مشاهير مش موجودين.. مغنيين وفرق غنائية وموديلز مصممين بالذكاء الاصطناعى ولديهم متابعين.. فرقة مولدة بالـ AI تحصد أكثر من مليون مستمع على منصة شهيرة.. وعارضة أزياء فى مجلة فوغ تثير مخاوف بشأن معايير الجمال

الأحد، 21 ديسمبر 2025 04:00 م
مشاهير مش موجودين.. مغنيين وفرق غنائية وموديلز مصممين بالذكاء الاصطناعى ولديهم متابعين.. فرقة مولدة بالـ AI تحصد أكثر من مليون مستمع على منصة شهيرة.. وعارضة أزياء فى مجلة فوغ تثير مخاوف بشأن معايير الجمال فرقة غنائية بالذكاء الاصطناعي

كتب خالد إبراهيم

يوما بعد يوم، تزداد المخاوف من توسع وتوحش الذكاء الاصطناعى من حولنا، حتى أصبح مصدر خطر للكثير من المهن، حيث حلت "الروبوتات" بديلا للبشر فى بعض المهن، ورغم أنه حتى الآن لم تتأثر هذه المهن التأثر الكبير، بسبب إيجاد الحلول والبدائل، إلا أن المخاوف تزداد من توليد "مشاهير" بالذكاء الاصطناعى، حيث تمتليء مواقع التواصل الاجتماعى بحسابات وأشخاص وهميين ورقميين مولدين بالذكاء الاصطناعى، ومع ذلك يحصدون عدد كبير قد يصل إلى الملايين من المتابعين، وخلال هذا التقرير نستعرض الشخصيات والفرق المصنعة بالذكاء الاصطناعى وتحظى بانتشار واسع.

موديل بالذكاء الاصطناعي
موديل بالذكاء الاصطناعي

فرقة AI تحصد مليون مستمع على منصة شهيرة

لم تكن فرقة موسيقى الروك "ذا فيلفيت صن داون" المولدة بالذكاء الاصطناعى موجودة قبل أسبوعين، لكنها اليوم تفخر بأكثر من نصف مليون مستمع على إحدى منصات الاستماع والأغانى، وتستعد لإصدار ألبومها الثالث، فقد أصبحت الفرقة أكثر إلهاما على الإطلاق، أو أنها ببساطة تلعب وفقا لقواعد مختلفة، فقد ظهرت الفرقة "ذا فيلفيت صن داون" فجأة قبل أسبوعين، لكنها تمكنت من إصدار ألبومات، وأعلنت بالفعل أن ألبومها الثالث سيصدر على منصة أغانى شهيرة، وتفخر الفرقة بالفعل بـ 500 ألف مستمع شهريا على منصة أخرى، ولا تظهر أى علامات على التباطؤ، لكن النجاح المفاجئ وجدول إصدار الألبومات القياسى لفتا الانتباه إلى الفرقة هذا الأسبوع، حيث اتهم الكثيرون "ذا فيلفيت صن داون" بأنها خدعة مولدة بالذكاء الاصطناعى، وفى الحقيقة، تشير جميع الدلائل إلى ذلك.

فرقة غنائية بالذكاء الاصطناعي
فرقة غنائية بالذكاء الاصطناعي

ووفقا لموقع oddity central، فإنه، يبدو أن الصور المنشورة على حساب الفرقة الموسيقية على إنستجرام قد صنعت باستخدام الذكاء الاصطناعى، ثم هناك حقيقة أن أسماء أعضاء الفرقة - غابى فارو، وعازف الجيتار لينى ويست، وعازف السينثسيزر ميلو راينز، وعازف الإيقاع أوريون "ريو" ديل مار - لا يمكن تتبعها إلا إلى حساب الفرقة على إنستجرام، والذى يبدو أنه أنشئ نهاية الشهر الماضى، حتى أن فرقة "ذا فيلفيت صن داون" نشرت على منصة ديزر تنويها جاء فيه: "قد تكون بعض أغانى هذا الألبوم قد أنتجت باستخدام الذكاء الاصطناعى".

عندما انتشر خبر الصعود الصاروخى لفرقة "ذا فيلفيت صن داون" على المنصة، أثير جدل كبير حول إنجازاتها فى فترة قصيرة، لكن القائمين على المشروع أكدوا أن الفرقة مولدة بالذكاء الاصطناعى.

جاء فى السيرة الذاتية للفرقة: "ذا فيلفيت صن داون هو مشروع موسيقى مولد بالذكاء الاصطناعى، موجه بتوجيه إبداعى بشرى، وملحن ومؤثر صوتيا ومصورا بدعم من الذكاء الاصطناعى.. هذه ليست خدعة، بل هى مرآة.. استفزاز فنى مستمر يهدف إلى تحدى حدود التأليف والهوية ومستقبل الموسيقى نفسها فى عصر الذكاء الاصطناعى، جميع الشخصيات والقصص والموسيقى والأصوات وكلمات الأغانى هى إبداعات أصلية مولدة بمساعدة أدوات الذكاء الاصطناعى المستخدمة كأدوات إبداعية.. أى تشابه مع أماكن أو أحداث أو أشخاص حقيقيين أحياء كانوا أم أمواتا هو محض صدفة وغير مقصودة".

 

عارضة أزياء على مجلة فوج

فى عدد أغسطس المطبوع من مجلة فوغ، يظهر إعلان لاحدى العلامات التجارية، عارضة أزياء شقراء مثالية ترتدى فستانا مخططا وبدلة لعب مزينة بالزهور من مجموعة الصيف الخاصة بالعلامة التجارية، ويكشف الإعلان، بخط صغير فى أحد أركانه، أنها صممت باستخدام الذكاء الاصطناعى، فى حين أن مجلة فوغ تصرح بأن نموذج الذكاء الاصطناعى لم يكن قرارا تحريريا، إلا أنها المرة الأولى التى يظهر فيها شخص مصمم بتقنية الذكاء الاصطناعى فى المجلة.

أيتانا
أيتانا

أثار الإعلان جدلا واسعا، ويثير تساؤلات حول ما يعنيه هذا بالنسبة لعارضات الأزياء الحقيقيات اللواتى ناضلن من أجل تنوع أكبر، وبالنسبة للمستهلكين - وخاصة الشباب - الذين يعانون بالفعل من معايير جمال غير واقعية.

سيرافين فالورا هى الشركة التى تقف وراء إعلان العلامة التجارية المثير للجدل، وقد صرحت مؤسستا العلامة التجارية، فالنتينا جونزاليس وأندريا بيتريسكو، لـ BBC أن بول مارسيانو، الشريك المؤسس للعلامة تواصل معهما عبر إنستجرام، وطلب منهما إنشاء نموذج ذكاء اصطناعى كجزء من حملة العلامة التجارية الصيفية، وتقول غونزاليس: "أنشأنا له 10 نماذج أولية، واختار امرأة سمراء وأخرى شقراء، وقمنا بتطويرها".

توضح غونزاليس أن هناك اعتقادا خاطئا شائعا بأن إنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعى أمر بسيط، بل هو فى الواقع عملية معقدة، وتضم الشركة 5 موظفين ينشئون نماذج ذكاء اصطناعى، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى شهر من لحظة ظهور الفكرة حتى اكتمال المنتج، وتقول المؤسستان إنهما تتقاضى أجورا تصل إلى مئات الدولارات لعميل مثل هذه العلامة التجارية.

لكن فيليسيتى هايوارد، عارضة الأزياء والتى تعمل فى هذا المجال منذ أكثر من عقد، تقول أن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعى فى حملات الأزياء "يبدو كسولا ورخيصا"، إما أن العلامة التجارية تفعل هذا لخلق نقطة نقاش والحصول على دعاية مجانية، أو أنها تريد خفض التكاليف ولا تفكر فى عواقب ذلك، ووصفت قرار مجلة Vogue بإدراج الإعلان بأنه "محبط للغاية ومخيف"، وتخشى أن يقوض سنوات من العمل نحو مزيد من التنوع فى هذه الصناعة.

وحذرت من أن استخدام عارضات الأزياء بالذكاء الاصطناعى "ضربة أخرى فى الصميم، وستؤثر بشكل غير متناسب على عارضات الأزياء بمقاسات كبيرة"، بينما يصر غونزاليس وبيتريسكو على عدم ترسيخ معايير جمالية ضيقة، ويقول بيترريسكو: "نحن لا نبتكر إطلالات غير مرضية، بل أن نموذج الذكاء الاصطناعى الخاص بالشركة يبدو واقعيا تماما.. فى النهاية، جميع الإعلانات مصممة لتبدو مثالية، وعادة ما تضم عارضات أزياء، لذا فإن ما نفعله لا يختلف عن ذلك".

ويضيف غونزاليس لـ BBC: "لقد نشرنا صورا مصممة بالذكاء الاصطناعى لنساء بدرجات بشرة مختلفة، لكن الناس لا يتفاعلون معها لا نحظى بأى تفاعل أو إعجاب، فى نهاية المطاف، نحن شركة ونستخدم صورا على إنستجرام تثير نقاشا وتجذب لنا عملاء.

