ليه الكحة بتزيد بالليل.. طرق سهلة للسيطرة عليها

الثلاثاء، 02 ديسمبر 2025 09:00 م
ليه الكحة بتزيد بالليل.. طرق سهلة للسيطرة عليها السعال ليلا

كتبت مروة محمود الياس

يعاني كثيرون من نوبات سعال تشتد فور حلول الليل، وكأن الجسم اختار أكثر وقت يحتاج فيه للراحة ليبدأ معركة جديدة مع الكحة الجافة أو المصحوبة بالبلغم، فالجهاز التنفسي يتفاعل مع تغير الساعة البيولوجية للجسم ومع وضعية النوم بطريقة تزيد من تهيج الشعب الهوائية أثناء الليل.

وفقًا لتقرير نشره موقع GoodRx الطبي، فإن السعال الليلي يحدث نتيجة تداخل عدة عوامل فسيولوجية تشمل نشاط الجهاز المناعي في المساء، وتغير إفراز بعض الهرمونات، إلى جانب تأثير الجاذبية ووضع الجسم أثناء الاستلقاء. هذه العوامل مجتمعة تجعل المخاط يتجمع داخل الممرات الهوائية وتزداد حساسية الحلق، مما يؤدي إلى الكحة المتكررة التي تعيق النوم.

 سر تفاقم الكحة ليلاً
 

خلال ساعات الليل، يتبدل نشاط الجسم الداخلي، فهرمون الكورتيزول – الذي يساعد عادة في تقليل الالتهاب – ينخفض مع غروب الشمس، مما يسمح بزيادة التفاعل الالتهابي داخل أنسجة الجهاز التنفسي. في الوقت نفسه، تنشط خلايا الدم البيضاء التي تدافع عن الجسم ضد الفيروسات، فيزداد إفراز المواد المسببة للالتهاب كجزء من عملية المقاومة الطبيعية، وهو ما ينعكس في صورة احتقان الأنف والحلق وارتفاع حدة السعال.

كما تميل حرارة الجسم إلى الارتفاع قليلًا أثناء الليل، وهو ما يجعل الشعور بالحمى أو الخمول أكثر وضوحًا، خصوصًا في حالات نزلات البرد أو العدوى الفيروسية.

وضعية النوم وتأثير الجاذبية

الاستلقاء على الظهر يجعل تصريف المخاط من الأنف والجيوب الأنفية أكثر صعوبة، مما يسمح بتجمعه في مؤخرة الحلق. هذا المخاط يُحفّز مستقبلات السعال الموجودة في المجرى التنفسي العلوي، فيبدأ الجسم في السعال كمحاولة لطرده. لذلك يشعر كثيرون أن الكحة تبدأ بمجرد الاستلقاء، وتخف قليلًا إذا جلسوا أو رفعوا الجزء العلوي من أجسامهم.

أما مرضى الارتجاع المعدي المريئي، فيلاحظون زيادة شديدة في السعال الليلي لأن أحماض المعدة قد ترتد نحو الحلق عند الاستلقاء، مسببة تهيجًا إضافيًا للأغشية المخاطية.

العوامل البيئية داخل غرفة النوم

من العوامل التي لا ينتبه إليها البعض وجود مهيجات في بيئة النوم نفسها، مثل الغبار المتراكم في الأغطية أو وسائد الريش، أو شعر الحيوانات الأليفة، أو العفن الناتج عن الرطوبة. كل هذه العناصر قد تُثير الحساسية التنفسية وتُسبب تهيجًا مزمنًا يؤدي إلى كحة ليلية متكررة. لذلك يُنصح بغسل أغطية السرير أسبوعيًا بماء ساخن، واستخدام وسائد مضادة للحساسية، وتهوية الغرفة يوميًا.

كيف يمكن السيطرة على الكحة الليلية؟

التحكم في السعال الليلي يبدأ بمعرفة سببه الحقيقي. في حالات البرد البسيطة، يمكن استخدام وسائل طبيعية فعالة. يُعد البخار الدافئ من أكثر الطرق فاعلية، سواء عبر الاستحمام بالماء الساخن قبل النوم أو باستخدام جهاز ترطيب الهواء. فالبخار يساعد على ترطيب الممرات التنفسية وتقليل التهيج.

كما أظهرت أبحاث متعددة أن العسل الطبيعي قبل النوم بنصف ساعة يهدئ السعال ويحسن جودة النوم، خصوصًا لدى الأطفال، وهو بديل آمن نسبيًا لمثبطات السعال الكيميائية. ويمكن أيضًا الاستفادة من غسول الأنف الملحي لإزالة المخاط العالق وتقليل الاحتقان.

ينصح الأطباء كذلك برفع الرأس والكتفين أثناء النوم باستخدام وسائد إضافية، لتقليل تجمع الإفرازات في الحلق وتسهيل التنفس. أما بالنسبة لمن يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو أو الانسداد الرئوي المزمن، فلابد من مراجعة الطبيب لضبط العلاج الليلي، إذ إن هذه الحالات تحتاج إلى بخاخات موسعة للشعب أو أدوية مضادة للالتهاب تؤخذ في وقت محدد من اليوم لتقليل النوبات الليلية.

متى يجب مراجعة الطبيب؟

إذا استمر السعال لأكثر من أسبوعين، أو كان مصحوبًا بصفير، أو ألم في الصدر، أو ضيق في التنفس، فقد يشير ذلك إلى مشكلة أعمق كالتهاب الجيوب الأنفية المزمن، أو الارتجاع، أو الربو. أما الكحة التي توقظ المريض من النوم بشكل متكرر، فهي لا ينبغي تجاهلها لأنها قد تكون علامة على اضطراب تنفسي يحتاج إلى تشخيص دقيق.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب