استمتع علماء الفلك بعرض فلكى حول نجم شاب، يتمثل في أول تصادمات بين أجسام كبيرة تُشاهد في نظام كوكبي خارج نظامنا الشمسي، وقد يُتيح رصد التصادمات التي تحدث في نظام نجمي شاب لعلماء الفلك نافذةً لفهم الظروف التي تشكل فيها كوكبنا وأشباهه حول الشمس قبل حوالي 4.6 مليار سنة.
وفقا لما ذكره موقع "space"، يقع النجم الشاب على بُعد حوالي 25 سنة ضوئية فقط، ويبلغ عمره 440 مليون سنة، ويعد في مرحلة الشباب حيث إن بالمقارنة يبلغ كوكبنا من العمر 4.6 مليار سنة، ويُعتبر في منتصف عمره.
نظام نجمى آخر
يُقدر أن الأنظمة النجمية الشابة تُعد مركزًا لتصادمات عنيفة بين الصخور الفضائية والكويكبات والكواكب الصغيرة الأكبر حجمًا، وهي أجسام أصغر من الكواكب القزمة، وغالباً ما تتباعد الكويكبات الصغيرة، لكنها أحياناً تلتصق ببعضها وتحوّل الغبار والجليد إلى كواكب وأقمار، وتُعد أكبر الاصطدامات نادرة الحدوث، إذ ربما تحدث مرة كل 100 ألف سنة خلال مئات الملايين من السنين اللازمة لتكوين نظام كوكبي كالنظام الشمسي.
وقال بول كالاس، قائد الفريق من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، في بيان: "لقد شهدنا اصطدام كويكبين صغيرين وسحابة الغبار التي انبعثت من هذا الحدث العنيف، والتي بدأت تعكس ضوء النجم المضيف"، مضيفا "يشبه الأمر، بمعنى ما، العودة بالزمن إلى تلك الفترة العنيفة من تاريخ نظامنا الشمسي عندما كان عمره أقل من مليار عام."
وأوضح كالاس أن الفريق لم يرَ الجسمين اللذين اصطدما مباشرةً، بل رصدوا آثار هذا الاصطدام الهائل.
فيما يقول مارك وايت، عضو الفريق من جامعة كامبريدج في المملكة المتحدة: "يُعدّ نظام فومالهوت مختبرًا طبيعيًا لدراسة سلوك الكواكب الصغيرة عند تعرضها للاصطدامات، مما يُخبرنا بدوره عن مكوناتها وكيفية تكوّنها".
وأضاف: "يكمن الجانب المثير في هذه الملاحظة في أنها تُتيح لنا تقدير حجم الأجرام المتصادمة وعددها في القرص، وهي معلومات يكاد يكون من المستحيل الحصول عليها بأي وسيلة أخرى".
سيواصل كالاس وزملاؤه دراسة فومالهوت باستخدام تلسكوب هابل، بالإضافة إلى إضافة الرؤية بالأشعة تحت الحمراء القوية لتلسكوب جيمس ويب الفضائي إلى دراستهم.