صوت مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية 67 صوتًا مقابل 30 لصالح تثبيت الملياردير ورائد الفضاء الخاص جاريد إسحاقمان مديرًا جديدًا لوكالة ناسا، منهيًا بذلك أكثر من عام بدون قائد رسمي ودائم، خلال فترة خضوع الوكالة لتوجيهات رؤساء مؤقتين.
وفقا لما ذكره موقع "space"، يعد إسحاقمان، البالغ من العمر 42 عامًا، ملياردير ومؤسس شركة Shift4 لمعالجة المدفوعات، وهو أيضًا رائد فضاء وراعٍ لبرنامج بولاريس، وهو برنامج رحلات فضائية ممول من القطاع الخاص، يُطلق رحلات فضائية إلى المدار بواسطة شركة SpaceX.
وقد انطلقت مهمتان من هذا البرنامج حتى الآن بقيادة إسحاقمان، وهما Inspiration4 وPolaris Dawn، اللتان صنعتا التاريخ كأول مهمة فضائية خاصة مأهولة إلى مدار الأرض، وأول رحلة تتضمن سيرًا فضائيًا مدنيًا، على التوالي.
وعلى الرغم من أن بعض أعضاء الكونجرس أعربوا عن مخاوفهم بشأن علاقة إسحاقمان بمؤسس شركة SpaceX ورئيسها التنفيذي إيلون ماسك، مشيرين إلى احتمال وجود تحيز أو محاباة، إلا أن ترشيح إسحاقمان لاقى استحسانًا واسعًا في أوساط مجتمع الفضاء.
بداية ترشيح إسحاقمان لمنصب مدير وكالة ناسا
رشح دونالد ترامب إسحاقمان لأول مرة لمنصب مدير وكالة ناسا في ديسمبر 2024، حين كان لا يزال الرئيس المنتخب، وخضع إسحاقمان لجلسة استماع أمام لجنة التجارة والعلوم والنقل في مجلس الشيوخ الأمريكي في أبريل، والتي أحالت ترشيحه إلى مجلس الشيوخ بكامل هيئته، لكن لم تُتح الفرصة للمشرعين للتصويت، وسحب ترامب ترشيح إسحاقمان فجأة في أواخر مايو، ما أدى إلى توقف عملية المصادقة عليه، تاركًا وكالة ناسا بمدير بالوكالة لأجل غير مسمى.
في ذلك الوقت، كانت تشغل هذا المنصب مديرة مركز كينيدي للفضاء، جانيت بيترو، إلا أنه في يوليو، ومع انعدام أي احتمالات لترشيح مدير جديد لوكالة ناسا، أسند ترامب المنصب إلى وزير النقل، شون دافي، الذي ظل يشغل منصب المدير بالوكالة منذ ذلك الحين.
جاء تراجع ترامب عن موقفه بشأن إسحاقمان وسط خلاف علني بين الرئيس وإيلون ماسك، حيث نشر ترامب على موقعه للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" أنه لم يكن يعلم أن إسحاقمان "ديمقراطي أصيل، لم يسبق له أن تبرع لأي جمهوري".
عاد إسحاقمان إلى دائرة الضوء مجدداً في أوائل نوفمبر، عندما كشف تقرير لموقع "بوليتيكو" عن وثيقة من 62 صفحة، تُعرف باسم "مشروع أثينا"، تُحدد رؤية إسحاقمان لوكالة ناسا، وبعد نشرها، وصف إسحاقمان الوثيقة بأنها قائمة مبدئية "بأفكار وتصورات حول توجه الوكالة وكيفية عملها بطريقة أكثر كفاءة وفعالية، وأعاد ترامب ترشيح إسحاقمان لمنصب رئيس ناسا في 4 نوفمبر، مما مهد الطريق لتعيينه الرسمي اليوم.
موقف تمويل ناسا مازال غامضا
وخفض اقتراح ميزانية الرئيس ترامب للسنة المالية 2026 ميزانية وكالة ناسا بنحو 25%، وقلّص تمويلها العلمي بنسبة 47%، وخلال جلسات استماع مجلس الشيوخ لترشيحه هذا العام، أعرب إسحاقمان، تحت ضغط الأسئلة، عن دعمه لجزء كبير من أجندة الإدارة الفضائية، بما في ذلك إعادة رواد الفضاء إلى القمر قبل الصين، وإرسال البشر إلى المريخ.
كما أكد إسحاقمان التزامه بإنفاق أموال ناسا وفقًا للتوجيهات، ولا يزال من غير الواضح ما ستكون عليه هذه الميزانية؛ إذ يسعى الكونجرس إلى إعادة تمويل ناسا إلى مستويات السنوات السابقة، على الرغم من عدم إقرار مشروع قانون الاعتمادات النهائي حتى الآن.