كم استمر حكم الحشاشين فى معقل حسن الصباح قبل أن يدمره هولاكو؟

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 09:00 م
كم استمر حكم الحشاشين فى معقل حسن الصباح قبل أن يدمره هولاكو؟ قلعة الموت

محمد عبد الرحمن

تمرّ اليوم ذكرى استيلاء القائد المغولي هولاكو خان على قلعة ألموت، المعقل الأشهر لطائفة الإسماعيليين النزاريين المعروفة تاريخيًا باسم الحشاشين، وذلك في عام 1256م، في واحدة من أبرز المحطات التي أنهت دولتهم في فارس.

وجاء سقوط القلعة بعد حصار انتهى باستسلام آخر أمرائها ركن الدين خورشاه دون قتال، على أمل أن يعفو عنه هولاكو، وهو ما لم يحدث؛ إذ أمر القائد المغولي بتدمير القلعة بالكامل، وإحراق ما ضمّته من مكتبات وكتب ثمينة، لتتحول إلى أطلال، في طريقه لغزو بغداد لاحقًا.

شُيّدت قلعة ألموت تقريبًا عام 840م، على ارتفاع يقارب 2100 متر (نحو 6000 قدم) فوق سطح الأرض، في موقع شديد الوعورة. ولم يكن الوصول إليها ممكنًا إلا عبر طريق واحد ضيق شديد الانحدار، تحيط به منحدرات صخرية خطرة، ما جعل فكرة اقتحامها عسكريًا بالغة الصعوبة.

دخل حسن بن الصباح القلعة سرًا يوم الأربعاء 4 سبتمبر 1090م، بمساعدة أنصاره المتخفّين داخلها. وبعد فترة قصيرة، أحكم سيطرته الكاملة عليها، وأخرج مالكها السابق مقابل 3000 دينار ذهبي.

ومنذ ذلك التاريخ، أصبحت ألموت مركزًا لنشر دعوته وترسيخ أركان دولته، وبقي حسن الصباح فيها 35 عامًا كاملة حتى وفاته، دون أن يغادرها. ويُعد عهده الأشهر بين قادة الحشاشين، مقارنة بغيره ممن لم يحظوا بالاهتمام التاريخي ذاته.

في بداياتهم، مثّل الإسماعيليون النزاريون امتدادًا للدولة الفاطمية في القاهرة، قبل أن يقع الانشقاق المعروف داخل المذهب الإسماعيلي، ما أدى إلى استقلالهم السياسي والعقائدي، واتخاذهم من ألموت عاصمة فعلية لدولتهم في فارس.

 

166 عامًا في قلعة ألموت

استمر حكم الحشاشين لقلعة ألموت منذ سيطرة حسن الصباح عليها عام 1090م وحتى سقوطها على يد المغول عام 1256م، أي نحو 166 عامًا، ورغم تدمير القلعة، استمر وجودهم ونفوذهم في قلاع أخرى بفارس والشام لما يقارب قرنين إضافيين، إلى أن وجّه لهم السلطان المملوكي الظاهر بيبرس الضربة القاضية في بلاد الشام.

لم يتبقَّ من قلعة ألموت سوى بقايا خرائب قرب ما كان يُقدَّر بنحو 23 مبنى تضم مكتبات وحدائق. وظلت هذه الآثار قائمة جزئيًا حتى عام 2004، حين ضرب زلزال قوي المنطقة، أدى إلى تدمير ما تبقى من الجدران الآيلة للسقوط.

دام وجود الحشاشين في قلعة ألموت أكثر من قرن ونصف، قبل أن تنهيه الجيوش المغولية، في حدث شكّل نهاية واحدة من أكثر الحركات السياسية والعقائدية إثارة للجدل في تاريخ العصور الوسطى الإسلامية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة