دعت وزارة الثقافة ممثلة في صندوق التنمية الثقافية الجمهور إلى زيارة عالم نجيب محفوظ، وذلك ضمن ضمن مبادرة "فرحانين بالمتحف الكبير.. ولسه متاحف مصر كتير"، وقالت الوزارة في بيان لها "هل جربت أن تخطو خطوة واحدة فتجد نفسك في عالمين منفصلين؟ عالم صوفي تفوح منه رائحة المسك والعنبر، وآخر شعبي يهمس بحكايات "الحرافيش" وعبير الحارة المصرية؛ الأمر ليس وهمًا او خدعة ، بل فرصة حقيقة للعودة في الزمن إلى عالمين مختلفين عبر بوابة واحدة ، تعبرها إذا اردت ذلك متي زرت متحف "نجيب محفوظ" في تكية محمد بك أبو الدهب".
وأضاف البيان "في قلب حى الغورية، وعلى خطوات قليلة من الجامع الأزهر الشريف، يقف المتحف داخل مبنى أثرى فريد يجمع بين العمارة العثمانية والفن المملوكي، يعود بناؤه إلى عام 1774، هذا المكان اختارته وزارة الثقافة، بعد رحلة طويلة من الانتظار وتجاوز العقبات، ليصبح ابتداءً من عام 2019 البيت الذي يحتضن إرث "أيقونة الرواية العربية" نجيب محفوظ، فتجاور التاريخ المعماري مع تاريخ السرد المصري الحديث فى مشهد واحد، هنا بنى الأمير المملوكي محمد بك أبو الدهب تكيته فى القرن الثامن عشر لخدمة الفقراء وطلبة العلم، طلبًا لوجه الله، وهناك اليوم تستقر روح أديب نوبل؛ شيخ الحارات ولسان البسطاء. تسكن أعماله وصوره ومتعلقاته نفس الممرات والحجرات التى عبر فيها رجال التصوف وطلاب الحكمة، لتصير التكية شاهدًا مضاعفًا على تاريخ مصر الحديث وتحولاته: تاريخ المكان وتاريخ الكاتب معًا.
قاعات متحف نجيب محفوظ
وينقسم متحف نجيب محفوظ إلى مجموعة من القاعات تمثّل فصولًا متتالية من سيرته وإبداعه؛ "قاعة الحارة" تستعيد العالم الذى ألهم محفوظ فى رواياته وشخصياته، و"قاعة أصداء السيرة" تلقى الضوء على ملامح شخصيته وبيئته الأولى، بينما ترصد "قاعة السينما" رحلة أدبه إلى الشاشة عبر أفلام خالدة شكّلت وجدان أجيال متعاقبة. فى "قاعة نوبل" يقف الزائر أمام شهادة العالم لإبداعه، حيث تُعرض صور و وثائق وتوثيقات حصوله على الجائزة، أما "أحلام الرحيل" فتوثق سنواته الأخيرة ونصوصه القصيرة التى كتبها بنبرة متأملة وهمة هادئة.
يقع المتحف فى تكية محمد بك أبو الدهب بشارع التبليطة بالأزهر، فى قلب نسيج القاهرة التاريخية، ليقدّم للزائر حكاية لا تشبه أية حكاية أخرى: حكاية مصر كما رآها نجيب محفوظ؛ رجل جعل من الحارة عالمًا، ومن البسطاء أبطالًا، ومن التفاصيل اليومية فنًّا خالدًا.