المجاعة في غزة.. معاناة الأطفال مستمرة وآثارها تمتد للأجيال القادمة

سلط تقرير لقناة إكسترا نيوز الضوء على المجاعة فى قطاع غزة، وقال إنه رغم التقارير الدولية التي تتحدث عن تراجع شبح المجاعة، لا يزال أطفال قطاع غزة يدفعون الثمن الأكبر للحصار والعدوان، حيث تعكس أروقة المستشفيات واقعاً مأساوياً يفوق الوصف، مع تزايد حالات سوء التغذية الحاد التي تترك آثاراً صحية مستدامة على أجساد الصغار.

بين التقارير والواقع.. مأساة تتفاقم في مستشفى ناصر

أشارت المنظمات الأممية في تقاريرها الأخيرة إلى تغيرات في مشهد المجاعة بقطاع غزة، إلا أن الواقع داخل مستشفى ناصر جنوبي القطاع يثبت عكس ذلك.

مئات الأطفال يعانون من تدهور صحي حاد نتيجة نقص الغذاء والمكملات الأساسية، مما حول غرف العلاج إلى شاهد عيان على أزمة إنسانية لم تنتهِ فصولها بعد.

أرجوان وياسر.. نماذج لمعاناة الطفولة تحت الحصار

الطفلة أرجوان الدهيني، ذات السنوات الأربع، تزن حالياً أقل من 10 كيلوغرامات، ولم تعد تقوى على المشي أو النمو الطبيعي بسبب سوء التغذية الحاد الذي أصابها منذ بداية العدوان.

وفي الغرفة المجاورة، يواجه الطفل ياسر عرفات المصير ذاته، وسط مخاوف والدته من فقدانه كما فقدت شقيقه الأكبر الذي راح ضحية الجوع والمرض، في ظل عجز الأطباء عن توفير العلاج اللازم لغياب الإمكانيات.
عقبات إسرائيلية تهدد بانهيار العمليات الإنسانية

حذرت منظمات دولية، من بينها برنامج الأغذية العالمي ومنظمة "كير"، من خطر انهيار العمليات الإنسانية في القطاع، وأرجعت هذه المنظمات الأزمة إلى العراقيل الإسرائيلية المتمثلة في إجراءات التسجيل المعقدة والتعسفية لدخول شاحنات المساعدات، مما يحرم آلاف العائلات من الوصول إلى الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية والطبية الضرورية.

أرقام صادمة.. جيل كامل في دائرة الخطر

وفقاً للمركز الدولي للتصنيف الأمني، يواجه نحو 101 ألف طفل في غزة (تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 59 شهراً) خطر سوء التغذية الحاد، من بينهم أكثر من 31 ألف حالة تصنف كـ خطيرة جداً، هذه الإحصائيات تؤكد أن تداعيات المجاعة لن تقتصر على اللحظة الراهنة، بل ستخلف آثاراً كارثية طويلة الأمد على صحة ومستقبل أطفال القطاع.