أكرم القصاص

جولات ومنظومات.. أدوات قياس رضا ومطالب المواطنين بالأحياء والأقاليم

الإثنين، 15 ديسمبر 2025 10:00 ص


يمكن أن تكون الجولات التى يقوم بها رئيس الحكومة والوزراء والمحافظون مفيدة، فى حالة أن يكون وراؤها رغبة فى المعرفة والاطلاع عمليا وميدانيا على مشكلات ومطالب الناس، وألا تكون هذه الجولات مرتبطة بموسم انتخابات أو بتوقعات التغيير، حيث يدب النشاط والاشتياق إلى أوصال بعض المسؤولين مع تردد توقعات بتغييرات ما بعد الانتخابات، أو لأسباب أخرى منها طول مدة بقاء المسؤول فى مكانه يصيب المنصب بالجمود، أو يكون المسؤول قد كون خبرة للتعامل مع الرأى العام، من خلال احتراف نشر الصور واللقطات، وهو أمر لم يعد صعبا مع تطورات التكنولوجيا، لكنه لا يكفى لإقناع الجمهور، خاصة إذا لم ينعكس الأمر على حياة الناس والخدمات التى تقدم لهم.


هناك طرق متعددة يمكن أن تعرف بها الحكومة مدى رضا المواطنين غير الجولات المفاجئة، التى فى كثير من الأحيان تكون مجهزة سلفا، يمكن التعرف على مطالب الناس، ومدى رضاهم، من متابعة ورصد مواقع التواصل، وأيضا الاضطلاع الطلبات وما تتلقاه منظومة الشكاوى الحكومية، إذا كانت هناك أجهزة أو إدارات تدرس وتحلل هذه الشكاوى، حيث يمكن فى حالة التعامل معها بإخلاص ومهنية، أن تكون مؤشرا مهما على مطالب الناس ورضاهم، لأن كثرة الشكاوى فى المنظومة الحكومية تعنى غياب المسؤولية فى المستويات المحلية، وهى أزمة مزمنة تحتاج إلى منظمة للتعامل فى ظل غياب المجالس الشعبية المحلية. 


هناك طرق تقنية واستعمالات للتكنولوجيا ونظام المتابعة «أونلاين» وتلقى تقارير لحظية، ومراكز المعلومات فى المحافظات، ومركز معلومات مجلس الوزراء، فإن عملت باحترافية وعلمية يمكن أن تكون أدوات مساعدة لاستقصاء المعلومات والمطالب، خاصة فى الملفات المهمة والعاجلة التى لا تحتمل التأخير، مثل الصحة والعلاج، أو ملفات النقل والطرق، خاصة فى الأقاليم والقرى والمدن، وهى التى يعيش فيها نصف المصريين، ولها أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرة «حياة كريمة»، وهى مهمة ونجحت فى تطوير الطرق والاتصالات والبنية التحتية لقرى وعزب المرحلة الأولى، وبعض الثانية، ويفترض أن تكون لدى الحكومة القدرة على متابعة المبادرات والتحرك بموازاتها والتعلم منها، فى حال راجعت الحكومة التقارير التى أعدت من أجل حياة كريمة، وتضمنت الخرائط المتنوعة للمطالب الخاصة بنصف السكان.


وقد ضربت مثلا بعقد وقعته وزير التنمية المحلية، منال عوض، فى وجود محافظ الغربية ونائب وزير النقل لتسيير مواصلات عامة فى طنطا والمحلة، بينما تجاهلت الوزارة والمحافظ مركز بسيون بنفس محافظة الغربية، الذى يعانى سكانه وشبابه من نقص حاد فى المواصلات، ويواجهون معاناة يومية، آلاف الطلبة والموظفين والعمال يواجهون عذابا يوميا، ولو كان لدى وزارة التنمية أو محافظ الغربية معلومات عادية، ربما انتبهوا إلى أنهم ينجزون فيما هو منجز، بينما يتركون ما يستحق العمل والخدمة، ثم إن وزيرة التنمية المحلية فى زيارة مفاجئة عاقبت رئيس حى النزهة، للإهمال، بينما الكثير من أحياء القاهرة تعانى من نفس المطالب من دون أن تأتيها زيارات مفاجئة، مثل حى النزهة الذى هو فى حال أفضل من غيره، مثل عين شمس أو دار السلام أو المعادى.. إلى آخره، التى تعانى من تراجع فى الخدمات والطرق، وفوضى التوك توك الذى أصبح ظاهرة تتحدى القانون فى الطرق الرئيسية والطريق الدائرى.


كل هذا يحتاج إلى روح الجولات المفاجئة ومنظومة الشكاوى، بعيدا عن نشرات وصور ولقطات الدعاية التى يجيدها المستشارون الإعلاميون المنفصلون عن الواقع تقريبا، غارقين فى العزلة.
وسواء بمناسبة الانتخابات أو التغييرات المتوقعة، هناك ضرورة لإعادة النظر فى طريقة معالجة الملفات المهمة، الإسكان والطرق والصحة، وهى ملفات الإنجاز فيها يكون واضحا، والرضا أو عدم الرضا ظاهرا، من خلال أدوات فى متناول المسؤول المتوسط، بعيدا عن الوعود المتكررة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة