عصام محمد عبد القادر

عن الجيش المصري العظيم.. الحفاظ على الأمن القومي.. مواكبة التطور.. دحر الإرهاب ووأد الشائعات المغرضة

الإثنين، 22 ديسمبر 2025 12:10 م


منعة الدول مستمدة من قدراتها العسكرية التي تؤمن بها الشعوب، وتعززها بمزيد من الدعم المادي، والمعنوي؛ فمن يمتلك جيشًا قويًا يمتلك حريته وأمورًا عديدة، يأتي في مقدمتها المقدرة على فرض حالة الأمن، والأمان، وتعضيد الاستقرار؛ فلا أطماع، ولا أوجاع من جياع يعتمدون على نهب الثروات، وهتك الحرمات، وتجاوز الحدود، والنيل من المقدرات، والإطاحة بأصول الأوطان، وقلب الموازين من أجل مخططات قد أضحت معلنة، بل ويتباهى بها المفسدون في الأرض بكل بساطة.

الجيش المصري العظيم قد سطر ملاحم عدة؛ حيث حقق انتصارًا سجله التاريخ الحديث بماء من ذهب، وهنا لا نتحدث على فوز عسكري مستحق، بل أيضًا نؤكد أن الإصرار على أخذ الحقوق، وبتر أهل الشرور، والإطاحة بخيال أجوف لقوى عسكرية قد ظنت أنها الأقوى، والتي لا تقهر، وأن النيل منها، ومن خطوط دفاعها أمرٌ مستحيلٌ، كما نشير إلى عزيمة المؤسسة الوطنية المدعومة من شعب أصيل قد تجرد من كل شيء، وقد كافح مع الوطن من أجل تحقيق النصر المبين.

من أجل حرية البلاد بذل الغال، والنفيس، وقد رويت الأرض بالدماء، وفي سبيل تحقيق ماهية الأمن القومي؛ فقد تسلح الجيش بالإيمان، ورفع من جاهزيته على مدار الساعة؛ كي يثبت للعدو المتربص بالبلاد أن مصر، وأمنها، واستقرارها خط أحمر، لا يتجاوزه أحد، مهما امتلك من العدة، والعتاد؛ فالشجاعة المكسوُّة بخبرة الميدان، وروح التضحية، والاصطفاف الشعبي من مقومات، ودعائم مؤسساتنا العسكرية، التي جميعا دون استثناء نعشقها، ونكن لمنتسبيها كل تقدير، واحترام، وامتنان.

الحفاظ على الأمن القومي المصري من الأولويات الرئيسة التي تقع على كاهل جيشنا العظيم، ومهمة وطنية تشكل أهمية قصوى؛ فلا مجال لخضوع الدول، ومؤسساتها للابتزاز؛ فإن ذلك دونه الرقاب، فقد تربى أبناء المؤسسة العسكرية على أمر جامع يقوم على مبدأ معلن؛ ألا وهو النصر، أو الشهادة؛ ومن ثم  فقد باتت التضحية مطلبًا ضروريًا على المستوى العسكري، والشعبي؛ لأن الانكسار ليس له وجود في القاموس، والتاريخ المصري منذ فجر التاريخ.

  الجيش المصري العظيم حقق معادلة الأمن القومي في سيناء الحبيبة، فكانت اليد تعمر، والأخرى تدحر الإرهاب، وتقضي على مقوماته، وبراثنه؛ فأصبحت شبه جزيرة سيناء واحة للتنمية المستدامة عبر مشروعات قومية متنوعة، ناهيك عن ربط مبهر مع المحافظات الحدودية عبر أنفاق عديدة قد تم تدشينها وفق أرقى، وأحدث التقنيات بمخططات هندسية رائعة، وهذا يؤكد أن المعركة لها شقان، أحدهما عسكري، والآخر تنموي.

