أكد العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولي والحرب المعلوماتية، أن مشكلة السودان تعود إلى تسعينات القرن الماضي مع وصول عمر البشير إلى الحكم، مشيرًا إلى أن الأزمة جاءت ضمن مخطط برنارد لويس لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وكان أول ملامحه فصل السودان الشمالي عن الجنوبي، وهو ما تحقق بالفعل.
مخططات تقسيم جديدة وموقف مصري حاسم
وأوضح صابر، خلال لقاء ببرنامج الحياة اليوم، مع الاعلامية لبنى عسل، على قناة الحياة، أن هناك مخططًا جديدًا يستهدف تقسيم السودان مرة أخرى، مؤكدًا أن مصر تضع هذا السيناريو كخط أحمر لما له من تداعيات مباشرة وخطيرة على الأمن القومي المصري.
وأشار خبير مكافحة الإرهاب إلى أن قوات الدعم السريع نشأت في الأساس على يد نظام عمر البشير، بهدف التوغل في العمق الشمالي للسودان، والسيطرة على الموارد الاستراتيجية في إقليم دارفور.
تحديات تأمين الحدود المصرية السودانية
ولفت العقيد حاتم صابر إلى أن الحدود المصرية السودانية تُعد من أطول وأوسع الحدود، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على القوات المسلحة المصرية لتأمينها، خاصة مع استغلال هذا الخط في تهريب المواد غير المشروعة، وعلى رأسها المخدرات والأسلحة.
السودان عمق استراتيجي لمصر
وأكد أن الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي لمصر وعمقها الحيوي يتمثل في السودان، مشددًا على أن مصر تبذل كل ما أوتيت من قوة للحفاظ على السودان دولة واحدة متماسكة، لأن أي تقسيم سيؤثر سلبًا وبشكل مباشر على الأمن القومي المصري.
واختتم صابر تصريحاته بالإشارة إلى أن السياسة الأمريكية، خاصة في ظل قيادة دونالد ترامب، تقوم على منطق الصفقات الاقتصادية أكثر من معرفة استخدام القوة العسكرية، معتبرًا أن المصالح المستفيدة مما يحدث في السودان والمنطقة تصب في صالح إسرائيل، وتؤدي إلى إلحاق أضرار مباشرة بالمصالح المصرية.