أكد الشيخ رمضان عبد المعز، الداعية الإسلامي، أن "إقامة الصلاة" تعد أهم صفة من صفات المؤمنين على الإطلاق، مشيراً إلى أنها النعمة التي تغير حياة الإنسان بالكامل إذا أدرك قيمتها وحافظ عليها، تماماً كما يدرك الإنسان نعمة الصحة والعافية.
وأوضح "عبد المعز"، خلال حلقة اليوم من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، أن الصلاة هي "الصلة" الحقيقية بين العبد وربه، واصفاً إياها بـ"الخط الساخن" الذي يلجأ إليه الإنسان في أوقات الشدة، مستشهداً بحال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي كان "إذا حزبه أمر (اشتد عليه) فزع إلى الصلاة"، وكان يقول عنها: "وجُعِلَت قرةُ عيني في الصلاة".
دعوة أبي الأنبياء وأولى وصايا المسيح
واستعرض الداعية الإسلامي تاريخ هذه العبادة العظيمة في حياة الأنبياء، لافتاً إلى أن سيدنا إبراهيم عليه السلام، حينما ترك زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع عند بيت الله المحرم، وقبل أن ترفع قواعد الكعبة، كان جل اهتمامه ودعائه هو إقامة الصلاة، حيث قال في دعائه الخالد: "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي".
وأشار "عبد المعز" إلى معجزة سيدنا عيسى عليه السلام، الذي نطق في المهد صبياً لتبرئة أمه مريم البتول، فكانت "الصلاة" هي أول ما أوصاه الله به وهو لا يزال رضيعاً، مستشهداً بالآية الكريمة: (وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا).
الصلاة مقياس الانضباط
وفي سياق متصل، ربط الشيخ رمضان عبد المعز بين الحفاظ على الصلاة والسلوك القويم للإنسان، مؤكداً أن الشخص المحافظ على صلاته بأركانها وشروطها وأوقاتها، ينعكس ذلك تلقائياً على حياته؛ فيكون شخصاً سوياً، منضبطاً في مواعيده، متقناً لعمله، ومحترماً في تعامله مع الناس.
وتابع الشيخ رمضان عبد المعز قائلاً: "من حافظ على الصلاة فهو لما سواها أحفظ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع"، مشدداً على أن من تكون علاقته بربه موصولة وقوية، ستكون علاقته بالناس طيبة ومبنية على الاحترام والتقدير.