الحروب ليست غاية في حد ذاتها؛ لكنها تعيد الحقوق من قبل المغتصبين، ومن خلالها يمكن رفع راية السلام، التي تنبري عن قوة، وليس من قبيل الاستسلام، أو الضعف؛ فالفارق رهيب؛ ومن ثم تبدأ مرحلة الإعمار، التي يتم من خلالها الحفاظ على مكتسبات الحروب؛ ومن ثم نتفهم أن الأمن القومي لا تنفصل، أو تتباين أبعاده عن بعضها البعض؛ فالعلاقة طردية إيجابية بصورة واضحة في الأذهان.

القيادة السياسية قد أدركت منذ اللحظة الأولى أن جيش مصر في مقدمة أولويات التطوير، والتحديث، سواءً لمقدراتها المادية، أو البشرية؛ فسارعت بالتسليح وفق تنوعاته المتطورة، ودشنت القواعد العسكرية في ربوع الوطن، وعلى امتداد حدوده وفق رؤى استراتيجية آنية، ومستقبلية، وهذا يؤكد الإدراك التام بمجريات الأحداث المتلاحقة على الساحتين: الإقليمية، والعالمية، ويثبت أن وجهة نظر القيادة الرشيدة محقة؛ فكثيرًا ما قد شكك الكائدون للوطن في كل ما قد تم اتخاذه من إجراءات بشأن تطوير المؤسسة العسكرية.

الحفاظ على الأمن القومي المصري رغم أنها مهمة أصيلة لجيشنا العظيم؛ إلا أن ما يقويه شعبه الواعي، الذي يدرك حجم التحديات، وصورة التغيرات الجيوسياسية؛ فمصر تمتلك عقيدة راسخة في تراثها، وثقافتها وما تحويه حضارتها المتجذرة منذ بدء الخليقة؛ حيث تتمثل في المثابرة من أجل بلوغ الغاية؛ لذا قهر هذا الشعب العظيم، ومؤسساته الوطنية كل صور العدوان التي مرت على هذه البلاد المتفردة بمنتسبيها.

التنمية المستدامة تحتاج إلى أمرين اثنين يتمثلان في الحكمة، والقوة، كما أن هذه التنمية تعزز بالجهود المضنية من أجل فتح مسارات الشراكة، وجذب الاستثمار على المستويين: الداخلي، والخارجي، وهذا ما كان ليحدث لولا قيادة سياسية حكيمة، وجيش مخلص، ومؤسسات وطنية فاعلة قد حققت المعادلة الصعبة، وتجاوزت عنق الزجاجة، وتغلب على أصحاب الأجندات الذين لم يكن في أذهانهم إلا السيطرة، والتحكم، والذهاب إلى نفق مظلم يغرق البلاد، والعباد؛ لتصبح غنيمة لهم أبد الدهر.

قوة الجيش تبعث فينا أملا قد طال انتظاره؛ حيث المزيد من التنمية في شتى المجالات عبر بيئة مواتية، يغلفها الأمن، والأمان بكافة ربوع هذا الوطن، الذي يسكن في القلوب، ويتربع على الأفئدة، وهنا ندرك العلاقة القوية بين جاهزية الجيش، وقوة سريان قطار التنمية؛ فهما متلازمان؛ إذ يصعب أن يتقدم القطار في أرض وعرة، يشوبها ممارسات الإرهاب الأسود، الذي ينال من الحجر، والبشر؛ لكن عندما يبتر هذا العدو اللدود بقوة الجيش الغاشمة، والمفرطة؛ فإن الرسالة جلية لكل من تسول له نفسه النيل من تلك البلاد العاتية بأبنائها الشجعان.

