هل تكفى رواية واحدة لتخليد اسم الروائى في سجلات الأدب أم أن الاستمرارية شرط للقبول، في حقيقة الأمر الموضوع كله له علاقة بالقدر والحظ والنصيب وما توفره الظروف وما يطرحه الكاتب الذى قد يكتب عملا قويا جدا فيصل المجد ويبلغ الذرى في مجاله، وهنا سوف نتوقف مع أمثلة كتلك.
مرتفعات ويذرنج لإيميلي برونتي
قامت الكاتبة البريطانية إميلى برونتى بنشر روايتها مرتفعات ويذرنج تحت الاسم المستعار إليس بيل عام 1847 وتتحدّث هذه الرواية عن حياة عائلتين خلال جيلين كاملين ضمن منزليهما الفخمين Wuthering حيث تقوم عائلة بتبنّى طفل يتيم يدعى هيثكليف، الذى يعتبر القوة المحركة للأحداث فى الرواية، حيث كان هيثكليف فى البداية مدفوعاً بحبه لكاثرين ثم تحوّل إلى الرغبة بالانتقام منها بسبب ما اعتقده رفضاً له.
هذه الرواية تحوّلت إلى فيلم بعنوان من إخراج ويليام وايلر William عام 1939، وفيلم آخر بنفس العنوان عام 2011 من إخراج أندريا أرنولد Andrea Arnold، وقد حافظت رواية على نفس نسبة المبيعات لمدة 150 سنة ككتابٍ أدبى يُدرّس فى المدارس.
الحارس في حقل الشوفان لجيروم ديفيد سالينجر
تعد رواية "الحارس في حقل الشوفان" للكاتب الأمريكي جيروم ديفيد سالينجر، إحدى أيقونات الأدب العالمى إذ حققت شهرة واسعة بسبب محاورها الرئيسية مثل اليأس والعزلة خلال مرحلة المراهقة، أصبح بطل الرواية هولدن كولفيلد رمزا لتمرد المراهقة، تعالج الرواية قضايا معقدة مثل الهوية والانتماء والخسارة والعلاقات والعزلة.
وصدرت الرواية عام 1951، وكانت فى الأصل موجهة للقراء البالغين، لكنها أصبحت ذات شعبية كبيرة بين القراء المُراهقين، كما ترجمت الرواية إلى أغلب لغات العالم، وبلغت مبيعاتها أكثر من 65 مليون نسخة حول العالم، ويباع حوالي 250,000 نسخة سنويا.
دون كيشوت لميجيل دي سرفانتس
في 16 يناير 1605، نُشر كتاب ميجيل دي سرفانتس، المعروف باسم دون كيشوت، يعتبر الكثيرون أن الكتاب هو أول رواية حديثة وواحدة من أعظم الروايات فى كل العصور، وفقا لما ذكره موقع هيستورى.
بطل الرواية هو، ألونسو كيشانو، الذي تدفعه قراءته المهووسة للروايات الرومانسية إلى الجنون، يتبنى اسم دون كيشوت ويتجول، جنبًا إلى جنب مع مدرجه سانشو بانزا، حول منطقة لا مانشا، وهي منطقة وسط إسبانيا، ويواجه عددًا من التحديات الموجودة بالكامل في ذهنه، يهاجم كيشوت مجموعة من الرهبان، قطيع من الأغنام، بعض طواحين الهواء التي يعتقد أنها عمالقة، القصة العرضية هي قصة كوميدية عن قصد، وتساهم لغتها القديمة المتعمدة في تهكمها بالقصص القديمة للفرسان وأفعالهم.
اتخذ دون كيشوت له رفيقاً اسمه سانتشو وبدأوا مغامرات جيدة، وحين رأى الناس جنون دون كيشوت رغبوا في علاجه، ورسموا لذلك مخططات لجعله يعود إلى سريره، وفي نهاية القصة فإنّ دون كيشوت يعلم أنّه كان غبيّ لا فائدة مما يفعل، ولكن الأوان كان قد فات، حيث أُصيب بحمّى شديدة مات على إثرها وهو على سريره.
على الرغم من أن سيرفانتس لم يحقق سوى ربح متواضع من حقوق النشر، فقد أعيد نشر الرواية في جميع أنحاء إسبانيا والبرتغال خلال العام. على مدى العقد التالي، تمت ترجمته وإعادة نشره في جميع أنحاء أوروبا وقراءته على نطاق واسع في المستعمرات الأمريكية الإسبانية. على مدى القرون اللاحقة، واصل النقاد مدح دون كيشوت وتحليله وإعادة تفسيره.