هل يجوز الاعتماد على شات جى بى تى فى تفسير القرآن؟.. مظهر شاهين يوضح

تساءل العديد من المواطنين حول جواز الاعتماد على شات جى بى تى فى تفسير القرآن الكريم، وبخاصة بعد طرح الداعية مصطفى حسنى هذا الأمر عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك. 

وذكر الدكتور مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم فى تصريحات خاصة لـ ليوم السابع "نعم يجوز الاستفادة من شات جى بى تى فى قراءة معانى الآيات وتوضيح دلالاتها اللغوية والتاريخية، بشرطٍ جوهري لا بد من التنبيه إليه، وهو ألا يُعتمد عليه اعتمادًا شرعيًّا كاملاً فى تفسير القرآن أو استخراج الأحكام، وألا يُعتبر بديلًا عن التفسير العلمي المعتمد عند العلماء، فالذكاء الاصطناعى يمكن أن يكون معينًا على الفهم، ومساعدًا فى الوصول إلى معاني الكلمات، أو إدراك السياق التاريخي، أو الاطلاع على أقوال المفسرين المعروفين، كما يمكن استخدامه كأداة للتلخيص ووسيلة تساعد في تقريب معاني كتب التفسير الكبار كالطبري والقرطبي والسعدي وابن كثير، بشرط ألا يخترع تفسيرًا من عنده أو يقدم رأيًا لا أصل له، وذلك أن تفسير القرآن علمٌ دقيق يقوم على قواعد وأصول ثابتة، منها معرفة اللغة وأسرار البيان، والاطلاع على أسباب النزول، وفهم الناسخ والمنسوخ، ومعرفة الحديث وعلومه، والإلمام بالمقاصد الشرعية، والرجوع إلى أقوال السلف والمفسرين، وهى أدوات لا يملكها الذكاء الاصطناعي بأي حال من الأحوال، لأنه ليس عالمًا ولا مجتهدًا.

وأضاف الدكتور مظهر شاهين "ومن هنا لا يجوز أن يبتدع تفسيرًا أو يستنبط حكمًا شرعيًا اعتمادًا على فهمه هو؛ لأن الفتوى واستخراج الحكم من الآية يحتاجان إلى علم راسخ وإدراك للنصوص كلها وقواعد الأصول وفهم للواقع". 

وأوضح أن الموقف الشرعى الدقيق هو أن الذكاء الاصطناعى يُعدّ وسيلة مساعدة مثل الكتب ومحركات البحث، يُستفاد منه في جمع المعلومات وتوضيح المعاني، ولا يجوز اعتباره مفسرًا مستقلًا أو مصدرًا معتمدًا في تفسير القرآن، وعبّر العلماء قديمًا عن هذا بقولهم: لا يجوز تفسير القرآن بالرأي المجرّد، وشات جي بي تي إن كُلِّف بالتفسير من عنده دخل فى هذا الباب.

وخلاصة الحكم أنه يجوز استخدام شات جى بى تى لفهم المعانى العامة، وللتلخيص، وللتعلم، ولجمع أقوال العلماء فى المسألة ونقلها، لكنه لا يُعتبر مصدرًا للتفسير الشرعي، ولا يجوز الاعتماد عليه لإصدار الأحكام أو بناء الفتاوى. فهو أداة للفهم، لا مرجعًا للتفسير، والله اعلم.