة بالتهاب الرئة لدى الأطفال، ويُساهم الحد من تعرض الأطفال لدخان السجائر وتلوث الهواء المنزلي في حماية رئتيهم وتقليل خطر الإصابة بالعدوى، كما تُعد البيئات النظيفة الخالية من الدخان ضرورية للأطفال الذين لا يزال جهازهم المناعي في طور النمو.
وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن الحد من تلوث الهواء الداخلي والتعرض لدخان التبغ جزء من استراتيجية الوقاية من التهاب الرئة، ووفقًا لليونيسف، يُؤدي تلوث الهواء إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، بما في ذلك التهاب الرئة، لدى الأطفال.
التغذية والرضاعة الطبيعية تبنيان مناعة قوية بشكل طبيعي
التغذية الجيدة تقوى جهاز المناعة، مما يجعله أكثر قدرة على مكافحة العدوى مثل الالتهاب الرئوي، ولا تقتصر فوائد الرضاعة الطبيعية الخالصة خلال الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل على تغذية الرضع فحسب، بل توفر لهم أيضًا أجسامًا مضادة بالغة الأهمية وحماية مناعية تقلل من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي.
وتؤكد إرشادات منظمة الصحة العالمية لصحة الطفل على أهمية الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية الكافية في تعزيز المناعة الطبيعية، ووفقًا للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، فإن الرضاعة الطبيعية الخالصة لمدة ستة أشهر تبني مناعة قوية ويمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي، كما تُعدّ التغذية الكافية والرضاعة الطبيعية الخالصة من العوامل الرئيسية للوقاية منه لدى الأطفال، وذلك وفقًا لمنظمة اليونيسف المعنية بصحة الطفل.