شهد مقر النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر بالزمالك أمسية أدبية، نظمتها لجنة السرد لمناقشة المجموعة القصصية الجديدة "مقطع فى مخ رجل مجنون" للكاتب الدكتور حسن زين العابدين، بحضور نخبة من النقاد والمهتمين بالسرد وأدب الرحلة.
وأكد المتحدثون أن زين العابدين يُعد من الأصوات السردية التي لا تعترف بالنمط الواحد، فهو كاتب روائي وقصصي ومسرحي يجمع بين التحليل العميق ورفض الخضوع لأي قالب ثابت، وتوقف النقاد أمام قدرته على المزج بين القصة القصيرة والمشهد التأملي وأدب الرحلة، في كتابة تتنقل بحرية بين الأجناس دون افتعال.
وناقشت الندوة المجموعة باعتبارها عملاً يميل إلى السيريالية، حيث يكون الكاتب عالمًا يمزج بين الواقع الحياتي والخيال، ويطرح من خلاله أسئلة الإنسان الكبرى وصراعاته الداخلية.
وأشار النقاد إلى أن زين العابدين يعمل على "أنسنة الجماد" في مقابل "تشييء الإنسان"، وهو طرح يتكئ على خلفية فلسفية واضحة في عدد من النصوص التي تقترب من العبثية والتجريدية.
ولفت الحضور إلى ولع الكاتب بالتفاصيل، معتبرين أن دقّتها لا تأتي بهدف الإطالة، بل لصناعة عالم متكامل يسمح للقارئ بالنفاذ إلى نفسية الشخصيات، كما في قصة "عم واو"، وتميزت لغة العمل بحسب النقاد بقربها من الشعر واعتمادها على السرد الداخلي والإيحاءات، ما منح النصوص روحًا حلمية تتجاوز حدود الواقع.
وتطرقت الندوة إلى حضور نقد الفساد الاجتماعى داخل المجموعة، عبر إشارات رمزية وتخييلية قوية دون مباشرة، إضافة إلى بروز أدب الرحلة كخيط سردى يحوّل الانتقال من مكان لآخر إلى انتقالات داخل الفكر والوعي.
وتتألف "مقطع في مخ رجل مجنون" من 13 قصة موزعة على 90 صفحة، لكنها كما وصف النقاد تشكل رحلة واحدة داخل رأس إنسان يواجه ذاته ويصطدم بأفكاره.
وشارك في النقاش الكاتب والسيناريست د. صلاح معاطي وعدد من الأدباء، مؤكدين أن العمل يكشف عن كاتب لا يخشى التجريب، ويسير بثقة نحو مشروع سردي يخصه وحده.