 

أول مطربة ذكاء اصطناعى تتفوق على البشر

شهدت صناعة الموسيقى خلال الأشهر الماضية حدثا استثنائيا: مغنية R&B افتراضية تدعى زانيا مونيه حققت أكثر من 17 مليون استماع خلال شهرين، ووقعت عقدا قياسيا بقيمة 3 ملايين دولار، وصعدت أغنيتها إلى قوائم Billboard، المفارقة أن هذه المطربة ليست إنسانا على الإطلاق، بل ثمرة تعاون بين خيال بشرى وخوارزمية ذكاء اصطناعى.

زانيا مونيه
زانيا مونيه

مبتكرة "زانيا مونيه" هى تاليشا جونز، مصممة وشاعرة تبلغ من العمر 31 عاما من ولاية ميسيسيبى الأمريكية، استخدمت جونز منصة الذكاء الاصطناعى Suno – وهى أداة تشبه "ChatGPT" لكنها مخصصة لصناع الموسيقى – لتحويل كلماتها الشعرية إلى أغان كاملة بإنتاج موسيقى متكامل.

أغنية مونيه الشهيرة "How Was I Supposed to Know?" وصلت إلى المركز العاشر فى تصنيف مبيعات الأغانى الرقمية لفئة R&B، والمركز 22 على قائمة المبيعات العامة، محققة أرباحا تقدر بنحو 52 ألف دولار حتى الآن. كما حققت أغنيتها الأخرى "I Ask For So Little" أكثر من 1.5 مليون استماع، بينما تجاوز إجمالى استماع ألبومها المصغر خمسة أغان 12 ألف وحدة استهلاكية موسيقية.

تحولت تجربة جونز من مشروع فنى تجريبى إلى صفقة كبرى مع شركة الإنتاج المستقلة Hallwood Media، التى يرأسها التنفيذى الشهير نيل جاكوبسون. الصفقة، التى وصلت قيمتها إلى ثلاثة ملايين دولار، جاءت بعد منافسة حادة بين عدة شركات سعت إلى توقيع أول فنانة افتراضية من هذا النوع.

لكن هذا النجاح يفتح الباب أمام أسئلة قانونية وأخلاقية معقدة، إذ لا يزال القانون الأمريكى يعترف فقط بالأعمال التى تتضمن "عنصرا بشريا" كشرط أساسى للحماية بحقوق الطبع والنشر. أما الأغانى المنتجة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعى، فهى تقع فى منطقة رمادية قانونيا.

أما الشركات مثل Spotify وApple Music فلم تحدد بعد سياسات واضحة بشأن الأغانى التى تنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعى، ما يجعلها تعامل حاليا كالأغانى التقليدية من حيث الأرباح والعرض. إلا أن هذا الوضع المؤقت قد لا يستمر طويلا، خصوصا فى ظل الدعاوى القضائية المرفوعة ضد منصات مثل Suno وUdio، بتهمة تدريب خوارزمياتها على مواد موسيقية محمية بحقوق ملكية دون إذن أصحابها، وفى الوقت نفسه، تظهر موجة جديدة من الفنانين الافتراضيين، مثل "Vinih Pray" بأغنيته "A Million Colors" التى تصدرت قائمة TikTok Viral 50، و"الفرقة الافتراضية The Velvet Sundown" التى اقتربت من تحقيق مليون استماع.

يرى محللون أن الذكاء الاصطناعى قد يمثل أكبر تحول فى الموسيقى منذ ظهور خدمات البث قبل نحو عقدين. البعض يدعو إلى خفض نسب العوائد للأعمال المنتجة بالذكاء الاصطناعى، بينما يحذر آخرون من تهميش المبدعين البشر، لكن نجاح زانيا مونيه يكشف حقيقة لا يمكن تجاهلها: الجمهور يستمع ويعجب، بغض النظر عن كون الفنان إنسانا أو خوارزمية. وبينما يستمر الجدل حول العدالة والحقوق، أثبتت تاليشا جونز أن فنانة غير موجودة يمكنها أن تنافس نجوم الصف الأول.

وربما يكون هذا هو الوجه الجديد للموسيقى: عالم تتقاطع فيه الخيالات البشرية مع خوارزميات ذكية، لتصنع أصواتا جديدة تغير قواعد اللعبة إلى الأبد.

