تشهد دولة السودان منذ أبريل 2023 كارثة كبيرة نتيجة النزوح والجوع، التى فرضتها الحرب بين قوات الجيش السوداني من ناحية ومليشيات الدعم السريع من ناحية أخرى، وقد أعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم في ظل الحرب المستمرة التي تشهدها البلاد، مؤكدة أن "الأزمة تشمل نحو 13 مليون شخص، وتطاول مختلف فئات المجتمع من أمهات هربن مع مواليدهن، وطلاب تفرقت بهم السبل بعيداً عن أسرهم".
وأوضحت المنظمة، في تدوينة عبر منصة شركة "إكس"، أن الأزمة تطال مختلف فئات المجتمع، "من أمهات يفررن مع مواليدهن، إلى طلاب تفرقت بهم السبل بعيدا عن أسرهم".
وأكدت أن السكان يعيشون معاناة إنسانية هائلة، وأن الدعم المقدم من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ، يسهم في مساعدتها على توفير الحماية الحيوية والإغاثة العاجلة للمتضررين.
ومنذ أبريل 2023، تتواصل حرب بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع، ولم تتمكن وساطات من إنهاء الحرب التي تسببت بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، ومقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
نزوج في كادوقلي
أعلنت منظمة الهجرة الدولية، نزوح 330 شخصاً من مدينة كادوقلي مركز ولاية جنوب كردفان جنوبي السودان، منذ الثلاثاء الماضي، فيما أعلنت السلطات بالبلاد هدوء الأوضاع الأمنية بالمدينة. وأفادت منظمة الهجرة في بيان، بأن فرق النزوح الميدانية قدرت نزوح 330 شخصاً من مدينة كادوقلي بجنوب كردفان، نتيجة لتفاقم انعدام الأمن. وأشارت إلى أن الأشخاص نزحوا باتجاه مواقع متفرقة في محافظتي الرهد وشيكان بشمال كردفان. وأكد بيان المنظمة الدولية "أن الوضع لا يزال متوتراً ومتقلباً للغاية".
تقليص الغذاء في السودان بسبب ضعف التمويل
من جانبه قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه قرر تقليص الحصص الغذائية إلى المجتمعات التي تواجه المجاعة، في السودان اعتبارا من يناير المقبل، جراء ضعف التمويل.
ويواجه 21.2 مليون سوداني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لأحدث تقارير التصنيف المرحلي المعني بقياس أزمات الجوع، حيث أُعلن في 3 نوفمبر الماضي حدوث مجاعة في الفاشر وكادقلي، محذرًا من انتقالها إلى 20 منطقة إضافية في دارفور وكردفان.
وقال البرنامج، في بيان، إنه اعتبارًا من يناير، ستُخفض الحصص الغذائية إلى 70٪ للمجتمعات التي تواجه المجاعة، و50٪ للمجتمعات المعرضة لخطر المجاعة – وهو الحد الأدنى اللازم للبقاء على قيد الحياة، متوقع حدوث انقطاع كامل في إمدادات الغذاء والتغذية بحلول أبريل المقبل، حال عدم توفير تمويل جديد.
وأوضح أنه اضطر إلى تقليص الإمدادات إلى الحد الأدنى، للحفاظ على مستويات المساعدة، مشيرًا إلى أن الموارد التي يملكها تكفي لدعم المساعدات الحالية لمدة أربعة أشهر فقط.
كم يحتاج برنامج الأغذية العالمي لتقديم المساعدات في السودان؟
ويحتاج برنامج الأغذية العالمي إلى 695 مليون دولار خلال الأشهر الستة المقبلة لاستمرار تقديم المساعدات، وتقول الأمم المتحدة إن 33.7 مليون شخص، من بينهم 17.3 مليون طفل، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في العام المقبل، وسط تحذيرات من معاناة 825 ألف طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم وتعرض 3.4 مليون طفل للأمراض القاتلة.
وحذرت من تزايد انتهاكات حقوق الأطفال في دارفور وكردفان، ومواجهة النساء والفتيات تصاعدًا في العنف القائم على النوع الاجتماعي وسط انهيار أنظمة الحماية.