أكدت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والمحللة السياسية، أن هناك تقصيراً دولياً واضحاً في حماية أطفال قطاع غزة وتوفير الإغاثة العاجلة لهم، مشيرة إلى أن تضارب المصالح وازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي تحول دون اتخاذ خطوات فعلية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية.
ازدواجية المعايير وغياب الضغط الحقيقي
أوضحت تمارا حداد في مداخلة عبر تطبيق زووم لقناة إكسترا نيوز، من مدينة رام الله أن الكثير من الدول تكتفي ببيانات الإدانة الشكلية دون ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال الإسرائيلي، لافتة إلى أن هذه الدول لا تزال تمد إسرائيل بالسلاح وتحافظ على علاقاتها الأمنية والاقتصادية والسياسية دون تغيير.
وأكدت تمارا حداد أن الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على الضغط الفعلي، لكنها لا تزال تضع مصالحها الاستراتيجية في إعادة هيكلة الشرق الأوسط فوق الاعتبارات الإنسانية، مما يعيق الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
كارثة إنسانية يفاقمها البرد والجوع
وعن الوضع الميداني، وصفت تمارا حداد الحالة الإنسانية بـ الصعبة للغاية في ظل الظروف المناخية القاسية، حيث غرق وتضرر أكثر من 85 ألف خيمة نتيجة الأمطار، مما أدى لانتشار الأمراض ووفاة عدد من الأطفال بسبب البرد القارس ونقص المناعة الناتج عن سوء التغذية.
وأشارت تمارا حداد إلى أن التقارير الميدانية تؤكد أن شخصاً من بين كل ثمانية أشخاص في غزة يعاني من سياسة تجويع ممنهجة، رغم المحاولات الدولية الخجولة لإدخال المساعدات التي لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات السكان.
مفاوضات متعثرة وتحديات المرحلة القادمة
وفيما يخص المسار السياسي، لفتت تمارا حداد إلى وجود عقبات كبيرة في الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، حيث تتذرع إسرائيل بقضايا أمنية وسلاح حركة حماس لتبرير استمرار وجودها العسكري في مناطق عازلة.
وحذرت تمارا حداد من أن استمرار المماطلة في المفاوضات ينعكس سلباً على حياة المدنيين ويزيد من تفاقم الكارثة الإنسانية، مؤكدة أن التحذيرات الأممية الصادرة عن اليونيسف والأونروا لم تترجم حتى الآن إلى خطوات عملية على أرض الواقع لإنقاذ جيل كامل من أطفال غزة.