لمريض الالتهاب الرئوى.. نظام غذائى يساعد على التنفس والتعافى

في رحلة التعافي من الالتهاب الرئوي لا يقتصر العلاج على الأدوية والمضادات الحيوية فقط، بل يلعب الغذاء دورًا حيويًا لا يقل أهمية عن الدواء نفسه، فاختيار ما يدخل إلى طبق المريض يمكن أن يُحدث فارقًا كبيرًا فى سرعة التئام أنسجة الرئة واستعادة القدرة على التنفس براحة، ووفقًا لتقرير نشره موقع mfine، فإن النظام الغذائي الغني بالمغذيات والداعم للمناعة يُعد من الركائز الأساسية لتسريع الشفاء لدى مرضى الالتهاب الرئوي، لأنه يزود الجسم بالطاقة والعناصر التي يحتاجها لمحاربة العدوى وتقليل الالتهاب.

كيف يساعد الطعام على التعافي من الالتهاب الرئوي؟

عندما يُصاب الجسم بعدوى في الرئتين، يعمل الجهاز المناعي بطاقة مضاعفة لإزالة البكتيريا أو الفيروسات. خلال هذه المرحلة، يحتاج الجسم إلى مخزون كافٍ من البروتينات والفيتامينات والمعادن لتجديد الخلايا وتحفيز المناعة، النظام الغذائي المناسب لا يكتفي بتقوية الرئتين، بل يحد أيضًا من الإرهاق الذي يرافق المرض ويساعد المريض على استعادة قوته تدريجيًا.

أطعمة تعزز الشفاء وتقوى الرئتين

لا توجد وجبة سحرية تشفي الالتهاب الرئوي في يوم واحد، ولكن هناك مجموعات غذائية أثبتت فعاليتها في دعم الجسم أثناء المرض..

1. الفواكه والخضراوات الطازجة

مصدر رئيسي لفيتامينات A وC وE، وهي عناصر تقوّي المناعة وتقلل الالتهابات.

البرتقال، الكيوي، السبانخ، البروكلي، والجزر من أبرز الأطعمة التي تساعد في تجديد خلايا الرئة وحماية الأنسجة من الأكسدة.

2. البروتينات الخالية من الدهون

يعتمد الجسم على البروتين لإصلاح الأنسجة التالفة واستعادة القوة العضلية بعد فترات الخمول.

يُنصح بتناول الدجاج المسلوق الأسماك المشوية، البيض، والبقوليات مثل العدس والفاصوليا.

يُفضَّل طهي البروتين بطريقة خفيفة كالسلق أو الشواء لتقليل الدهون المشبعة.

3. الحبوب الكاملة ومصادر الطاقة المستدامة

تُساعد الأطعمة مثل الشوفان، الأرز البني، وخبز القمح الكامل على توفير طاقة ثابتة تدعم الجسم طوال اليوم، كما تُحافظ على صحة الجهاز الهضمي الذي يتأثر أحيانًا بالأدوية والمضادات الحيوية.

4. الدهون الصحية

الدهون غير المشبعة — مثل زيت الزيتون، الأفوكادو، والمكسرات — لها خصائص مضادة للالتهاب وتساعد في امتصاص الفيتامينات الدهنية (A، D، E، K)، مما ينعكس إيجابًا على صحة الرئتين.

5. السوائل الدافئة والمهدّئة

الحساء، المرق، والشاي العشبي تُسهّل إخراج المخاط وتهدئ الحلق.

حساء الدجاج مثلاً ليس مجرد "وصفة منزلية قديمة"، بل أثبتت الدراسات أنه يخفف الالتهاب في الممرات التنفسية ويساعد على الترطيب.

الأطعمة التي يجب تجنبها تمامًا

خلال فترة الالتهاب الرئوي، هناك بعض الأطعمة التي قد تُبطئ الشفاء أو تُفاقم الأعراض، ومنها:

- الأطعمة المالحة جدًا.. مثل اللحوم المصنعة والوجبات السريعة، لأنها تُسبب احتباس السوائل مما يزيد من صعوبة التنفس.

- الدهون المشبعة والمقلية.. ترفع معدلات الالتهاب وتُضعف الجهاز المناعي.

- السكريات المضافة والحلويات.. تُثبط المناعة وتُعزز نمو البكتيريا الضارة في الأمعاء.

- الأطعمة المعالجة.. مثل المكرونة سريعة التحضير والمعلبات، لما تحتويه من مواد حافظة وصوديوم مرتفع.

أما عن منتجات الألبان، فليست ممنوعة تمامًا، لكن بعض المرضى قد يشعرون بزيادة في إفراز المخاط بعد تناولها، لذا يُفضل مراقبة تأثيرها الشخصي وتجنّبها إن سبّبت انزعاجًا.

نموذج يوم غذائي متوازن لمريض الالتهاب الرئوي

فيما يلي مثال لوجبات يوم كامل تُساعد المريض على التعافي دون إجهاد للجهاز الهضمي:

- الإفطار.. عصير طبيعي غني بفيتامين C (برتقال أو كيوي)، شوفان بالحليب قليل الدسم، ومعلقة عسل.

- وجبة خفيفة.. حفنة من المكسرات النيئة أو بذور دوار الشمس.

- الغداء.. أرز بني مع دجاج منزوع الجلد، طبق خضار مطهو على البخار (بروكلي + جزر)، وكوب حساء دافئ.

- وجبة خفيفة بعد الظهر.. زبادي طبيعي مع ملعقة من الشوفان.

- العشاء.. سمك مشوي، شريحة خبز قمح كامل، وسلطة خضراء بزيت الزيتون.

ويُنصح بشرب الماء أو المشروبات الدافئة بانتظام للحفاظ على رطوبة الجسم وطرد السموم.

نمط الحياة أثناء التعافي

الغذاء وحده لا يكفي؛ فهناك عادات بسيطة تُحدث فارقًا كبيرًا في الشفاء..

- أخذ قسط كافٍ من النوم والراحة لإعادة بناء المناعة.

- ممارسة تمارين التنفس العميق لتوسيع الرئتين وتحسين تدفق الأكسجين.

- الجلوس في وضع معتدل وعدم الاستلقاء مباشرة بعد الأكل.

- تجنّب التدخين بجميع أشكاله بما في ذلك التدخين السلبي.

- العودة التدريجية للنشاط البدني بعد استشارة الطبيب.