 

انفلونسرز الـ AI يهددون البلوجرز الحقيقيين

فى عصر الذكاء الاصطناعى، لم يصبح ظهرو "انفلونسر الـ AI" أمرا مستحيلا كما قد يظن البعض، لكن ما فاجأ الكثيرين ليس سرعة اندماجهم فى منصات التواصل الاجتماعى، بل حجم الأموال التى يجنونها، حيث تعتبر ليل ميكيلا على نطاق واسع مؤثرة الذكاء الاصطناعى "الأصلية"، إذ أحدثت ثورة فى عالم منصات التواصل الاجتماعى منذ ظهورها عام 2016.

ليل ميكيلا
ليل ميكيلا

وفى العقد الذى تلا ذلك، ازدادت واقعية ليل ميكيلا بالتوازى مع انتشارها ودخلها، حيث احتضنت ميكيلا علامات تجارية كبرى على أمل الاستفادة من نفوذها، حيث ظهرت فى حملات إعلانية لعلامات تجارية مثل بى إم دبليو وسامسونج وكالفن كلاين وبرادا، ويزعم أنها حققت حوالى 10 ملايين دولار أمريكى (7.4 مليون جنيه إسترليني) فى عام 2023 وحده.

لكن ميكيلا ليست سوى واحدة من بين مؤثرين متعددين صمموا باستخدام الذكاء الاصطناعى، ويتمتعون بأعداد هائلة من المتابعين ويحققون ملايين الدولارات من صفقات العلامات التجارية، لكل منهم سماته الشخصية ومهاراته ومميزاته الخاصة التى تسمح له بجذب شريحة معينة من المستهلكين.

ليل ميكيلا، على سبيل المثال، شابة برازيلية أمريكية تبلغ من العمر 22 عاما، مقيمة فى لوس أنجلوس، ومعروفة بشخصيتها النابضة بالحياة وموهبتها الموسيقية، لديها 3.4 مليون متابع على تيك توك، يديرها فريق فى شركة دابر لابز التقنية.

أما أيتانا ذات الشعر الوردى، فهى عارضة لياقة بدنية ولاعبة ألعاب، وتوصف بأنها "أول مؤثرة إسبانية مولدة بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي"، وفى ديسمبر 2023، ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن العلامات التجارية دفعت لمنشئيها "حوالى 1000 دولار أمريكى لكل منشور".

فى حين أن محتوى أيتانا يميل أيضا نحو المحتوى الجنسى - حيث يروج لمحتوى فاضح - إلا أنها تشتهر بتصميمها الواقعى للغاية، وفى الواقع، يبدو مؤثرو الذكاء الاصطناعى الأصليون، مثل ليل ميكيلا، بسيطين نسبيا مقارنة ببعض مؤثرى الذكاء الاصطناعى الأكثر تقدما وواقعية، والموسيقيين، وحتى الممثلين الذين يبرزون بقوة على الساحة.

وقد تلقت تيلى نوروود، التى تعتبر أول ممثلة تعتمد على الذكاء الاصطناعى، اهتماما من العديد من وكالات المواهب الراغبة فى التعاقد مع الشخصية الواقعية المذهلة، مما أثار غضب العديد من نجوم هوليوود، وبالمثل، تصدرت مغنية الآر أند بى، زانيا مونيه، قوائم بيلبورد الأمريكية، ولا يقتصر استخدام الموسيقيين والمؤثرين المولدين بواسطة الكمبيوتر على الشخصيات والتشابهات البشرية لزيادة التفاعل والتواصل مع المتابعين فحسب، بل يتعداه إلى تجارب إنسانية بحتة.

وأثارت ميكيلا جدلا مؤخرا عندما أعلنت عن تشخيص إصابتها بسرطان الدم كجزء من حملة مع البرنامج الوطنى للتبرع بنخاع العظم، وكتب أحد مستخدمى تيك توك ردا على ذلك: "هذه شركة لا تريد أن تدفع لشخص حقيقى مقابل تجربتها الإنسانية الحقيقية. أمر سخيف"، وكتب آخر: "هذا ذوق سيء للغاية. يمكنك الدفاع عن حقوقك دون التظاهر بأنك شخص حقيقى مصاب بمرض حقيقي"، ولكن كما يتضح من نجاح ميكيلا المستمر - حتى مع ظهور المزيد من مؤثرى الذكاء.

الاصطناعى على الساحة - فإن اتساق الشخصية أهم لمستخدمى منصات التواصل الاجتماعى من جودة الصورة فائقة الواقعية، أو حتى الواقعية المطلقة.
وعلى عكس المؤثرين الحقيقيين، لا يتأثر منشئو المحتوى الافتراضى باختلاف المناطق الزمنية أو المسافة أو الموارد المالية، حيث يمكنهم الترويج للمحتوى فى سيول ونيويورك وباريس فى يوم واحد، مع الحفاظ على جذورهم فى لوس أنجلوس.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة