هرمونات أم توتر.. أسباب التعرق المفرط وطرق العلاج

الأحد، 21 ديسمبر 2025 04:00 م
هرمونات أم توتر.. أسباب التعرق المفرط وطرق العلاج أسباب التعرق المفرط

كتبت مروة هريدى

يبرد الجسم نفسه عن طريق التعرق، ولكن عندما يصبح التعرق مفرطًا، أو غير متوقع، أو يسبب عدم ارتياح في المواقف الاجتماعية، يشعر الكثيرون بالقلق، وهو ما يوضحه تقرير موقع "تايمز أوف انديا".

تُشير الدكتورة ميناكشي جاين، استشارية أولى في قسم الطب النفسي بمستشفى أمريتا في فريد آباد، إلى أنها تفحص العديد من المرضى الذين يُعانون من القلق، ونوبات الهلع، أو صعوبة النوم، ولكن أكثر ما يُزعجهم هو فرط التعرق.

 

ما هو التعرق المرتبط بالقلق؟
 

في البيئات السريرية، يتخذ التعرق المرتبط بالقلق نمطًا محددًا، حيث يبدأ عادةً فجأة، ليس بسبب النشاط البدني، بل بسبب الترقب، كما هو الحال قبل موعد اجتماع، أو أثناء التفاعلات الاجتماعية، أو في الأماكن المزدحمة، وحتى في الأجواء الباردة، تصبح راحتا اليدين رطبتين، ويحمر الوجه، ويتغلغل العرق في الملابس، وهذا ليس وهمًا أو مبالغة، فعندما تشعر بالقلق، يدخل جسمك في حالة "الكر والفر"، مما يؤدي إلى إفراز هرمونات التوتر التي تجعل الغدد العرقية تعمل بجهد زائد، خاصة في راحتي اليدين، وباطن القدمين، والوجه، وتحت الإبطين.

لكن ليس كل تعرق مفرط ناتجًا عن مشكلات نفسية، وهذا فرق جوهري، حيث يعتقد العديد من المرضى أنهم يعانون من "قلق مفرط"، لكن أجسامهم قد تُشير إلى شيء آخر، فالتغيرات الهرمونية، خاصةً خلال فترة ما قبل انقطاع الطمث وانقطاع الطمث، قد تُسبب هبات ساخنة مفاجئة وتعرقًا ليليًا يُشبه أعراض القلق، كما أن مشكلات الغدة الدرقية قد تُسبب تعرقًا مستمرًا، بالإضافة إلى تغيرات في الوزن، وخفقان القلب، أو عدم القدرة على تحمل الحرارة، لذلك من المهم عدم اعتبار كل حالة مرتبطة بالتوتر دون إجراء تقييم طبي شامل من منظور الصحة النفسية.

 

ما يجب الانتباه إليه
 

تقترح الدكتورة جاين ضرورة الانتباه جيدًا للتعرق الليلي، فالقلق قد يُصعب النوم ويُشعرك بالآرق، ومع ذلك، فإن التعرق الليلي الغزير الذي يستدعي تغيير الملابس أو أغطية الوسائد والملايات مرارًا وتكرارًا قد يكون علامة على وجود التهابات، أو اختلالات هرمونية، أو مشكلات صحية أخرى، فإذا كنت تتعرق ليلًا بشكل رئيسي وتفقد وزنك، أو تُصاب بالحمى، أو تشعر بالتعب دون سبب واضح، فلا تتجاهل هذه الأعراض أبدًا.

 

الأدوية والتعرق المفرط
 

قد تكون الأدوية جزءًا من المشكلة أيضًا، فبعض مضادات الاكتئاب، وأدوية القلق، وحتى مسكنات الألم العادية، قد تزيد من التعرق كأثر جانبي، وعادةً ما يتجنب المرضى الحديث عن هذا الأمر لاعتقادهم أنه ليس بالأمر الخطير، وفي الواقع، قد يُصعب التعرق المفرط الناتج عن الأدوية الالتزام بالعلاج ويُقلل من جودة الحياة، وغالبًا ما يكون التغيير ممكنًا.

وتكشف الدكتورة جاين أن من أهم ما تخبر به مرضاها هو أن التعرق الناتج عن القلق أمر طبيعي ويمكن السيطرة عليه، وليس علامة ضعف، ويمكن للعلاج النفسي، واستراتيجيات إدارة التوتر، والأدوية عند الضرورة، أن تساعد كثيراً في تخفيف الأعراض، كما أن تعلم كيفية تحديد العوامل التي تثير هذه الحالة، مثل الكافيين، وقلة النوم، والإفراط في التحفيز الذهني المستمر، يُعد مفيدًا للغاية، حيث تكون الرعاية الصحية النفسية أكثر فعالية عندما تتكامل مع الرعاية الصحية الجسدية، فإذا لم يتوقف التعرق، أو ازداد سوءًا، أو ترافق مع أعراض جسدية أخرى، فلا بد من تعاون الطبيب وأخصائي الصحة النفسية لتحديد السبب.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة