على مدار الأسابيع الماضية شهدت الدراسة فى بعض المدارس أحداث عنف وإيذاء جسدى وتحرش ضد بعض الأطفال، أخرها واقعة التعدى على طلاب داخل مدرسة النيل الدولية بالتجمع، جميعها عبارة عن وقائع تحرش وتعدى جسدى على أطفال فى مراحل رياض الأطفال والابتدائية، فيما اتخذت وزارة التربية والتعليم إجراءات رادعة من بينها وضع مدارس تحت الإشراف المالى والإدارى لها وتشكيل لجان من الوزارة لإدارة بعض المدارس التى شهدت وقائع والتحقيق مع المخالفات والمتجاوزين داخل هذه المدارس، إضافة إلى استمرار التحقيقات من قبل الجهات المختصة.
وزارة التربية والتعليم، اتخذت خطوات لإعادة الانضباط، حيث أطلقت مبادرة جسمى ملكى لا تلمسه لطلاب وطالبات المراحل التعليمية الثلاثة على مستوى على مستوى جميع الإدارات لتعزيز السلوكيات والممارسات الإيجابية بين الأطفال وذويهم بالمؤسسات التعليمية وصناعة التغيير المجتمعى بهدف مناهضة العنف، ودعم حقوق الطفل كافة وخاصة حق الأطفال فى المشاركة والتعبير عن آرائهم فى مختلف القضايا المتعلقة باحتياجاتهم، وتمكين الطفل المصرى من استثمار قدراته فى تنمية مهارات الريادة والقيادة والابتكار، وتوعية أولياء الأمور بالاحتياجات الأساسية للطفل والعمل على اشباع رغباته واكتشاف وتنمية مواهبه وقدراته، وإبراز دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين فى التصدى لممارسات العنف ضد الأطفال وتغيير سلوكياتهم التى تؤثر فى بناء الشخصية المصرية المتوازنة.
وحددت الوزارة الخطوات التنفيذية لمبادرة جسمى ملكى حيث يقوم توجيه التربية الاجتماعية بالإدارة بتعميم المبادرة على جميع مدارس مرحلة التعليم الأساسى الابتدائى - الإعدادى وتوضيح آليات التنفيذ والموضوعات والأنشطة التى تتناولها وفق ما ورد بالنشرة التوجيهية الصادرة من الإدارة العامة للأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية فى هذا الشأن، كما يقوم توجيه التربية الاجتماعية بكل إدارة تعليمية بتقييم أعمال وأنشطة المبادرة.
ووجهت الوزارة بعقد لقاءات توعوية وتنفيذ ورش عمل ومعسكرات أنشطة متنوعة للطلاب والطالبات والمعلمين والأخصائيين الاجتماعيين وأولياء الأمور المناهضة الظاهرة التحرش بالألفاظ والأفعال واللمس والتحرش الإلكترونى والاعتداء والتنمر على الطلاب وخطورة التحرش والاعتداء الجنسى والتنمر على بناء الشخصية المتوازنة، وعمل دعاية وإعلانات وتنقية الأنشطة الثقافية وفنية ومسرحية واجتماعية لمناهضة ظاهرة التحرش
وتستعد وزارة التربية والتعليم، أيضا إلى إطلاق حملة توعوية موسعة بكافة مدارس الجمهورية حول مواجهة السلوكيات غير اللائقة والإيذاء النفسى والجسدى، وذلك بهدف تكثيف التوعية لمختلف أطراف المنظومة التعليمية داخل المدارس، بالتعاون مع عدة جهات.
وقال الدكتور تامر شوقى، أستاذ علم النفس التربوى بجامعة عين شمس، إنه لا شك أن إعادة الانضباط للمدارس ومقاومة حالات التحرش تعتبر مسئولية مشتركة بين عدة جهات ممثلة فى وزارة التربية والتعليم والأسرة ووسائل الإعلام ودور العبادة. ويمكن وضع روشتة لإعادة الانضباط للمدارس تتضمن عدة موجهات منها: فرض وزارة التربية والتعليم شروط قاسية لمنح التراخيص أو تجديدها من حيث مساحة المبانى والفراغات بداخلها واماكن فصول الحضانة ورياض الأطفال بحيث تكون فى مناطق مكشوفة وسهل مراقبتها فضلا عن تركيب كاميرات مراقبة بها فى كافة الفصول والطرقات واتاحة الفرصة لأولياء الأمور لمراقبة أولادهم عن بعد من خلال تلك الكاميرات، وإرسال الوزارة لجان متابعة مستمرة إلى تلك المدارس للتأكد من توافر شروط أمن وسلامة الأطفال.
وطالب بأن يتضمن مجلس إدارة أى مدرسة عضوا دائما ممثلا لوزارة التربية والتعليم حتى يتم التأكد من توافر المعايير المطلوبة فى تلك المدارس وإنشاء لجنة لاختيار مديرى تلك المدارس تتضمن ممثلين من وزارة التربية والتعليم بحيث تنتقى أفضل المتقدمين لتلك الوظيفة ممن لديهم المؤهلات الادارية والسمات النفسية المناسبة لشغل تلك الوظيفة والكشف الدورى على جميع العاملين بالمدارس( من عناصر الإدارة والمعلمين والموظفين والعمال ) فيما يتعلق بلياقتهم النفسية، والذهنية والتوسع فى تعيين هيئات الإشراف على الطلاب وتعيين مشرفات دائما على أطفال رياض الأطفال.
وشدد على أهمية التحقق من مؤهلات المعلمين بحيث يحملون مؤهلات تربوية مناسبة للتعامل مع الأطفال فى سن الروضة بما يمكنهم من التعرف على أى تغييرات مفاجئة فى سلوكيات الأطفال ومن ثم تحويلها إلى الأخصائى النفسى لوضع الخطط المناسبة للعلاج والوقاية، وهذا يفرض تعيين اخصائيين نفسيين مؤهلين فى تلك المدارس ومنع دخول أى عمال أو فنيين إلى المدرسة أثناء اليوم الدراسى مع وضع متابعة خاصة للعاملات للتأكد من حسن سلوكهن وإنشاء منصات إلكترونية تابعة لوزارة التربية والتعليم لتلقى شكاوى أولياء الأمور من المدارس سواء الخاصة أو الدولية فيما يتعلق باى انتهاكات للأطفال والتحقيق فيها بشكل فورى وعلى نحو سرى ومتابعة الأسرة لأطفالها فى تلك المدارس وتوعيتهم بصور التحرش وحالاته وكيفية التصرف وإبلاغ ولى الأمر بشكل فورى إدارة المدرسة فى حالة شكه فى حدوث أى تعدى على طفله وعمل حملات توعية فى وسائل الإعلام حول التحرش وهتك العرض وعلاماته والطرق المناسبة للتصرف حياله.
وتقول كريمة شوقى البسيونى، أخصائية نفسية، أن تعليم الأطفال الحماية من التحرّش ليس خيارًا بل ضرورة أساسية فى التربية الحديثة والأهم أن يكون التعليم بأسلوب يناسب عمر الطفل من غير تخويف ولا تعقيد، بحيث يتعلَّم الطفل بطريقة بسيطة، بأن الأماكن التى نغطيها بالملابس الداخلية هى مناطق خاصة لا يلمسها أحد، واللمسات 3 أنواع لمسة جيدة منها حضن الأم، السلام، اللعب الآمن ولمسة مؤذية ضرب، دفعوا لمسة غير مناسبة: لمس الأماكن الخاصة أو الطلب بالنظر إليها وهذه يجب رفضها فورًا وإبلاغ الأم، مضيفة أن المتحرش يعتمد على خوف الطفل لذلك أهم خطوة هى زرع ثقة قوية بين الطفل والأهل.
وقالت إنه يجب أن يكون هناك توعية خفيفة ومتكررة، عبارة عن رسائل للطفل من بينها "إنت جسدك ملكك" لو أحد ضايقك قولى فورا، لأن التكرار يعزز الأمان، كما يجب أن يمنع ولى الأمر من ضرب الطفل إذا أخبره بشيء أو اتهام الطفل بالكذب وإحراجه أو الصراخ عليه والسكوت عن أى واقعة أنه كل هذا يدمّر ثقته ويجعله يخاف من التبليغ.