خبير للقاهرة الإخبارية: تمويل الذكاء الاصطناعي مراهنة كبرى محفوفة بالمخاطر

قال بشير التغريني، مستشار الإعلام الرقمي وخبير تكنولوجيا المعلومات، إن الذكاء الاصطناعي سيغير وجه العالم بلا شك، لكن آلية تمويله الحالية عبر الديون قد تتحول إلى عبء اقتصادي كبير، مشيراً إلى أننا ما زلنا في المراحل الأولى ولا يمكن الجزم بحدوث انهيار مشابه لفقاعة "الإنترنت" عام 2000، رغم وجود المخاوف المشروعة.

احتكار الشركات الكبرى وترابط المصالح

أوضح بشير التغريني في مداخلة عبر تطبيق سكايب مع الإعلامية مارينا المصري ببرنامج المراقب على شاشة القاهرة الإخبارية، أن شركات التكنولوجيا العملاقة شكلت ما يشبه الاحتكار أو التكتل المترابط؛ حيث تعتمد كل شركة على الأخرى سواء في البيانات أو الرقائق الإلكترونية. وأكد أن هذا الترابط يقلل من فرص الانهيار الكامل، لكنه يعني في الوقت ذاته أن سقوط أي طرف سيؤثر سلباً على المنظومة بأكملها.

تكاليف تشغيلية باهظة وأرباح مؤجلة

لفت بشير التغريني خبير تكنولوجيا المعلومات إلى أن العامل المهيمن على النمو الحالي هو مزيج من الحاجة التقنية والمضاربات المالية، منوهاً إلى التكلفة التشغيلية الهائلة لمراكز البيانات من كهرباء وتبريد وكوادر بشرية.
وأضاف بشير التغريني أن الأرباح المرجوة من الذكاء الاصطناعي ستتحقق بشكل تدريجي وعلى المدى الطويل، وأن الشركات الكبرى والمستثمرين يدركون ذلك ويمتلكون خططاً استراتيجية للتعامل مع هذه المرحلة.

مراهنات الأسواق ودور التنظيم الحكومي

وصف بشير التغريني الوضع الحالي في أسواق المال بأنه لعبة مراهنات كبرى، حيث لا تمتلك الأسواق أدوات دقيقة لتسعير مخاطر ديون الذكاء الاصطناعي بشكل فعلي. وشدد بشير التغريني، على أهمية الدور التنظيمي للحكومات، خاصة في الولايات المتحدة، لسن قوانين تضبط إيقاع الاستدانة وتحمي الشركات من الإفلاس التام، مؤكداً أن الدول الكبرى تضع الذكاء الاصطناعي على رأس أولويات موازناتها لضمان عدم الخروج من سباق المستقبل.