نيرون ظالم أم مظلوم.. هل أحرق الإمبراطور روما واضطهد المسيحيين؟

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 11:00 م
نيرون ظالم أم مظلوم.. هل أحرق الإمبراطور روما واضطهد المسيحيين؟ نيرون

محمد عبد الرحمن

تحل، اليوم، ذكرى ميلاد الإمبراطور الرومانى نيرون الذى توفى فى 15 يونيو من عام 68 ميلادية وعرف عنه ميوله الغريبة وأطواره غير المستقرة، ويعرف الإمبراطور بأنه صاحب حريق روما الشهير سنة 64 ميلادية، والذى كان من تدبيره، حيث راوده خياله بأن يعيد بناء روما بعد إحراقها، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير.

وعلى الرغم من الاتهامات العديدة التى وجهها الكتاب القدامى والمؤرخون هناك أدلة على أن نيرون يتمتع بمستوى معين من الدعم الشعبى كان لديه شغف بالموسيقى والفنون، وهو اهتمام بلغ ذروته فى عرض عام قدمه فى روما عام 65 بعد الميلاد.

كما كان اضطهاد الإمبراطور نيرون للمسيحيين أحد أشهر أعماله وأكثرها إثارة للجدل. وإذا صدّقنا ما ورد في المصادر القديمة، فإن هذا الاضطهاد كان أول محاولة على نطاق واسع في الإمبراطورية الرومانية للقضاء على المسيحية، التي كانت آنذاك جماعة دينية صغيرة في منتصف القرن الأول الميلادي.

ومع ذلك، يشكك بعض المؤرخين المعاصرين في مدى صحة تلك الروايات، إذ يُعتقد أن الكتّاب المسيحيين الأوائل ضخّموا الأحداث لتمجيد الشهداء وتشويه صورة نيرون، حتى صُوّر لاحقاً على أنه «ضدّ المسيح».

 

نيرون يحمّل المسيحيين مسؤولية الحريق العظيم في روما

اندلع الحريق العظيم في روما في يوليو عام 64 ميلادية، واستمر ستة أيام، مدمّراً معظم العاصمة ومشرّداً الآلاف. حاول نيرون مساعدة المتضررين وفرض قوانين بناء صارمة لمنع الكوارث المستقبلية، لكنه واجه اتهامات من مجلس الشيوخ الروماني بأنه أشعل النار بنفسه ليُعيد بناء المدينة وفق مشاريعه الطموحة، خاصة بعدما بدأ في بناء قصره الفخم «البيت الذهبي» (Domus Aurea) وسط أنقاض المدينة.

ولإخماد الغضب الشعبي، ألقى اللوم على جماعة دينية ناشئة من أتباع المسيح، لا تعترف بآلهة روما ولا تخضع لسلطتها.

 

بداية الاضطهاد الدموي

يذكر المؤرخ تاكيتوس أن نيرون استغل الحريق لشن حملة وحشية ضد المسيحيين الذين كانوا مكروهين من عامة الرومان. فتم اعتقالهم وتعذيبهم بطرق قاسية، كما جُعلت معاناتهم عرضاً ترفيهياً للجماهير؛ أُلقي بعضهم للوحوش في ساحات القتال، وأُحرق آخرون كـ«مشاعل بشرية» في الاحتفالات الليلية.

كما صُلب بعضهم على غرار صلب المسيح، وهو عقاب كان مخصصاً عادة لأخطر المجرمين. أدى هذا الاضطهاد إلى انتشار الخوف بين المسيحيين ودفعهم إلى ممارسة شعائرهم سراً في سراديب روما.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب


الموضوعات المتعلقة


الرجوع الى أعلى الصفحة