في ظل جيش عظيم قد استطاعت مصر، وبحكمة قيادتها الرشيدة أن تتجاوز الصعاب، كما أنها لا تعبأ بالتهديدات؛ فالشعب منذ اللحظة الأولى قد فوض القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية في اتخاذ ما يلزم من إجراءات؛ وذلك من أجل حماية مقدراتنا، وأمننا القومي، بل خرج عن بكرة أبيه؛ ليقول بلسان مبين نحن مع جيشنا، وقائده في قلب ميدان المعركة، ونقبل بالتحدي مهما بلغت التحديات، وهذا ما أثلج الصدور، وأكد للعالم كله أن مصر على قلب رجل واحد.

نتابع باهتمام بالغ ما يصدر عن المؤسسة العسكرية من بيانات رسمية من خلال المتحدث الرسمي لقواتنا المسلحة المصرية، ونفخر بكل تقدم يشار إليه، سواءً ارتبط بتوفير أحدث التجهيزات القتالية لجنود مصر الأبرار، الأطهار، أو تعلق بالجاهزية القتالية، والاستعداد اللوجستي من أجل بلوغ الهدف المنشود، ونثق أن جيشنا قادر على حماية بلادنا الحبيبة.

مواكبة التطور قد بات أمرا واقعيًا، يمارس بالمؤسسات المعنية بالتصنيع العسكري، وتلك نقلة نوعية، كثيرًا ما حلمنا بها، وبالطبع يعود الفضل في ذلك إلى الله - تعالى –، ثم القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي لم يدخر جهدًا في تقديم الدعم اللوجستي لجيشنا العظيم؛ ليصنع تاريخًا جديدًا، يقوم على ماهية الاكتفاء، بل يطمح في الريادة، والتنافسية في مجال يشكل تحديًا كبيرًا لدى كثير من الدول المتقدمة على وجه الخصوص، وهنا نعي ماهية المواطنة الصالحة، ودورها في العمل الجاد، والدؤوب من أجل رفع راية هذا الوطن الكبير.

قوة الجيوش مرهونة بتطويرها المستدام؛ حيث توظيف التقنية الحديثة في المجال العسكري، وبالتدريب القتالي، ورفع الكفاءة القتالية بصفة مستمرة، وثمرة ذلك نرصده في مسرح العمليات؛ إذ يستطيع الجيش أن يردع كل من تسول له نفسه من النيل من أرض مصر الغالية، وأن يحبط كل المحاولات، التي تقوم بها الجماعات الإرهابية من أجل زعزعة الاستقرار، وتقويض ماهية الأمن، والأمان في البلد الأمين.

سلام الدول مع مصر يقوم على مسلَّمة رئيسة، تتمثل في قوة جيشها، وتماسك شعبها، ولحمته، وتعزيزه لمؤسسات الوطن؛ ومن ثم نرصد علو هامة الدبلوماسية الرئاسية المصرية، التي لا تتقبل، ولا تقبل التفريط في ذرة رمل، ولا تتراجع عن موافقها المشرفة، ولا تترك قضايا دون أن تنتصر؛ لذا فقد بات الاصطفاف خلف القيادة السياسية، وجيشنا العظيم فرض عين على مدار الساعة؛ لنحافظ سويًا على وطن يعيش في قلوبنا جميعًا.

لن تتوقف شائعات مغرضة، تطلقها عناصر مناوئة لتقدم ونهضة هذا الوطن، وعلينا أن نصطف خلف مؤسساتنا الوطنية، ونحرص على تجنب المصادر غير الموثوق فيها، القائمة على فلسفة الادعاءات، عبر ماهية الشواهد والوثائق الزائفة والمفبركة؛ لذا يتوجب أن ندرك ما تقوم عليه أركان دولة عظيمة، أرادت العزة، وسلكت طريق الإعمار؛ لنعي حجم التحديات الجمة، ونتفهم دلالة المثابرة من أجل بلوغ الغايات الكبرى المنشودة؛ ومن ثم تعالوا بنا نجدد ثقتنا في كافة مؤسساتنا الوطنية، وعلى رأسها مؤسسة مصنع الرجال؛ كونها السيف والدرع لهذا الوطن وشعبه العظيم.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة