فيسبوك
واتساب
تشهد أسواق القهوة والكاكاو العالمية موجة غير مسبوقة من الارتفاعات السعرية، ما يثير تساؤلات جدية حول مستقبل هاتين السلعتين الأساسيتين، اللتين ارتبطتا تاريخيًا بالحياة اليومية وطقوس الاحتفال، خصوصًا في موسم أعياد الميلاد والكريسماس. فبعد سنوات من التقلبات، باتت الأسعار تسجل مستويات قياسية تضغط على المستهلكين والشركات على حد سواء.
القهوة
القهوة، ثاني أكثر مشروب استهلاكًا في العالم، ارتفعت أسعارها بشكل حاد نتيجة عوامل متشابكة، أبرزها التغير المناخي الذي أثر على إنتاج دول رئيسية مثل البرازيل وفيتنام، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والطاقة، كما لعبت المضاربات في أسواق العقود الآجلة دورًا كبيرًا في تسريع وتيرة الصعود، حيث يتم تداول القهوة قبل وصولها فعليًا إلى الأسواق، ما ينعكس مباشرة على أسعار التجزئة، وهذا بالطبع وفقا للخبراء سيؤثر بشكل مباشر على الاحتفالات والإجازات فى الكريسماس التى يرغب الجميع فيها بالاستمتاع بمزاق القهوة الدافئة فى الشتاء القارس.
وأكد مؤشر منظمة القهوة الدولية (I-CIP)، أن سعر القهوة العالمي ارتفع في نوفمبر بنسبة حوالي 1.2% مقارنة بأكتوبر 2025، مع ارتفاع أسعار بعض أنواع البن مثل الأرابيكا والبرازيلية، بالإضافة إلى تقرير أشار إلى ارتفاع وصل إلى 136% خلال الفترات السابقة فى أسعار القهوة.
الشيكولاتة
أما الكاكاو، فيواجه أزمة أكثر تعقيدًا، مع تراجع الإنتاج في غرب أفريقيا بسبب الأمراض الزراعية وارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى ضعف الاستثمارات في المزارع. هذه العوامل دفعت أسعار الكاكاو إلى مستويات تاريخية، ما انعكس على صناعة الشوكولاتة، حيث اضطرت الشركات إلى رفع الأسعار أو تقليص أحجام المنتجات.
ويواجه الكاكاو واحدة من أسوأ أزماته التاريخية، فقد سجلت أسعار الكاكاو في الأسواق العالمية مستويات قياسية خلال 2025، مدفوعة بتراجع الإنتاج في غرب أفريقيا، التي توفر أكثر من 60% من الإنتاج العالمي، خصوصًا في ساحل العاج وغانا.
ويأتي هذا الارتفاع في توقيت بالغ الحساسية، مع اقتراب احتفالات الكريسماس، التي تشهد زيادة كبيرة في استهلاك القهوة والمشروبات الساخنة والحلويات المصنوعة من الكاكاو. ومع تصاعد التكاليف، بدأت بعض الأسر تقلص مشترياتها أو تبحث عن بدائل أقل كلفة، ما يغير تدريجيًا ملامح الاستهلاك الموسمي.
في ظل هذه المعطيات، يبقى السؤال مطروحًا: هل نشهد تحول القهوة والكاكاو من سلع يومية إلى منتجات شبه فاخرة؟ أم أن الأسواق ستنجح في استعادة توازنها خلال الفترة المقبلة؟ الإجابة مرهونة بقدرة المنتجين والأسواق العالمية على مواجهة تحديات المناخ والمضاربة، قبل أن تصبح نكهة القهوة والشوكولاتة حكرًا على القادرين فقط.
