أكرم القصاص

أنا «محمد صبحى».. لم ينته الدرس للهمجى والجوكر

الأحد، 21 ديسمبر 2025 10:00 ص


قد يختلف البعض أو يتفق مع آراء الفنان الكبير محمد صبحى، أو حول أعماله أو بعضها، لكن أحدا لا يمكن أن يختلف حول قيمة الرجل وما قدمه من منجز فنى للمسرح والتليفزيون والسينما، لكن يظل منجزه الرئيسى فى المسرح، خاصة أعماله الكبرى التى قامت مع الكاتب الكبير  لينين الرملى، أحد أهم  من كتبوا  للمسرح، وقدم مع الفنان محمد صبحى أعمالا مهمة منذ أسس معه فرقة «ستوديو 80» فى مطلع الثمانينيات من القرن العشرين، وقدما معا مسرحيات نجحت فوق خشبة المسرح، وعلى شاشة التليفزيون، أهمها «انتهى الدرس يا غبى» عام 1975، كما قدم «هاملت» التى كانت مشروع تخرجه، وقدمها مسرحيا، لكن عند عرضها فى التليفزيون وضعت صبحى ضمن كبار الممثلين بعد مراحل كان يقدم بها أدوارا صغيرة، ومع لينين الرملى قدم أعمالا مع كبار كتاب المسرح، مثل يوسف عوف، وفتحى الإبيارى وغيرهما، وقدم مع لينين الرملى: «الهمجى، إنت حر، وجهة نظر، تخاريف»، والتى نجحت على المسرح ونجحت أكثر عند عرضها فى التليفزيون، وأيضا قدم: «ماما أمريكا، لعبة والست، وكارمن، وسكة السلامة 2000»، والتى نجح خلالها فى تقديم والتذكير بالكبيرين نجيب الريحانى ونعمان عاشور، وفى التليفزيون قدم العديد من الأعمال الجماهيرية، لعل أشهرها «على بيه مظهر» التى كانت أحد أشهر أعماله وقدمته كفنان كوميدى كبير، وبعدها «رحلة المليون»، و«سنبل بعد المليون»، و«يوميات ونيس» «ثمانية أجزاء»، و«فارس بلا جواد».


وفى أعماله سواء المسرحية أو التليفزيونية، قدم فنانين شباب ظهروا معه لأول مرة، وعرفوا الشهرة من العمل معه، ومنهم من أصبحوا نجوما ونجمات كبارا، وقدم أعمالا فى السنوات الأخيرة بدءا من ونيس أو فارس بلا جواد، حملت روحا تعليمية، أو إطارا سياسيا خطابيا، قد يختلف حولها البعض من دون أن يقلل هذا من قيمة فنان تربينا على أعماله الكبرى، مثل «هاملت، وعلى بيه مظهر وانتهى الدرس يا غبى»، وباقى أعماله مع لينين الرملى، نحن أمام  فنان وهب نفسه للفن وحرص على تقديم خبراته لشباب من كل الأجيال، واعتاد أن يطلق كل فترة تعليقات أو آراء بجانب أنه مستمر فى تقديم أعمال وخبرات إلى أجيال مختلفة، وبعد هذا المشوار قدم مسرحية «عيلة أتعمل ليها بلوك»، كمحاولة يتفاعل بها مع ما يجرى من تطورات وانعكاسات السوشيال ميديا، ويواصل إبداعاته على طريقته.


هذا المشوار الطويل والممتد، يضع الفنان محمد صبحى بين كبار عظماء الفن المسرحى والتليفزيونى والسينمائى، والقوة الناعمة المصرية، ضمن سلسال الفنانين الذين اتخذوا الفن رسالة ومهنة، وهو من جيل نجوم كبار مثل العظيم عادل إمام، أمد الله عمره، وأحمد بدير، والراحلين محمود عبدالعزيز وسمير غانم وشادية وسهير البابلى، وسعيد صالح، وغيرهم ويحتل محمد صبحى مكانة مهمة ويحجز مقعدا ضمن الكبار وصناع الوعى، ممن لا يمكن استبعادهم.


نذكر كل هذا بمناسبة بعض ما تعرض له الفنان الكبير العظيم من تطاول، بشكل تجاوز كل أسس الاحترام والتنوع والاختلاف فى الرأى.


محمد صبحى، حتى لو اختلف البعض مع آرائه، فهو أمر يجب أن يتم فى حدود الاحترام، من دون تطاول، والفنان قال رأيه بدون تطاول، وأكد احترامه لتلاميذه وللشعب الشقيق، ووارد أن نختلف مع الطريقة من دون تطاول، لكن بعيدا عن الأصاغر والتقديم الذى ينتجه بعض  الزواحف من ذوى العقول  الزاحفة، وهؤلاء أصابتهم عدوى «السوشيال ميديا» ونقلوها إلى قنوات وإعلاميين ونقاد يدافعون عن الهراء، وبعضهم لا يفرق معه أن يشعل فتنة لصالح الرعاة.


ونؤكد دائما أن من يشعلون الفتن أصغر من حجم وقيمة العلاقات بين مصر والأشقاء العرب، حيث العلاقات والمصالح أقوى من أى تافه، والفتن يشعلها بعض الخوارج، وحسابات تحمل هويات غير حقيقية، ويعرف كل من زار الدول العربية مدى الحب والاحترام من قبل الشعوب الشقيقة لمصر والعكس، وهى حقائق أكبر من الصغار والمدعين هنا وهناك.


الشاهد أننا قد نختلف أو نتفق مع البعض ومع الغير، من دون أن نفقد احترامنا للجميع، ونقول «أنا محمد صبحى فمن أنتم؟!».




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة